اعتقال ناشطين حققوا في مصنع بالصين ينتج أحذية لشركة ايفانكا ترمب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: أعلنت منظمة غير حكومية الاربعاء توقيف أحد ناشطيها كان يحقق في ظروف العمل بمصنع احذية في الصين ينتج لشركة ايفانكا ترمب ابنة الرئيس الاميركي، مسلطة الأضواء مجددا على الأعمال التجارية الصينية المرتبطة بالعائلة الرئاسية الأميركية.
وأضافت منظمة "تشاينا ليبور ووتش" التي تتخذ من نيويورك مقرا لها وتعنى بشؤون العمالة أن ناشطين آخرين انخرطا في التحقيق ذاته فقدا منذ الأحد. وقال مدير المنظمة لي كيانغ "خلال 17 عاما (منذ تأسيس المنظمة)، أجرينا أعدادا لا تحصى من التحقيقات من هذا النوع ولم نواجه مشاكل قط".
وأضاف لوكالة فرانس برس "هذه المرة الأولى التي نحقق في (مصنعي) ايفانكا ترمب، يرجح أن يكون ذلك مرتبطا بالعلامة التجارية".
وايفانكا هي ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشارة البيت الأبيض. وزوجها جاريد كوشنر مستشار رفيع كذلك في البيت الأبيض. وتركزت الأنظار كذلك مؤخرا على الشركة التي تديرها عائلة كوشنر جراء تعاملاتها المالية مع الصين.
وكان ترمب انتقد بكين بشأن ممارساتها التجارية خلال حملة الانتخابات الرئاسية، إلا أنه عاد وأقام علاقة ودية مع الرئيس شي جينبينغ منذ لقائهما في منتجع مارا لاغو في نيسان/ابريل.
وقال لي "ندعو الرئيس ترمب وايفانكا نفسها والشركة التي تحمل علامتها التجارية إلى الضغط من أجل إطلاق سراح ناشطينا". وأوقفت الشرطة هوا هايفينغ (36 عاما) الذي كان يعمل بشكل سري مع رجلين آخرين في اقليم جيانغتشي بتهمة استخدام "أجهزة تنصت،" بحسب لي.
وقالت زوجته، دينغ غيليان، إنه كان يخطط للعودة إلى منزلهما لقضاء عطلة في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأضافت أنه تم إعلامها بتوقيف زوجها وهو أب لولدين بدون اعطائها معلومات عن مكانه في اتصال تلقته الثلاثاء من مكتب الأمن العام في جيانغتشي.
من ناحيتها، ذكرت منظمة العفو الدولية أن هوا اعتقل الأسبوع الماضي عندما حاول السفر إلى هونغ كونغ لإعلان نتائج تحقيقه.
وقال وليام ني الباحث الصيني لدى المنظمة، إن "الثلاثي يبدو أنه الأخير الذي يقع ضحية حملة السلطات الصينية العدوانية ضد ناشطي حقوق الإنسان الذين لديهم صلات بمنظمات في الخارج، بذريعة الأمن القومي".
علاقات تجارية بين دائرة ترمب والصين
قال لي أن الناشطين كانوا يحققون في مصنعين لمجموعة "هوايجيان" المنتجة للأحذية، أحدهما في مدينة دونغقوان في اقليم غوانغدونغ، والثاني في غانزو في جيانغتشي.
واكتشفوا أن الموظفين يضطرون إلى العمل ساعات إضافية فيما يدفع لهم أقل من الحد الأدنى للأجور، بحسب لي الذي اتهم المعمل بإصدار كشوف مزيفة للرواتب المدفوعة تظهر أجور العمال على أنها أعلى مما هي عليه في الحقيقة.
ويصنع المعمل منتجات كذلك لعلامات تجارية غير ايفانكا ترمب مثل "كوتش" و"ناين ويست" و"كارل لاغرفليد" و"كيندال كايلي". ولم تستجب أي من مجموعة "هوايجيان" ولا علامة ايفانكا ترمب التجارية لمحاولات الاتصال بهما للحصول على تعليقات في هذا الشأن.
وأوضح متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس في تشرين الأول/اكتوبر أنها صنعت حوالي 100 ألف زوج أحذية لعلامة ايفانكا ترمب على مدى الأعوام الماضية.
وقال رئيس "هواجيان"، زانغ هوارونغ، لوكالة فرانس برس حينها إن الشركة تتجه للانتاج في افريقيا، مشيرا إلى أن "بعض المصنعين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في الصين".
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينغ، فقالت خلال ايجاز صحافي دوري إن "لا علم" لديها بالاعتقالات. ولكنها قالت بشكل عام "نأمل من المنظمات غير الحكومية الالتزام بقوانين الصين وعدم الانخراط في أي أنشطة غير شرعية".
وتعيد عملية الاعتقال تسليط الضوء من جديد على التعاملات التجارية بين عائلة ترمب والصين.
والشهر الماضي، أثارت الشركة المملوكة من قبل عائلة كوشنر جدلا واسعا بعدما شاركت شقيقته نيكول كوشنر ميير بمناسبات في بكين وشانغهاي سعيا للحصول على أكثر من 150 مليون دولار كاستثمارات في مجمع شقق فخمة في الولايات المتحدة.
وأظهرت فواتير شحن تابعة للجمارك الأميركية اطلعت عليها وكالة فرانس أنه في وقت تعهد ترمب خلال خطاب تنصيبه بـ"شراء كل ما هو أميركي وتوظيف الأميركيين"، كان أكثر من 50 طنا من الأحذية والحقائب والملابس التي تحمل علامة ايفانكا ترمب التجارية، تدخل إلى الموانئ الأميركية قادمة من الصين.
وسعى دونالد ترمب نفسه للحصول على عشرات العلامات المسجلة في الصين.
حملة أمنية
وازدادت السيطرة الحكومية على المجتمع المدني منذ تولي شي الرئاسة عام 2012 بينما شنت السلطات اعتقالات استدعت إدانة دولية.
وأشار لي في مناسبات منفصلة هذا الشهر والشهر الماضي، إلى أن هوا وأحد الناشطين الآخرين اللذين تم ايقافهما حاولا عقد لقاء معه في هونغ كونغ ولكن لم يسمح لهما بالدخول "للاشتباه بقيامهما بنشاط إجرامي".
وأوضحت دينغ من ناحيتها أن زوجها ناشط في مجال حقوق العمال منذ أكثر من عقد. وقالت "الكثير من الناس لا يفهمون معاناة عمال المصانع (...) بغض النظر عن مشاكلنا المادية، لم أشكك قط في أهمية عمل زوجي".