ألمانيا وأوروبا تترقبان تصويت الاشتراكيين الديموقراطيين الألمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بون: بعد أربعة اشهر على الانتخابات التشريعية، يقرر الاشتراكيون-الديموقراطيون في ألمانيا الاحد ما اذا كانوا سيقبلون بمبدأ تشكيل تحالف جديد برئاسة انغيلا ميركل، في تصويت يشد الانظار في ألمانيا كما في اوروبا.
الجمعة في باريس شددت المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على اهمية تشكيل الحكومة الألمانية للمضي في اصلاح الاتحاد الاوروبي. وسيزيد هذا الامر الضغوط على الحزب الاشتراكي-الديموقراطي الذي جعل من مستقبل اوروبا في صدر أولوياته.
ويتوقع ان يوافق او يرفض 600 مندوب خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي-الديموقراطي المنعقد في بون منذ الساعة 11,15 (10,15 ت غ) نتائج المباحثات التمهيدية مع المحافظين التي أفضت الاسبوع الماضي الى ارساء أسس برنامج مشترك مع حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل وحليفه في بفاريا، الاتحاد المسيحي الاجتماعي.
وفي خطاب حماسي خصوصا حول اوروبا دافع زعيم الحزب والرئيس السابق للبرلمان الاوروبي مارتن شولتز عن مشروع التحالف مؤكدا انه حصل على تنازلات "تاريخية" ستنهي سياسة "التقشف" التي تطبقها ميركل في اوروبا و"شبح الليبرالية الجديدة".
كما اكد ان هزيمة الشعبوية اليمينية في ألمانيا واوروبا لن تكون ممكنة دون الاشتراكيين-الديموقراطيين الذين يقترحون الاصلاحات الاجتماعية.
وقال "يمكننا هزيمة اليمين الذي يجتاح اوروبا من خلال تشكيل حكومة مستقرة اشتراكية-ديموقراطية" مؤكدا انه تلقى اتصالا السبت من الرئيس الفرنسي اكد خلاله دعمه.
ويرتقب ان تستمر النقاشات خمس ساعات على الاقل. وفي حال التوصل الى اتفاق بعد الظهر سيؤدي ذلك الى مفاوضات جديدة لتشكيل حكومة بحلول عيد الفصح.
وفي حال عدم التوصل الى اتفاق ستجد ألمانيا نفسها في وضع غير مسبوق، وستضطر ميركل الى الاختيار بين تشكيل حكومة اقلية ضعيفة او المجازفة بالدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة.
ورفضت ميركل حتى الان هذين الخيارين لان انتخابات جديدة قد تعطي زخما لليمين المتطرف الذي حصد ممثله حزب "البديل لألمانيا" نسبة 13% من الاصوات في ايلول/سبتمبر.
انتخابات مبكرة
والحزب الاشتراكي-الديموقراطي يشهد انقسامات امام احتمال اعادة تشكيل التحالف الكبير المنتهية ولايته مع ميركل، بعد ان سجل نسبة 20,5% من الاصوات في الانتخابات التشريعية وتراجع مذاك في استطلاعات الرأي.
وفي رأي زعيم الحزب مارتن شولتز ومعظم الزعماء الاخرين يجب تفادي ازمة حكومية طويلة في ألمانيا تنعكس على الاتحاد الاوروبي وتسبب شللا في وقت يجب التفاوض فيه بشأن اصلاحات اساسية في مجالات الاقتصاد والموازنة والهجرة.
كما قال انه يجب تفادي انتخابات مبكرة "يعاقب خلالها الناخبون "كل من وقف عقبة امام تشكيل حكومة. وتابع في تغريدة الاحد "اليوم يعد حاسما وستنعكس نتائجه على الحزب والبلاد واوروبا".
وشددت ميركل ايضا كثيرا على مستقبل الاتحاد الاوروبي لاقناع الاشتراكيين-الديموقراطيين المترددين بالانضمام مجددا الى المحافظين وقالت "ارى ارضية توافق كبيرة خصوصا بشأن الالتزام الاوروبي واني مقتنعة بان ذلك يتطلب حكومة مستقرة".
ويعتبر جزء من قاعدة الحزب الاشتراكي-الديموقراطي انه عليهم الالتحاق بالمعارضة. ويرون ان وحدها ميركل استفادت من التجربة الحكومية المشتركة في حين ان الاشتراكيين-الديموقراطيين كانوا وراء بعض الاصلاحات الاكثر شعبية.
انتهاء حقبة ميركل
ويعتبر هؤلاء الناشطون الذين ينضوون تحت راية زعيم شباب الحزب كيفن كونرت ان الكثير من التنازلات قدمت للمحافظين خلال خلال المفاوضات التمهيدية في كانون الثاني/يناير خصوصا حول الضرائب والصحة والهجرة.
وتقبل تشكيل تحالف سيكون صعبا عليهم خصوصا وانه عشية الهزيمة في الانتخابات التشريعية، وعد شولتز بتحسين وضع المعارضة.
وقال كيفن كونرت الاحد ان "التحالف الكبير ليس خيارا (...) في كل مرة نقول لا نرغب في ذلك لكننا ملزمون. انها دوامة مستمرة نجد انفسنا فيها منذ سنوات ويجب كسرها". وقالت زعيمة الاشتراكيين-الديموقراطيين في بافاريا ناتاشا كونن ان اقتراع الاحد سيكون "صعبا".
لا يعني التصويت بالموافقة الاحد انتهاء المأزق الحكومي لان الحزب الاشتراكي-الديموقراطي سيطرح نتائج اي مفاوضات مقبلة على منتسبيه. ويرى مراقبون ان صعوبات تشكيل حكومة ميركل الرابعة تشكل بداية أفول نجمها بعد اكثر من عقد من وصولها الى سدة الحكم.
وقال المجلس الاوروبي للعلاقات الدولية وهو مركز تحليل انه في حال التوصل الى اتفاق "ستتمكن ميركل وشولتز من الحكم فقط. وسيرمز هذا التحالف الكبير الى بداية انتهاء حقبة وليس الى انطلاق حقبة جديدة".