وزير العدل الأميركي: لا علم لي بتواطؤ مع روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أعلن وزير العدل الاميركي جيف سيشنز الثلاثاء خلال جلسة استماع له امام مجلس الشيوخ ان "لا علم له" بوجود تواطؤ بين فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترمب والحكومة الروسية.
وقال الوزير الاميركي "كل كلام عن انني قد اكون تواطأت، او انني كنت على علم بوجود اتفاق مع الحكومة الروسية موجه ضد بلادي (...) هو كذب مقيت".
واعرب سيشنز عن "ثقته" بروبرت مولر الذي عيّن مدعيا خاصا مكلفا التحقيق بتدخل روسي محتمل خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة، وباحتمال حصول تواطؤ بين موسكو وعاملين في فريق حملة ترمب. واوضح الوزير انه سيكون "من غير المناسب" من جهته ان يتدخل في هذا التحقيق، بعدما كان نأى بنفسه عنه بسبب اتصالاته في العام الماضي بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة.
وكان وزير العدل الاميركي جيف سيشنز المقرب جدا من الرئيس دونالد ترمب، ادلى الثلاثاء بشهادته في مجلس الشيوخ الاميركي لتفسير دوره في قضية الاتصالات مع روسيا، في شهادة تنطوي على مخاطر بالنسبة الى ترمب بعد شهادة مدير أف بي آي السابق جيمس كومي.
وخلافا لكومي، يبدو سيشنز في صف من يوجّه اليهم الاتهام اكثر منه في صف الذين يوجهون الاتهام. والسؤال الاول الذي سيطرح على هذا المسؤول الكبير في حكومة ترمب: هل التقى السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسيلياك اكثر من المرتين اللتين اعترف بهما في مارس الماضي؟.
ووجهت انتقادات الى وزير العدل لانه لم يكشف في جلسة الاستماع لاقرار تعيينه في مجلس الشيوخ في يناير، انه التقى خلال الحملة الانتخابية السفير الروسي الذي كلفت الاتصالات معه مستشار الامن القومي الجنرال مايكل فلين منصبه.
وبعد الكشف عن لقاءين، تخلى سيشنز عن متابعة التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي الخاضع لسلطته، حول التدخلات الروسية والاتصالات بين اعضاء في فريق حملة ترمب وروسيا.
وفي مفاجأة للجميع، قال كومي الذي أقاله ترامب ان مسؤولين كبارا في الشرطة وهو شخصيا كان لديهم قناعة بان سيشنز سيرغم في نهاية المطاف على التنحي عن التحقيق.
وقال "كنا على علم ايضا بوقائع لا استطيع الحديث عنها في جلسة علنية كانت ستجعل مشاركته في التحقيق المرتبط بروسيا تطرح مشكلة". وسيحاول اعضاء اللجنة معرفة هذه الوقائع وإن حدث لقاء ثالث مع السفير الروسي لم يكشفه سيشنز.
اي سلوك؟
السؤال الاساسي الآخر يقضي بمعرفة ما إذا كان سيشنز تدخل أم لا، بعدما دق كومي جرس الانذار في فبراير طالبا منه ألا يتركه أبدا بمفرده مع الرئيس ترمب.
روى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي انه في نهاية اجتماع في 14 فبراير، أخرج ترامب كل مستشاريه من مكتبه بما في ذلك وزير العدل ليعقد اجتماعا على انفراد معه. وعندما أصبحا على انفراد، طلب ترامب من كومي التخلي عن التحقيق حول مايكل فلين، بحسب إفادة المدير السابق لإف بي آي، وهو ما ينفيه الرئيس.
ويؤكد كومي انه ذهب بعد هذا اللقاء الى جيف سيشنز ليطلب منه الفصل في المستقبل بينه وبين الرئيس لمنع أي تدخل سياسي في التحقيقات. غير أن سيشنز لم يرد بحسب إفادته. وقال "قد اكون مخطئا، لكن لغة جسده كانت تقول: ماذا بوسعي أن افعل؟".
من جهة أخرى وعلى الرغم من تنحيه عن القضية الروسية، وقع جيف سيشنز في مايو رسالة توصي الرئيس ترمب باقالة جيمس كومي بحجة انه أساء ادارة التحقيق حول بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني. لكن هذه الحجة سقطت بسرعة اذ اعترف ترمب بان قراره كان مرتبطا بالتحقيق حول الاتصالات مع روسيا.
وقال السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي انه يتصرف مثل "المحامي الشخصي" للرئيس وليس كوزير عدل. والقضية الاخيرة المدرجة على جدول الاعمال تتعلق بتصريحات صديق لتامب قال الاثنين ان الرئيس ينظر في احتمال إقالة المحقق الخاص المشرف على قضية الاتصالات مع روسيا روبرت مولر الذي عين للتو لضمان استقلالية هذه التحقيقات البالغة الحساسية.
ومنذ ايام يوالي معسكر المحافظين هجماته على المدير السابق لاف بي وخصوصا مقدمي برامج الاذاعة مارك ليفين وروسي ليمبو او الرئيس السابق للمجلس نيوت غينغريش. وقال رئيس مجلس مجموعة "نيوماكس ميديا" كريستوفر رودي ، وهو من أصدقاء ترامب، ردا على سؤال إن كان ترامب سيسمح لمولر بمواصلة التحقيق في القضية "اعتقد انه ينظر ربما في انهاء دور المحقق الخاص. اعتقد انه يفكر في هذا الخيار".
أثارت فكرة طرد المحقق الخاص استنكارا عارما لدى الديمقراطيين، وقال آدم شيف عضو لجنة الاستخبارات في المجلس "سيشكل ذلك القشة التي ستقسم ظهر البعير بالنسبة للجمهوريين الذين لم يحركوا ساكنا حتى اليوم".
لم ترق هذه الشائعات رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين الذي قال إن "الشيء الأمثل هو أن ندع روبرت مولر يقوم بعمله. أنا أعرف بوب مولر وأثق به".
نفي إقالة المحقق الخاص في قضية روسيا
غلى ذلك نفى مسؤول بارز في وزارة العدل الاميركية الثلاثاء الشائعات بأن الرئيس الاميركي دونالد ترمب يفكر في اقالة روبرت مولر المحقق الخاص في قضية الاتصالات مع روسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية الاخيرة والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي.
وفي جلسة للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ قال نائب وزير العدل رود روزينشتاين، الذي عيّن مولر ليقود التحقيق، أنه لا يوجد سبب لاقالة المحقق، مؤكدا أنه الوحيد الذي له صلاحية ليفعل ذلك. وردا على سؤال للجنة حول ما إذا كان هناك أي سبب لإقالة مولر، قال روزينشتاين "لا".
واضاف "طالما أنا في هذا المنصب، فلن يتم طرده من دون سبب". وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يقيل مولر بناء على أوامر الرئيس، قال "لن أطيع أية أوامر إلا إذا اعتقدت أنها محقة ومناسبة". وأضاف "أنا الذي عينته. وأنا لا زلت عند قراري .. وسأدافع عن نزاهة التحقيق". وأكد انه "لا علم له بوجود "خطة سرية" للتخلص من مولر.
والاثنين قال كريستوفر رودي رئيس مجلس مجموعة "نيوماكس ميديا" عقب زيارة للبيت الأبيض أن الرئيس يفكر في إقالة مولر.
الا ان البيت الابيض قلل من أهمية تصريحاته. وذكر مسؤول في البيت الابيض ان رودي "لم يتحدث مطلقا مع الرئيس في هذه المسألة".
ولزم مولر الصمت منذ تعيينه للتحقيق في هذه القضية في 17 مايو، بعد أسبوع من إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي آي) جيمس كومي. وفي وقت سابق قال رئيس مجلس النواب بول راين أن على السياسيين ترك المحقق الخاص يقوم بعمله.
وأضاف "اعتقد أن أفضل ما يمكن أن نفعله هو أن نترك روبرت مولر يقوم بعمله. أعتقد أن أفضل تبرئة للرئيس هي السماح للتحقيق بأن يستمر بشكل مستقل ودقيق".