أخبار

آلام تقسيم الهند مستمرة رغم مرور 70 عاما

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل 70 عاما، بشّر انسحاب بريطانيا من الهند بنهاية عصر الامبراطورية البريطانية.

فقد انسحبت بريطانيا من بلد كانت تعتبره درة تاجها الامبراطوري، وخلقت خلفها بلدين مستقلين.

كانت تلك عملية تقسيم جلبت معها واحدة من أكبر مآسي القرن العشرين.

كان عدد سكان الهند آنذاك يناهز 400 مليون نسمة، غالبيتهم من الهندوس، وكان المسلمون يشكلون 25 في المئة تقريبا من مجموع سكان البلاد.

وكان الزعيم الهندي جواهر لال نهرو، زعيم حزب المؤتمر وأول رئيس وزراء في الهند المستقلة، معارضا لمبدأ تقسيم البلاد على أسس دينية.

ولكن محمد علي جناح، رئيس عصبة مسلمي الهند، والذي أصبح حاكما عاما لباكستان عقب التقسيم، كان مصرا على أن لمسلمي الهند الحق في تأسيس دولة خاصة بهم.

قال مسؤول بريطاني عليم ببواطن الأمور حينذاك "جاء التقسيم والاستقلال سوية. فقد كان الواحد منهما ثمنا للآخر".

كلف اللورد ماونتباتن - وهو من اقارب الأسرة البريطانية المالكة - بمهمة إخراج بريطانيا من أكبر مستعمراتها. وقرر ماونتباتن - الذي قتل في عام 1979 بانفجار قنبلة زرعها في يخته الجيش الجمهوري الأيرلندي - أنه من الأفضل أن تتم عملية الانسحاب من الهند بسرعة.

لذا تم الفراغ من رسم خط تقسيم شبه القارة الى دولتين في خمسة اسابيع فقط.

احتفلت الهند ومن ثم باكستان باستقلالهما في ايام متتالية من شهر آب / أغسطس 1947.

ولكن بعد مضي يومين فقط، عندما تبينت طبيعة خط الحدود بين البلدين الوليدين، اصيب جميع الهنود والباكستانيين بالقنوط والحزن.

من جانبه، اشتكى محمد علي جناح بأنه حصل على باكستان "أكلها العث"، إذ تكونت الدولة المسلمة الجديدة من شطرين يفصل بينهما الفا كيلومتر من الأراضي الهندية (استقلت باكستان الشرقية في عام 1971 لتؤسس دولة بنغلاديش بعد حرب شرسة لعبت فيها الهند دورا مهما).

وقبيل اعلان استقلال الدولتين، اندلعت صدامات بين الهندوس والمسلمين، ولكن أحدا لم يتوقع مستوى العنف الذي اندلع عقب التقسيم.

فعندما أعلن قرار التقسيم، نزح 12 مليون لاجئ على الأقل من إحدى الدولتين الى الدولة الأخرى، وقتل في العنف الطائفي نصف مليون الى مليون شخص على الأقل كما اختطف عشرات الآلاف من النسوة.

ولم تتعافى العلاقات الهندية الباكستانية ابدا من أثر التقسيم وآلامه.

فالبلدان ما زالا يدعيان السيادة على ولاية كشمير.

وخلال اسابيع من استقلالهما، خاض البلدان حربا حول السيادة على وادي كشمير في صراع ما زال بلا حل ويمثل نتائج عملية تقسيم ناقصة ومعيبة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الهند ليست مثل العراق
زارا -

1- البريطانيون ارادوا بهذا الأنتقام من الزعماء الهنديون, وايضا ان يزرعوا مشكلة تظل تؤثر على البلدين لعقود قادمة فيكون الأستعمار البريطاني موجودا بطريقة اخرى غير مباشرة, وهذا حصل فعلا خصوصا في باكستان. 2- ادخل البريطانيون في عقول مسلمي الهند انهم لن يكونوا بأمان بعد جلاء بريطانيا. وربكا كانوا على حق ايضا لأنه كانت توجد توترات بين الطائفتين, ولكن هذه التوترات سببه ما فعله المسلمين قبل ذلك بقرون عند غزوهم لهندستان وما قاموا به من نهب وسلب. هذه الأمور تبقى في ذاكرة الشعوب ولا تذهب ان يم يدرك الطرف الظالم الأمر ويعترف بأخطائه ويعتذر عنها. وطبعا المسلمون لم يفعلوا هذا. 3- اذا كان المقصود من المقال الإشارة إلى التقسيم المحتمل للعراق وسوريا, فالأهر مختلف جدا: الهند كانت دولة حقيقية قبل ان يستعمرها الأنكليز, بينكا العراق وسوريا اوجدهما الأستعمار البريطاني والفرنسي, اي ان زجزدهما بالشكل الحالي ليس طبيعيا ولذها نشأت كل هذه المشاكل.

التقسيم هو المعيب
العتيبي -

ان الناقص والمعيب ان التقسيم جرى على اسس دينية. ذلك يؤسس للقول ان المعضلة في المسلمين الذين لايستطيعون العيش في دولة علمانية على اسس الوطنية. وإذا كان من واجب المسلمين السعي الى التقسيم واقامة دولة مستقلة لمجرد اختلافهم عن الاخرين دينيا، فذلك يجعل الاسلام خطرا فعليا على الدول ، يجب الحذر منه. وذلك يوضح ايضا هذا الكم الهائل من المشاكل والاضطرابات السياسية في كل منطقة يوجد فيها مسلمين، اكثرية كانوا او اقلية..وإذا كان للمسلمين الحق بالانفصال لمجرد انهم مسلمين، الا يعني ذلك ان الاقليات الدينية التي تعيش مع المسلمين لها ايضا نفس الحق بالانفصال عن الادارات الاسلامية؟ان مثل هذا الطرح خطر وذو حدين.. يجب وقف الاسلام السياسي

رفض
نبيل -

المسلمون في الهند التعايش مع إخوانهم وشركائهم في الوطن ( الهند ) وتفضيل العزل والانقسام دليل واضح على ان مشكلة المسلم في تعاليمه الدينيه التي تمنعه من تقبل الأخر والتعايش معه في مجتمع تتساوى فيه الحقوق والواجبات وهذا نوع من العنصريه والتمييز الذي اصبح جزء من تربية المسلم ومن الأشياء التي يتقبلها ويبررها بل البعض يقدسها وهذا سبب الانفصام الذي يعيشه المسلم , انقسام الباكستان ونتائج هذا الانقسام الوخيمه على من اختار ان يعيش فيها مقارنة بدولة الهند الديمقراطيه العلمانيه شاهدا على ذلك .

بريطانيا والغرب
نبيل -

ارادوا ان يقيمو قواعد جويه للغرب في الهند لمواجهة الاتحاد السوفيتي , الهنود رفضوا ذلك لاعتزازهم باستقلالهم وميول قياداتهم اليساريه , المسلمين بقياده جناح رضوا بالقواعد والعماله للغرب لمحاربه السوفييت الكفره , لذلك قامت بريطانيا بدفع الانقسام وتأييده , الغرب كان ولا زال له قواعد جويه قي الباكستان , ملاحظه مهمه ان اول واخر طيار امريكي ( غيري باور ) الذي اسقط السوفييت طائرة التجسس (يو 2 ) التي كان يقودها عام 1957 كانت قد أقلعت من قاعده امريكيه من باكستان .