محمد بن سلمان: العلاقة مع مصر قوية وصلبة

شغل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساحات واسعة على الفضائيات المصرية، حيث أفردت برامج الـ"توك شو" فقراتها الرئيسية للحديث عن الزيارة، بالإضافة إلى الكشف عما دار بين الأمير في حواره مع  الإعلاميين والصحافيين المصريين.

إيلاف من القاهرة: عقد السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر، في منزله لقاءً صحفيِاً بين الأمير محمد بن سلمان ورؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية، ومجموعة من الإعلاميين في حوار مفتوح.

في برنامجها "هنا العاصمة"، كشفت الإعلامية لميس الحديدي، أن ولي العهد السعودي كان في غاية الصراحة، واختار كلماته وجمله بمنتهى العناية والوضوح، لافتة إلى تمتعه بطاقة إيجابية كبيرة، واصفة شخصيته بالدقة في قراءة ملفاته وإلمامه بها.

وقالت إن الحديث تطرق إلى مشروع "نيوم" وأهميته لمصر والسعودية، حيث قال ولي العهد السعودي إن المشروع سيتم تنفيذه بشراكة مشتركة بين مصر والسعودية، وذلك يأتي في إطار رغبة المملكة في تدشين مشروع ضخم على سواحل البحر الأحمر، متابعًا أنه تم توقيع اتفاق مصري سعودي لإنشاء صندوق استثمار مشترك، بقيمة 16 مليار دولار، وجزء من هذا المبلغ مخصص للبدء في المرحلة الأولى من المشروع.

ريفيرا البحر الأحمر

وأوضح أن مصر ستدخل شراكة في مشروع «نيوم» بالأرض، من خلال تخصيصها 1000 كيلو متر مربع من أراضيها في جنوب سيناء في المنطقة المتاخمة للبحر الأحمر، بينما تشارك السعودية بالاستثمارات.

 وقال: "نحن نرغب في أن يكون لدينا "ريفيرا البحر الأحمر"، وهذه المنطقة ستكون منطقة استثمارية صناعية سياحية"، مؤكدًا أن منطقة "نيوم" ستجذب نحو 3 ملايين سعودي، والمخطط الاستراتيجي ينتهي في الربع الأخير في 2018 وبدء التنفيذ في 2019، مستطردًا أن الإنشاء سيكون على مجموعة مراحل، تكلفة المرحلة تصل إلى 2 مليار دولار.

وحول العلاقات السعودية المصرية، أكد الأمير محمد بن سلمان أنها قوية، ومنيعة، وصلبة، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وإنها عصية على أي محاولة للتخريب.

الهمة الفرعونية
وقال إن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة؛ الأمر الذي انعكس إيجابًا على معدل النمو.

كشف عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، تفاصيل الحوار الذي أجراه عدد من الإعلاميين والصحافيين المصريين، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وفي مداخلة هاتفية للكاتب الصحافي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، مع لميس الحديدي قال إن ولي العهد السعودي تحدث خلال حواره مع الإعلاميين عن رؤيته لمواجهة التطرف، كما تطرق للحديث عن الأزمة القطرية، وقال لنا لا تشغلوا بالكم بقطر؛ لأنها لا تستحق منكم كل هذا الاهتمام.

وقال ولي العهد السعودي:"إنني لا أشغل نفسي بقضية قطر، وإن أقل من رتبة وزير من يتولى الملف القطري. وعدد سكان قطر لا يساوون شارعًا في مصر، وأي وزير في الحكومة السعودية يستطيع أن يحل الأزمة القطرية". 

وفي برنامجه "كل يوم"، قال الإعلامي عمرو أديب، إنه وجه سؤالا إلى ولي العهد السعودي حول ما أكثر ما لفت نظره خلال زيارته إلى الإسماعيلية، ورد الأمير محمد بن سلمان عليه قائلًا: "إيه الهمة المصرية دي".

ضرب الفساد
وحول واقعة "ريتز كارلتون الرياض" ومحاربته للفساد، قال ولي العهد السعودي إن ما يريده هو ضرب الفساد وعقاب المفسدين وتحقيق المصلحة الاقتصادية والوطنية في إطار القانون، مؤكدًا "لقد راعيت أهل الموقوفين، والشركات التي ثبت فسادها نفضل التسوية معها عن المساءلة القانونية".

وأكد الأمير محمد بن سلمان خلال حواره على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. معتبرًا أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هي من الثوابت السعودية والمصرية.

وعن الأوضاع في اليمن، قال ولي العهد السعودي: "إن الحرب هناك قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين، وإن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها".

نمر من ورق

واعتبر ولي العهد السعودي أن نظام الملالي "نمر من ورق".. نافيًا أي اضطهاد للشيعة في السعودية، وقال: "شيعة السعودية يساهمون في نهضتها، ويتولون مناصب قيادية".

وأكد أنه تم حصار إيران في كل المناطق التي شهدت زيادة نفوذ النظام الإيراني سواء بالعراق أو إفريقيا أو آسيا أو حتى اليمن، مستخدمًا هذه الكلمات: "نجحنا في إلغاء سيناريو الحرب الذي أرادت إيران أن تجرنا إليه، والآن المنتخب السعودي يلعب في محافظة شيعية ترفع العلم السعودي".

وكان ولي العهد السعودي قد بدأ زيارة رسمية منذ أول أمس الأحد، وشارك الرئيس السيسي في افتتاح الكثير من المشروعات، وزيارة الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية، كذلك حضر عرضاً مسرحياً في دار الأوبرا المصرية، إلى جانب الكثير من الفعاليات، وزيارته للأزهر الشريف والكنيسة المصرية.