شهود من الهند وباكستان يتذكرون بعد 70 عاما على التقسيم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: بعد سبعين عاما على التقسيم في 1947، يتذكر شهود في الهند وباكستان اهوال تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البلدين.
ففي آب/اغسطس 1947، اسفر تفكيك الامبراطورية البريطانية في الهند عن القيام المؤلم لبلدين متميزين، تسكن الاول اكثرية هندوسية، والثاني اكثرية مسلمة، وادى الى واحدة من اكبر عمليات النزوح في التاريخ.
وتحتفل الهند الثلاثاء بالذكرى ال 70 لاستقلالها، اما اسلام اباد فتحتفل بها الاثنين.
وقد شرد التقسيم في 1947 حوالى 15 مليون مهجر هندوسي ومسلم من السيخ. وقضى ما بين 200 الف ومليون شخص في اعمال العنف بين هذه الحشود البشرية.
ويتذكر شهود من تلك الفترة ما حصل.
نيسار، مسلم من كراتشي
كان نيسار أختر الخبير الاحصائي المتقاعد في كراتشي في السادسة من عمره في 1947، ويعيش آنذاك مع عائلته في منطقة البنجاب. وهو يتذكر الدخان الذي كان يراه يرتفع في السماء كل ليلة. فقد كان السيخ يحرقون القرى المجاورة.
وتمكنت العائلة من الفرار. لكنهم مشوا طوال 21 يوما وسط قافلة من الاف الاشخاص الذين دأب السيخ على مهاجمتهم، قبل ان يجدوا ملجأ في مخيم للاجئين.
وقال نيسار اختر "رأيت رضعا واطفالا وعجزة وقد غرزت سهام في اجسادهم. كانوا يئنون من الألم، وتابعت طريقي متجنبا اياهم".
وتساءل "ماذا كان في استطاعتي ان افعل؟ كان الناس يتلوون من الالم ويطلبون الماء وهم يصرخون... لكن كل واحد منا كان يسعى لإنقاذ حياته".
مادو، هندوسية من لاهور
كانت مادو سوندي في الخامسة من عمرها في 1947 وتسكن في لاهور، التي باتت اليوم في باكستان.
وقد طلبت شركة السكك الحديد الهندية من والدها المهندس ان ينتقل الى الهند. واضطرت العائلة للسكن على مقربة من المحطة المركزية في نيودلهي التي تحولت مخيما للاجئين، على غرار عدد كبير من الاماكن العامة في تلك الفترة.
قالت مادو "كان منزلنا قائما امام مسجد قتل فيه مسلمون. وغالبا ما كانت الرصاصات تنتهي في حديقتنا التي لم يكن مسموحا لنا ان نلهو فيها". واشارت الى انها كانت "صغيرة جدا" حتى تتأثر فعلا بما كان يحصل في تلك الفترة.
وتذكرت ان "شقيق أمي بقي في مزرعته" في باكستان التي أنشئت حديثا. واضاف "عندما جاء مثيرو شغب بحثا عن هندوس لقتلهم، خبأه موظفوه المسلمون" ثم اخرجوه خفية في عربة الى مخيم للاجئين.
واضافت "على الطريق، اعطاهم مفاتيح منزله قائلا لهم +انه لكم، لقد أنقذتم حياتي".
سليم، مسلم من نيودلهي
كان سليم حسن صديقي في السادسة من عمره في 1947. ويتذكر الشوارع المغطاة بالدم في نيودلهي. وقال سليم الذي يبلغ اليوم ال 76 من عمره ولا يزال يسكن في الشقة التي امضى فيها طفولته، ان "الاجواء العامة كانت مزيجا من الارتياب والخوف".
وقد تعجب الطفل من أعمال العنف تلك. وقال "لم يكن مسموحا لنا الخروج كثيرا. لكننا كنا نهرب عندما كان يتاح لنا" لمشاهدة الجثث.
واضاف "كانوا يقتلون الناس بالسواطير ويرمونهم في القناة الجافة. كان الجميع في حالة غضب وهياج شديدين، ويعمدون الى قتل كل ما يتحرك، سواء أكان هندوسيا ان مسلما، الجميع. لم يوفروا احدا في الواقع".
راج، هندوسي من لاهور
كان راج خانا في الرابعة عشرة من عمره في 1947. وهو الابن الثالث لعائلة من سبعة اولاد، وقد شب حتى ذاك الحين في حي هندوسي في لاهور. لكن الحي بات مسرحا لأعمال عنف منذ صيف 1947.
ويتذكر قائلا ان "مثيري الشغب اضرموا في أحد الايام النار في منازل بشارعنا". وصعد مع اصدقائه الى سطح احد المنازل لالقاء على النار. وقد ارعبته رصاصة.
ويؤكد راج الذي لجأت عائله في البداية الى شيملا في شمال الهند ان "اهلي أخذوا يشعرون بالخوف بعد حرق حينا وبدأوا رحلة النزوح".
ويسكن راج خانا اليوم في نيودلهي. ويقول "ما زلت احمل تسمية لاجىء. وستبقى هذه التسمية معنا. الجروح لا تندمل ابدا".