القطبان يحشدان لمصلحتيهما.. والوضع مفتوح على كل الاحتمالات
هل يبقى لبنان بمنأى عن التجاذب الأميركي الروسي في سوريا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لن يسمح الأميركيون بانقلاب الوضع في سوريا لغير مصلحتهم، والروس أيضًا يشدّون باتجاه الحسم في سوريا لمصلحتهم، فهل يبقى لبنان بمنأى عن التجاذب الأميركي الروسي في سوريا؟.
إيلاف من بيروت: يعتبر البعض أن الأميركيين لن يسمحوا بانقلاب الوضع في سوريا لغير مصلحتهم، والروس يشدّون في اتجاه الحسم لمصلحتهم. من هنا يؤكد المعنيون أن الطرفين يحشدان، والوضع خطير ومفتوح على شتى الاحتمالات، وهذه الصورة الخطيرة في المنطقة لن تبقي لبنان في منأى عن التأثر بها، إذا ما انحدرت الأمور نحو الأسوأ، ما يتوجب الحدّ الأعلى من التحصين الداخلي، وأول خطوة إلى ذلك تكمن في تشكيل حكومة، وهذا مع الأسف لا يبدو قريب المنال.
منزلق خطير
فهل سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان موجودًا أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين؟.&
يؤكد الوزير السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" أن هذا احتمال وارد، لكن المساعي الروسية تبقى لتجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغان، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف.&
يضيف: "الأميركيون بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها، بسبب الحرب على العراق، ليسوا على استعداد لدخول حرب تضيف أعباء كبيرة إلى الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها في&الإعتبار، وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدّة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.
مصالح روسية
من جهته، يرى النائب السابق إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن التدخل الروسي في سوريا يدافع عن مصالحه بالدرجة الأولى، مصالحه الروسية قبل أي مصلحة، وروسيا أتت إلى سوريا لتثبت موقعها في البحر المتوسط الموقع الوحيد في المياه الدافئة خارج روسيا، وأتت لتثبت حقها في محاصصة المنطقة ومواردها من غاز وأمور أخرى.
وردًا على سؤال هل أصبحت سوريا والمنطقة، بما فيها لبنان، اليوم كما يقال متجاذبة بين قوتين كبيرتين الروسية والأميركية؟.
يجيب سكرية: "هذا الأمر صحيح، ولا شك أن صراع الجبابرة يجري على أرض سوريا، وينطلق منه لبناء نظام عالمي جديد".
ولدى سؤاله "هل يمكن القول إنه مع التدخل الروسي في سوريا، عاد النظام العالمي الجديد إلى القطبين الكبيرين، ولم تعد هناك أحادية في النظام الكوني كما كان سابقًا؟.
يلفت سكرية إلى أنه "بشكل قاطع لم نصل إلى هذا الأمر، لكنّ هناك توجهًا لإنهاء أحادية الزعامة الأميركية، غير أن تموضع المشاركة الثنائية بشكل الاتحاد السوفياتي سابقًا مع أميركا لم نحصل عليه حتى الآن، وهو يسير في هذا الاتجاه.
تشكيل الحكومة لإبعاد الحرب
أما هل نرى بعد التدخل الروسي في سوريا حربًا كونية محتملة تهدد المنطقة بما فيها لبنان؟
يجيب سكرية "لا أحد يمكن أن يتحدث بهذا العنوان الضخم جدًا، والحروب تجري منفصلة، وفي الاقتصاد هناك حرب دائرة، وهذه حرب متنقّلة تعبّر منفصلة عن حرب كونية إذا صح التعبير.
يضيف سكرية: "يجب أن يعي سياسيو لبنان خطورة الصراع الضخم، الذي يجري من حولنا، والذي يرسم واقعًا جديدًا للمنطقة، والاتفاق على مبادئ مشتركة وعناوين أساسية لحفظ البلد ومؤسساته الدستورية على الأقل من خلال تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن".
&
&