أخبار

إيراداتهما لا تغطي تكاليف غرفة أخبار تقليدية

تحذير للناشرين: لا ترهنوا مستقبلكم بفايسبوك وغوغل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وجد تقرير أخير تناول طريقة المؤسسات الإخبارية في الربح من خلال فايسبوك أن الإيرادات التي تحققها من هذه الشبكة الاجتماعية مباشرة لا تغطي تكاليف "غرفة أخبار تقليدية". 

إيلاف: اكتشف تقرير أخير أُجري بتكليف من الرابطة العالمية للصحف وناشري الأنباء (وان ـ ايفرا) أن متوسط مساهمة فايسبوك في إيرادات أعضاء "وان ـ ايفرا" من الأنشطة الإعلامية الرقمية هو 7 في المئة لا غير، وأن الإيرادات التي تحققها حتى أكثر المؤسسات الإخبارية نجاحًا في الولايات المتحدة من النشر عبر المنصات الكبرى متدنية، بحيث لا تموّل عمليات التحرير. 

كما ذهب التقرير إلى أن حصة فايسبوك من إيرادات منتجي المحتوى أقل نسبيًا من منصات أخرى، مثل غوغل وتويتر.

قال غرزيغورز بيكوتا، كاتب التقرير والباحث في جامعة أكسفورد: "إن الناشرين عمومًا في الحقيقة لا يحققون ربحًا يُذكر من فايسبوك، وحتى ناشري أنباء كبار في الولايات المتحدة احتضنوا فكرة النشر عبر منصات متعددة، وأوجدوا جماعات حيوية من المتابعين على فايسبوك، لم يتمكنوا في الحقيقة من تحويل ارتباطهم بمنتجات هذه المنصة إلى مصدر دخل"، مشيرًا إلى أن بإمكان فايسبوك تحسين الوضع في هذا المضمار، وأن الموقع وعد بذلك. 

منتجو المحتوى
جاء في التقرير أن فايسبوك وغوغل تفوقا في المنافسة على جميع "منتجي المحتوى"، وأن عملاقي الانترنت يهيمنان الآن على سوق الإعلان العالمية بوصفهما احتكارًا ثنائيًا يستأثران بالقسم الأعظم من نمو هذه السوق أيضًا. 

حملة تحذر من أن شركات الانترنت العملاقة تلحق أذى بالصحافة

أطلقت مجلة "بريس غازيت" البريطانية التخصصية في شؤون الصحافة والإعلام حملة حذرت فيها من أن شركات الانترنت العملاقة تلحق أذى بالصحافة بتخصيصها القسم الأكبر من الإنفاق على الإعلانات الرقمية الذي يزيد على 10 مليارات جنيه إسترليني سنويًا في بريطانيا وحدها. 

تقدر شركة "أو سي أند سي إستراتيجي الاستشارية" أنه بحلول عام 2020، سيستأثر فايسبوك وغوغل بنسبة 71 في المئة من إجمالي ما يُنفق سنويًا في بريطانيا على الإعلانات الرقمية من دون أن يتركا مجالًا يُذكر في السوق لناشري الأنباء.

يُقدر أن غوغل أخذت في العام الماضي نصف الخمسة مليارات جنيه إسترليني التي أُنفقت على الإعلانات الرقمية في بريطانيا وفايسبوك أكثر من مليار جنيه إسترليني، مقارنة بأقل من 500 مليون جنيه إسترليني أخذتها كل مؤسسة إعلامية وطنية ومحلية بريطانية في العام الماضي. 

وفي حين أن غوغل تهيمن على عمليات البحث الإعلانية على الإنترنت، فإن فايسبوك يستأثر بحصة الأسد من المحتوى الرقمي المعروض.
  
جماهيري!
قال التقرير إن استثمار ناشري الأنباء في توزيع المحتوى على الانترنت كان مدفوعًا بالافتراض القائل إنه كلما اتسعت دائرة الجمهور زادت الإيرادات، لكن غوغل وفايسبوك جمعا جمهورًا على نطاق واسع يعيد تعريف مفردة "جماهيري" في عبارة "وسائل الإعلام الجماهيرية". 

ولاحظ التقرير أن هاتين الشركتين أحدثتا انقلابًا في طريقة شراء الإعلان ونشره باستخدام تكنولوجيات متفوقة في تقسيم الإعلانات وتوجيهها إلى الجمهور في ضوء اهتمامات المستخدمين وأذواقهم وتفضيلاتهم.  

أوصى التقرير بأن يمارس ناشرو الأنباء نشاطاتهم، ويديروا مؤسساتهم بطريقة سليمة خارج المنصات الإعلامية الاجتماعية، بدلًا من توجيه مواردهم نحوها. وقال التقرير إن على الناشرين أن يقبلوا بمقايضة تشمل خفض تكاليف إنتاج المحتوى بدرجة كبيرة ورفع نوعية المواضيع وشكلها للتوزيع على المنصات المختلفة إلى المستوى الأمثل والخضوع التام لألغوريثمات المنصات وإيجاد جمهور خارج السوق المحلية. 

حصة فايسبوك من إيرادات منتجي المحتوى أقل نسبيًا من منصات أخرى

ولاحظ التقرير أن نماذج تجارية جديدة، مثل الاشتراكات في الطبعات الرقمية والتجارة الإلكترونية والمحتوى الموسوم بعلامة معروفة، توفر لناشري الأنباء إيرادات أكبر على المدى القريب من برامج تحقيق الربح عن طريق المنصات الاجتماعية، وإيرادات حتى أكبر مما تحققه الإعلانات الرقمية على المدى البعيد.  

رهان كبير
قال بيكوتا إن لاعبين رقميين خالصين، أي تلك المنافذ الإخبارية التي ليس لديها منتوج مطبوع، وبدأت على الانترنت، مثل بازفيد وبيزنس إنسايدر، تراهن على أن صناعة الإعلام الإلكتروني ستتطور كما تطور تلفزيون الكابل، بمعنى أن المنصات المختلفة ستبدأ عاجلًا أو آجلًا دفع ثمن المحتوى إلى الناشرين النوعيين للحفاظ على جمهورها وتمييز نفسها عن المنصات الأخرى. 

لكن بيكوتا أضاف أن هذا "رهان كبير" يذكرنا بمقامرة أخرى قامت بها صحيفة "غارديان" البريطانية حين استثمرت في توسيع حضورها عالميًا على أمل أن تكون الإيرادات المتحققة من الإعلانات الرقمية كافية لتمويل بعض المنافذ الإخبارية العالمية في أقل تقدير. 

واعترف رئيس تحرير الصحيفة آلان راسبريغر في العام الماضي بأن توقعات غارديان لم تتحقق، لأن الإيرادات المنشودة "ذهبت كلها إلى فايسبوك". 
 
قال نك تجاردسترا، مدير الاستشارات العالمية في "وان ـ إيفرا"، إن الكثير من اللاعبين الصاعدين في هذا القطاع يعتبرون فايسبوك النموذج التجاري الذي يُقتدى به، وهو نقطة توزيع المحتوى الذي يراهن على علامات صنعت اسمها باستخدام فايسبوك. 
وأشار إلى أن هؤلاء اللاعبين يركزون على توسيع نطاق عملياتهم والتفكير في توليد أرباح منها لاحقًا. لكنه أكد أن "هذا النموذج لا يصلح لوسائل الإعلام القائمة، وفي أحسن الأحوال فإن الإيرادات التي يحققونها مباشرة من خلال فايسبوك لن تغطي تكاليف غرفة أخبار تقليدية". 


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بريس غازيت". الأصل منشور على الرابط:
http://www.pressgazette.co.uk/report-warns-publishers-not-to-outsource-their-future-to-google-and-facebook-because-of-low-revenue-share/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف