المتهم استدرج ضحاياه من أطفال الشوارع مقابل تزويدهم بمواد مخدرة
قضية «بيدوفيليا» جديدة تهز مدينة مراكش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مراكش: من المنتظر أن تنظر غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بمدينة مراكش، يوم الثلاثاء 19 سبتمبر الجاري، في قضية تتعلق بالتغرير بقاصرين وهتك عرضهم ومدهم بمواد مخدرة، بطلها شخص في ال 42 من عمره ، متزوج وله أبناء؟ وضحاياه كثر.
المتهم ليس إلا عاملا في جمع المتلاشيات (الخردة) من حاويات الممقاهي و المطاعم المنتشرة بمدينة مراكش (جنوب المغرب)، أما ضحاياه فهم من أطفال في وضعية صعبة يعيشون على التسول بجنبات ساحة جامع الفنا الشهيرة، ومحطة باب دكالة.
منذ فترة شكل المتهم محط مراقبة أمنية شديدة، بعد توصل المصالح الأمنية بمراكش بإخبارية تفيد بكونه يشتبه في استدراجه لقاصرين من الأطفال الذين يعيشون في وضعية صعبة، مقابل نفحهم بقليل من المواد المخدرة (الدوليو) من تلك التي يضعونها في أكياس بلاستيكية ثم يشرعون في شمها حتى يفقدون وعيهم.
ليلة الخميس الماضي، وحوالي الساعة التاسعة ليلا، تم توقيفالمشتبه فيه عند مدخل ممر «البرانس» بالقرب من «عرصة البيلك» ، بمعية طفلين قاصرين، أحدهما فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، والثاني في الرابعة عشرة، كان يقلهما على متن دراجة ثلاثية العجلات (تريبورتور) وهي الناقلة التي يستعملها لجمع المتلاشيات، كما تعد وسيلة تنقله لبيت في طريق المنتجع السياحي «أوريكا»، يتخذ منه ملجئا لممارسة الجنس على ضحاياه من القاصرين.
وبحسب مصادر أمنية فإنه من الصعب معرفة عدد ضحاياه بشكل دقيق، لأن هؤلاء أغلبهم من دون مأوى، لكن الأكيد أن الفتاة التي ضبطت برفقته ليلة توقيفه، صرحت لمصالح الأمن بمراكش أنها تشك في كونها حامل في الشهر الثاني، مشيرة إلى أن المتهم كان يعاشرها لمدة ستة أشهر، وهو ما حدا بنائب الوكيل العام لدى استئنافية مراكش الى إصدار أمره بإجراء فحص للتأكد مما إذا كانت الفتاة حاملا أم لا.
وجرت الأحد الماضي مواجهة بين المتهم و الضحيتين، ونفى كل التهم المنسوبة إليه، مصرحا بأنه يتعاطف مع هؤلاء الأطفال و أن ذلك يدفعه لمدهم ببعض الدراهم بين الفينة و الأخرى.
وقالت عواطف التريعي ، رئيسة فرع المنارة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لـ «إيلاف المغرب» التي تابعت القضية، إن المتهم يستدرج فتيات قاصرات من اللواتي يعشن في الشارع، و يمدهن بمواد مخدرة، مقابل ممارسة الجنس عليهن.
وأضافت التريعي أن فرع المنارة استقبل إحدى الضحايا «ف.ز.ر» وتبلغ من العمر 15 سنة، و أن هذه الأخيرة صرحت للجمعية بتعرضها للإغتصاب و الإستغلال الجنسي من طرف الشخص المعني أكثر من سبع مرات، و أنه كان يمدها بمخدر «الدوليو».
وأكدت المتحدثة، بناء على تصريحات أقرباء الضحية، أن شقيق المتهم يحاول الضغط عن طريق إغراءات مالية مستغلا حالة العوز و الحاجة، حتى تتناول الضحية عن شكاواها ضد المتهم، مشيرة الى أن الأم تعمل منظفة في أحد المطاعم بحي جليز.
ونوهت التريعي بإيجابية توقيف المعني بالأمر ووضعه رهن إشارة القضاء، كما نددت بظاهرة الإغتصاب في حق الأطفال و استغلالهم جنسيا، و الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الطفل ومسا بكرامته.
وطالبت رئيسة الفرع بحماية الطفلة الضحية و أمها من الضغوطات والمساومات و الإغراءات التي تتعرض لها على يد أخ المشتبه فيه، كما ناشدت وزارة الأسرة و التضامن و التنمية الإجتماعية بالتصدي الحازم لظاهرة الأطفال من دون مأوى، والذين يعيشون ظروفا جد صعبة، مما يجعلهم عرضة لكافة الإنتهاكات و المعاملات اللاإنسانية، والتهميش والإقصاء الإجتماعي، مطالبة بتوفير مراكز خاصة لرعايتهم وتعليمهم، أو عبر إعادتهم لحضن أسرهم.