أخبار

مركز يعيد الأمل لأطفال مقاتلين من "داعش" في ليبيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مصراتة: تعود البسمة تدريجيا إلى وجوه نحو ثلاثين طفلا في مركز للهلال الأحمر في مصراتة (غرب ليبيا) عانوا الأمرين في خضم النزاع الدائر في البلد بعد أن تيتموا أو فقدوا أهلهم الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية. 

حتى وهم يلهون ويمرحون في الباحة ويلعبون على الأرض، يحاول هؤلاء الفتيان والفتيات الـ 28 أن يظلوا قريبين من بعضهم البعض كما لو كانوا عائلة واحدة، فيما عيون الكبار ساهرة على من هم أصغر سنا.

قبل سبعة أشهر في كانون الأول/ديسمبر 2016، بسطت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس سيطرتها على مدينة سرت حيث كان أهل هؤلاء الأطفال التحقوا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك إثر اشتباكات عنيفة دامت أشهرا عدة.

وقامت القوات الموالية لحكومة طرابلس بنقل هؤلاء الأطفال المنتمين إلى جنسيات مختلفة إلى مركز إيواء في مصراتة، على بعد 240 كيلومترا غرب سرت. 

وكان الاطفال عند وصولهم إلى المركز في "حالة مزرية جدا على الصعيدين النفسي والصحي"، بحسب ما يقول علي الغويل رئيس قسم الإعلام والتوثيق في جمعية الهلال الأحمر الليبي، فرع مصراتة.

فقد عانوا لأشهر عدة من نقص في المياه والطعام والأدوية وقصف متواصل، وبات الخوف يستولي عليهم عند سماعهم أي ضجة.

ويعاني البعض من إصابات خطرة "بأعيرة نارية ... في الرأس والصدر أو القدمين"، بحسب ما يقول الغويل خلال زيارة لفريق من وكالة فرانس برس الى المركز.

- روضة سلم -

ويروي علي أحمد، أحد أفراد جمعية الهلال الأحمر، كيف حاول بفارغ الصبر أن يعيد البسمة إلى وجه الطفل أحمد الذي بترت يده وقاسى مآسي شديدة.

ويقول الشاب العشريني "كنت في كل مرة أحاول الاقتراب منه واللعب معه كي يعتاد عليَّ".

وقد تغلب محمد على إعاقته اليوم، وهو يلهو مع أصدقائه في باحة المركز والبسمة تعلو وجهه قبل أن يرتمي في حضن علي أحمد.

بعد تحرير سرت من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، نُقل 52 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمسة أيام وتسع سنوات الى مركز مصراتة.

وقد أعيد الذين منهم لهم اقرباء في ليبيا إلى عائلاتهم، لكن الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة إلى هؤلاء المولودين من والدين أجنبيين كانا يقاتلان في صفوف التنظيم المتطرف.

في حزيران/يونيو، أعيد ثمانية أطفال سودانيين إلى الخرطوم، من بينهم طفل في عامه الأول.

غير أن 15 طفلا تقريبا من الجنسية التونسية أو المصرية ما زالوا عالقين في المركز، إذ لم ترد سلطات تونس والقاهرة على طلب الهلال الأحمر إعادتهم إلى موطنهم.

ويأمل علي أحمد أن يتمكنوا من العودة إلى حضن عائلاتهم في الديار.

وفي الانتظار، يحاول الهلال الأحمر أن ينأى بالمركزه عن الفوضى التي تعم البلد حيث يتنازع طرفان على السلطة وسط اشتباكات مع مجموعات مسلحة. ويحظى الأولاد بمتابعة طبية ونفسية. ويقول الغويل ان المركز لا يوفر جهدا "للتواصل مع أي جهة متاحة بهدف زرع طرف اصطناعي" لمحمد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف