أخبار

سد النهضة الإثيوبي "قد يشعل أول حرب" على المياه في العالم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قد يؤدي سد جديد يجري بناؤه حاليا على نهر النيل إلى اندلاع حرب على المياه، ما لم تتوصل إثيوبيا إلى اتفاق بشأنه مع مصر والسودان. ألاستير ليثهيد، مراسل بي بي سي للشؤون الأفريقية، يستعرض قصة السد والخلافات بشأنه.

وكثيرا ما يقال إن الحرب العالمية القادمة ستكون على المياه، وهناك مناطق قليلة في العالم تشهد توترا، بنفس الدرجة التي تشهدها منطقة حوض نهر النيل.

مصر وإثيوبيا بينهما خلاف كبير حول السد ، المعروف باسم "سد النهضة" والسودان في وسط المشكلة، ويجري حاليا تنفيذ تحول جيوسياسي كبير، بمحاذاة أطول نهر في العالم.

لقد كان هناك حديث حول بناء سد على النيل الأزرق منذ سنوات عديدة، لكن حينما بدأت إثيوبيا بناء السد، كانت ثورات الربيع العربي قد انطلقت، وكانت مصر حينها منشغلة بأمورها الداخلية.

طموح إثيوبيا

"مصر هبة النيل" هكذا قال الفراعنة قديما، بل إنهم عبدوا النيل باعتباره إلها.

وعبر آلاف السنين، وفي العصر الحديث بدعم من الاحتلال البريطاني، مارست مصر نفوذا سياسيا على نهر النيل.

لكن طموح إثيوبيا غير كل ذلك.

اقرأ أيضا: أزمة سد النهضة: إثيوبيا ترفض دعوة مصر لتدخل البنك الدولي

هناك عدد قليل من الدول الأفريقية لديها خطة، للتعامل مع ارتفاع عدد سكان القارة إلى الضعف، خلال الثلاثين عاما القادمة.

وعلى الرغم من التحديات السياسية التي تواجهها، والمستوى المحدود من الحريات، إلا أن إثيوبيا تبني مناطق صناعية، وتسعى للانتقال إلى مصاف الدول متوسطة الدخل، ومن ثم فهي بحاجة إلى الكهرباء.

وستتمكن أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وواحد من أكبر السدود في العالم من تحقيق ذلك، ولكن لأن 85 في المئة من مياه النيل تأتي من إثيوبيا، فإن مصر تخشى من أن تتحكم إثيوبيا في تدفق مياه النهر.

ويقول سيليشي بيكيلي، وزير المياه والري والكهرباء في إثيوبيا: "إنه واحد من أهم المشروعات الرئيسية، بالنسبة لإثيوبيا".

BBC شلالات النيل الأزرق الرائعة تقع على مسافة 48 كيلومترا جنوب بحيرة تانا، في المرتفعات الإثيوبية

ويضيف: "إنه لا يهدف للتحكم في تدفق مياه النهر، لكنه يقدم لنا فرصة لتطوير أنفسنا، من خلال تطوير الطاقة. إنه يتضمن الكثير من الفوائد لدول المصب".

والسودان بالطبع يرحب به.

ويقع سد النهضة الإثيوبي الكبير على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، وجرى تركيب أبراج الضغط العالي بالفعل، انتظارا لبدء توليد الطاقة الرخيصة والمتجددة، وسريانها عبر الأسلاك.

وتنظم السدود أيضا تدفقات النهر.

مشروع "رائع"

في الوقت الراهن، فإن التفاوت بين مستوى المياه العالية والمياه المنخفضة في السودان هو 8 أمتار، وهذا يصعب من إدارة مشروعات الري الواسعة، في ذلك البلد.

ومع اكتمال بناء السد، فإن ذلك الفارق سيصبح مترين فقط، كما أن النهر سيتدفق طوال العام.

اقرأ أيضا: مخاوف من تحول صراع السيطرة على النيل إلى عداء

ويقول أسامة داوود عبداللطيف، صاحب شركة دال التي تدير مزارع ومشروعات للري: "بالنسبة للسودان فإنه رائع".

ويضيف رجل الأعمال السوداني قائلا "إنه أفضل شيء يحدث منذ فترة طويلة، واعتقد أن الجمع بين الطاقة ومستويات مياه منتظمة يعد خيرا كبيرا".

BBC سيؤدي السد إلى انتظام تدفق مياه النيل على مدار العام

ويتفهم عبداللطيف مخاوف مصر، حيث إن الأمم المتحدة تتوقع أن يعاني ذلك البلد نقصا في المياه، بحلول عام 2025.

ويقول: "النيل هو حبل النجاة بالنسبة لمصر، لذلك لن أقول إنهم مذعورون، لكنهم قلقون للغاية، تجاه أي شيئ يفعله الآخرون يتعلق بالمياه".

أي تهديد لمياه مصر يعتبر تهديدا لسيادتها.

وتقول راوية توفيق، وهي أكاديمية مصرية تعمل في ألمانيا: "يجري حاليا تغيير قواعد اللعبة تماما. هناك نظام جديد يبدأ إرساؤه في المنطقة برمتها".

وتضيف: "إثيوبيا لأول مرة تجمع بين القوة المادية، باعتبارها دولة منبع، يمكنها بطريقة أو بأخرى التحكم في تدفقات النهر، وكذلك القوة الاقتصادية، بكونها قادرة على بناء سد اعتمادا على مواردها المحلية".

أما وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبدالعاطي، فيشعر بغضب شديد.

ويقول: "نحن مسؤولون عن بلد يبلغ عدد سكانه 100 مليون شخص. إذا نقصت المياه التي تأتي لمصر بنسبة 2 في المئة، فإننا سنفقد نحو 200 ألف فدان من الأرض الزراعية".

ويضيف: "الفدان الواحد تقتات منه أسرة واحدة على الأقل. ومتوسط حجم الأسرة في مصر هو خمسة أفراد. لذلك فإن هذا سيؤدي إلى فقدان نحو مليون شخص لوظائفهم".

وتابع: "إنها مسألة أمن قومي".

ولا تستهلك محطات توليد الطاقة الكهرومائية المياه، لكن السرعة، التي ستملأ بها إثيوبيا خزان السد، ستؤثر على تدفقات المياه نحو المصب.

Getty Images نهر النيل في مدينة أسوان المصرية، التي تقع على مسافة 920 كيلومترا جنوب القاهرة

إنهم يرغبون في توليد الطاقة بأسرع وقت ممكن، لكن الأمر سيستغرق وقتا لملء خزان السد، الذي ستصبح مساحته أكبر من مدينة لندن.

وإذا تم ملء خزان السد على مدار 3 سنوات، فإن مستوى النهر سيتأثر، لكن إذا تم ذلك على مدار 6 أو 7 سنوات، فلن يتأثر مستوى المياه بدرجة مهمة.

لكن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا لا تجري على ما يرام.

ولم تصل المفاوضات بعد إلى مرحلة تقييم آثار السد، بل إنها متوقفة عند مرحلة الاتفاق على كيفية تقييم تلك الآثار.

وتقف مصر والسودان على طرفي نقيض، إزاء كمية المياه التي يستخدمها السودان، وحول معدل زيادة تلك الكمية عند اكتمال بناء السد.

ومن المفارقة أن مصر فعلت في الستينيات من القرن الماضي ما تفعله إثيوبيا الآن تماما، حينما بنت السد العالي في أسوان.

وباعتبارها دولة ثورية فيما بعد مرحلة الاستعمار الأجنبي، كانت مصر تفتخر بهذا الإنجاز الوطني. وترى إثيوبيا سد النهضة بنفس الطريقة.

وترغب إثيوبيا في أن تتكفل ببناء السد من مواردها المحلية، دون مساعدة دولية.

ويدفع موظفو الحكومة في إثيوبيا راتب شهر سنويا للمشروع، وهو الأمر الذي لا يروق لجميعهم.

وهناك طرح متوقع لسندات من أجل تمويل السد.

BBC صياد في إثيوبيا يحمل حصيلة صيده من نهر النيل

السد رائع. بعد خمس سنوات اكتمل بناء نحو ثلثي السد، وهو بالفعل الآن يقطع النهر.

ولا تملك مصر فعل أي شيئ تجاه السد، ما عدا اتخاذ إجراء عسكري، الأمر الذي سيكون خطيرا.

وهذا هو السبب الذي يجعل من الدبلوماسية والتعاون هما السبيل الوحيد لحل هذه المسألة.

لكن حينما يتعلق الأمر بقضايا مثل القومية والقوة النسبية وأهمية الدول، فإن ذلك قد يعكر صفو المياه.

وفي النهاية، فإنه يمكن تجنب حدوث أول حرب في العالم على المياه في حوض نهر النيل، وربما يمكن أن يصبح ذلك مثالا على كيفية حل الخلافات المعقدة على المياه.

لكن هناك حاجة لبذل مزيد من الجهد، من أجل التوصل لاتفاق بين إثيوبيا والسودان ومصر، لحل هذه القضية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العيش على جهود الاخرين
كندي -

اعتاد ( العرب ) على العيش على جهود الاخرين ، مثلا : ملايين العراقيين هربوا من حكم صدام ولجأوا الى دول العالم مفضلين الدول التي تدفع مساعدات لهم وتوفر لهم مستلزمات العيش ، هذه المساعدات تأتي من دافعي الضرائب في تلك الدول ، سقط حكم صدام ، هل عاد اللاجئون الهاربون الى بلادهم بزوال اسباب هروبهم ؟ كلا على الإطلاق ، بل زاد عددهم بعدة ملايين هربوا من الحكم الذي اسقط حكم صدام ولجأوا مثل سابقيهم الى تلك الدول نفسها ، وأصبح دافعوا الضرائب يدفعون للهاربين من حكم صدام وللهاربين من حكم الذين اسقطوا حكم صدام ، سنه هربوا من حكم السنه ، وشيعه هربوا من حكم الشيعه ، لماذا ؟ لأنهم بالحقيقه لم يهربوا من اضطهاد وانما وجدوا ان العيش على حساب غيرهم هو الاسهل والأنسب ، عندما حاولت بعض الدول اعادة بعضهم لزوال اسباب لجوئهم رفضت حكومة العراق ذلك ولم تسمح للطائرات التي أقلتهم - على حساب دافعي الضرائب - من إنزالهم في العراق ، وأرسلوا وزير خارجيتهم لمفاوضة تلك الدول على عدم ترحيلهم ، فعلا هذا شيء عجيب جداً ، الاكراد هم مثل اكثر وضوحا ، العراق يدفع رسوما لبعض دول الجوار مقابل عدم اعادة العراقيين ( اللاجئين ) الى بلادهم ، الثمن هو أصوات انتخابية لمن يجعلهم يستمرون في العيش على جهود دافعي الضرائب ، لست اقصد العراق تحديدا ولا الاكراد ولكنه مجرد مثل واقعي مثبت ونعيشه ، اللاجئون السوريون على نفس الطريق ونفس الخطى ، اذا سقط النظام فموجه لجوء كبيره ستجتاح الدول التي تدفع مساعدات ، بالمقابل لن يعود احد من الذين هربوا من النظام الى بلادهم ، اذن العرب يعيشون على جهود غيرهم ، هنا نجد ان مياه النيل ( مثل دجله والفرات ) لا تنبع من مصر ، المصريون يريدون مياه الفرات لأنفسهم فقط ، حتى الاستفاده من الطاقه التي يمكن ان توفرها تلك المياه غير مسموح به لدول المنبع برأي المصريين ، دول المنبع هي مجرد خزان ماء للمصريين ، على دول المنبع ان تصرف من اموالها لتحسين ظروف جريان المياه لمصر ، هل توجد احلام يقظه أتفه من هذا ؟ مصر تستولي على اراضي سودانية ، بنفس الوقت السودان يعطي قسما كبيرا من حصته المائية الى مصر ( كمنحه وهديه ) ، هل هذا معقول ؟ يبدوا ان الشمس بدأت تكون اكثر حراره مما سينهي احلام اليقظه ، هل تستيقظ مصر قبل فوات الاوان وتعترف بحقوق كل دول النيل وتتوصل الى اتفاق يرضي الجميع ؟ مصر غير قادره ابدا على التحكم بمصاد

حق الدول في التنمية
مراقب دولي للاحداث -

لن يحدث شيئ من هذا التهريج الاعلامي الكككككككاذب مجرد تهريج واكاذيب .. وليس سد النهضة فحسب بل هناك سد اخر يجري دراسته وهو في طور الانتهاء من دراسته حاليا لإنشاء سد ضخم في دولة جنوب السودان على نهر النيل الابيض سد يوازي سد النهضة على نهر النيل الازرق في اثيوبيا . والسد الجديد الذي سيقام في جمهورية جنوب السودان على نهر النيل الابيض جاري الاختيار فقط الموقع وعندما يتم الانتهاء من وضع الدراسة سيتم الاعلان عنه والهدف منه لانتاج الطاقة الكهربائية النظيفة المتزايد الطلب عليها وكذالك لزراعة . وكل دولة لها الحرية المطلقة فيما تراه لانشاء وانجاز مشاريعها الاقتصادية طالما يتم ذالك في نطاق حدودها الجغرافية السيادية . ولكل دولة الحق في ذالك من اجل رفاهية وازدهار و تنمية وطنها وشعبها . وبلا كلام فارغ