بنحمو: مشاكل القارة تكمن في عدم وجود تشخيص مناسب
خبراء يستعرضون في موسم اصيلة حلولا لإنقاد إفريقيا من الأزمات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انتقد فيكتور بورغيس بارباروسا، رئيس مؤسسة التنمية والتبادل الدولي، ووزير خارجية الرأس الأخضر سابقا، إطلاق مصطلح أزمات على مختلف المشاكل والتحديات التي تواجه القارة الإفريقية، و اعتبر أن اتخاذ هذا التعريف كذريعة يوضح أن القادة والشعوب ليسوا على استعداد لمواجهة العراقيل التي تعيق النهوض بإفريقيا.
و أضاف باراباروسا خلال ندوة " افريقيا والعالم : اَي عالم لأفريقيا؟ "، في محور " إفريقيا والأزمات الامنية عبر العالم"، التي احتضنها مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة السبت "هناك أزمات لا يتحدث عنها أحد، وبالمقابل يسجل نوع من الخيبة والتحسر على الديمقراطية، وهو ما يؤثر سلبا على آمال شعوب بأكملها، خاصة فئة الشباب.
زعامة حقيقية
وأفاد وزير الخارجية الأسبق بالرأس الأخضر قائلا"من يملك الحق في إطلاق التسميات على ما يحصل يقوم بنوع من الاحتكار للسلطة، أما الأزمات الموجودة في إفريقيا فهي متداخلة مع بعضها".
واعتبر المتحدث أن القارة السمراء بحاجة لزعامة حقيقية، تمكنها من معالجة المشاكل التي تعيشها، بعدما عجزت الحكومات الإفريقية عن حل تحديات عديدة، تشمل عدم توفير فرص عمل للشباب، تدهور البيئة، دوام الجفاف، و استغلال الطبيعة بشكل مفرط، مما أدى إلى تدهور ظروف معيشة السكان.
تعزيز الحكامة
من جهتها، قالت نياكالي باكايوكو، خبيرة في الشؤون السياسية وباحثة في العلاقات الدولية بفرنسا إن تعزيز الحكامة وممارسة الديمقراطية من أهم المتطلبات التي ينبغي توفرها، ليس فقط بالنسبة لإفريقيا ولكن على الصعيد العالمي، و اعتبرت أن العامل الأمني مهم جدا في استقرار وتنمية القارة، خاصة بعد تسجيل عمليات القرصنة البحرية وتنامي ظاهرة الإجرام المنظم، مما أدى إلى تقوية التعاون بين الأجهزة الأمنية والقوات المكلفة بحراسة الحدود.
وزادت باكايوكو قائلة ان "توفر مخطط للدفاع لا يكفي بما يلزم، فمفهوم الأمن حاليا لا يقتصر على الرد على التهديدات العسكرية، بالنظر لوجود تهديدات أخرى مرتبطة بالمجال المجتمعي والبيئي، وتلمس بشكل مباشر الأفراد والجماعات وليس جهاز الدولة فحسب".
وأشارت المتحدثة إلى ضرورة تدبير القطاع الأمني بطريقة ديمقراطية، فضلا عن تخصيص الموارد المادية والإنسانية، عن طريق انخراط كل الدول الإفريقية في هذا التوجه، وعدم الاقتصار على الاستعانة بالخارج لتمويل الخدمات الأمنية.
توحد الجهود وإقرار السلام
وشدد موسى سيك، نائب رئيس معهد بان أفريكان الاستراتيجي بالسنغال على ضرورة الاستعداد لإنجاز مخطط زراعي يشمل دول القارة الإفريقية، للمساهمة في القضاء على آفة الجوع التي تتهدد مواطنيها، إسوة بما قامت به الجمهورية الصينية في وقت سابق. وقال " ما لم تنتهي المجاعات في إفريقيا، لن تنتهي الصراعات الدائرة، وستتفاقم مشاكلها بشكل متزايد".
في السياق ذاته، أفادت ليسلي لوفودرون، صحفية مختصة في الشأن الإفريقي ومستشارة بمعهد الدراسات الامنية بإفريقيا الجنوبية أن تعزيز السلام بالقارة أمر بالغ الاهمية.وأضافت قائلة"المغرب دعا إلى أسرة إفريقية، ونحن كدول معنية علينا ان نوحد أصواتنا، حتى نتمكن من التعبير بصوت واحد ومشترك. يقال إن الهجرة قد تسبب أزمات لكن حسن تدبيرها قد يخلف آثارا إيجابية، عكس المتوقع".
و شدد محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية على ضرورة وجود تشخيص مناسب للمشاكل التي تمر منها القارة، مع إشراك الخبراء المختصين عوض الإنصات لصوت المعلقين، وفق تعبيره.
و أضاف بنحمو"نحن ولسوء الحظ، ومنذ الاستقلال، استطعنا أن نكون مجتمعات يستحيل تدبيرها، أوضاع إفريقيا تختلف، ودخلنا في حلقة مفرغة من الحيرة المولدة للأزمات، هناك تعدد في المصالح، وعلينا ان نعمل وفق أرضية صلبة ومشتركة، إفريقيا صارت الآن مخزونا يتم من خلاله تصدير كل المشاكل من الخارج إليها، وهو ما يلاحظ من خلال تدفق المتطرفين و المجاهدين الأجانب نحوها، وبالتالي فمن المهم أن نستوعب أن التنمية لا تتحقق دون سلم واستقرار".
الأمن الاجتماعي والاقتصادي
في غضون ذلك، صرح أوسكار مارتين ماثيوس، باحث في مركز العلاقات الدولية في جامعة برشلونة المستقلة أن التعامل مع إفريقيا ينبغي أن يتم على أساس معرفة الأسباب العميقة للصراعات التي تحصل داخلها، مع تناول الظروف التي تهدد الشباب وتجبرهم على الانخراط في النشاط الإرهابي، وسجل وجود بعض التجارب الإيجابية، من خلال ما قامت به غامبيا في إطار إدارة الأزمة، في مقابل الانتكاسة التي حصلت في سيراليون، حينما تلقت استثمارات من اجل النهوض بقطاعات مختلفة، لكنها لم تغير هياكل البلاد نحو الأفضل.
وأكد ماثيوس على وجوب تعزيز السلام والأمن الاجتماعي والاقتصادي في الدول التي تعاني من شبح الإرهاب، والاستماع للأصوات المحلية قصد استيعاب حاجيات الشعب، خاصة أن المجتمع الدولي يعطي أهمية قصوى للجانب العسكري على حساب كل ما هو إنساني، حسب قوله.
و تأتي هذه الندوة على هامش فعاليات موسم اصيلة الثقافي الدولي ال 39 ، والذي انطلقت فعالياته مساء الجمعة، وسط حضور كبير من طرف شخصيات وطنية وأجنبية بمقر مكتبة الأمير بندر بن سلطان بالمدينة، و ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.