رأت أن لدى المملكة العربية فرص استثمار جيدة بعد بريكست
صحف بريطانية: هيا نلتفت إلى السعودية بدلًا من دول الكومنولث
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اهتمت صحف بريطانية عدة بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأضاءت على مساهمة مباحثاته بلندن في تعزيز الشراكة بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا في مجالات الدفاع والاستثمار، إضافة إلى مكافحة التطرف.
إيلاف: كانت "التلغراف" البريطانية أجرت مقابلة حصرية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استعرض خلالها أهمية التعاون بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا في تبادل المعلومات الاستخباراتية. وقال بن سلمان: "نحن لا نملك أفضل سجل في حقوق الإنسان، لكننا نتحسن، ولقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في وقت قصير، كما إننا نريد مكافحة الارهاب، لأننا نريد الاستقرار في الشرق الأوسط، فالشعبان السعودي والبريطاني سيكونان أكثر أمنًا إذا كانت هناك علاقة متبادلة بين الدولتين".
جاذبة للاستثمارات
وذكر ولي العهد أن العلاقة تاريخية بين السعودية وبريطانيا منذ تأسيس المملكة، ولدينا مصلحة مشتركة منذ الأيام الأولى من العلاقة بين البلدين، وأن العلاقة مع بريطانيا اليوم هي علاقة عظيمة".
ونقل تقرير لـ "فاينانشيال تايمز" عن مايكل ستيفنس الباحث في معهد رويال يونيتيد سيرفيسز قوله إن "الزيارة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الثقة في الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد"، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية باتت مكان جيد للاستثمار.
ووفق التقرير، قال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لشركة "مينا كاتاليستس"، وهي شركة استشارية: "ولي العهد يحاول بشكل استباقي إعادة توجيه الاقتصاد حول الصناعات المعرفية الجديدة، ويهدف هذا إلى جذب الدراية الأميركية لتفريغ جدول أعماله".
بديل من دول الكومنولث
وفي أعدادها الورقية الصادرة أمس، حرصت الصحف البريطانية على مواكبة تفاصيل الصفقات والإشادة بتكثيف التعاون بين البلدين الذي يرمي في تأمين اقتصاد بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ومساندة رؤية 2030 التي تطبقها السعودية، معترفة بنجاح الزيارة.
كتب باتريك وينتور المحرر الدبلوماسي لدى صحيفة «الغارديان» مقال رأي نشرته الصحيفة في عددها الورقي أمس، تحت عنوان «وزير سعودي يؤكد أن السعودية الشريك الأول للمملكة المتحدة بعد بريكست».
يؤكد وينتور أن: «على بريطانيا أن تلتفت إلى السعودية بدلًا من دول الكومنولث بعد بريكست لفرص استثمار وتجارة جديدة».
صاحب شخصية قوية
أضاف: «أكد لنا خالد الفالح وزير الطاقة السعودي نية السعودية إبرام شراكة محورية مع المملكة المتحدة، وطمأننا إلى أن السعودية تتفهم احتياجات بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي».
وأوضح حول الاتفاقات التي جرى توقيعها بين الطرفين أته: «تم إبرام 18 صفقة اقتصادية أمس بين البلدين في مختلف المجالات، واجتمع ولي العهد مع رئيس الوزراء تيريزا ماي».
ووصف ولي العهد السعودي قائلًا: «لديه شخصية قوية برزت خلال اجتماعاته مع رؤساء البنوك ووزير الخزانة ومجموعة مختارة من النواب». وأشار بالأرقام إلى مستقبل واعد للسعودية من خلال تطبيقها أهداف رؤية 2030، إذ من المتوقع أن تتضمن نحو 1.3 مليون امرأة إلى سوق العمل السعودية بحلول 2030 ليشكلن 30 في المائة من إجمالي الطاقة العمالية في المملكة.
جذابة للمرأة
أما صحيفة «التايمز» فنشرت بدورها على موقعها الإلكتروني مقال رأي للباحثة السعودية نجاح العتيبي تحت عنوان «إصلاحات ولي العهد في مجال حقوق المرأة جذابة». قالت فيه العتيبي: «بصفتي أكاديمية سعودية، أرى إصلاحات ولي العهد في مجال حقوق المرأة جذابة في بنودها وطريقة تنفيذها».
شرحت العتيبي قولها موضحة: «استطاع الأمير محمد بن سلمان حل المشكلة من أولها فمنذ تسلمه منصبه، حرص الأمير على تبني سياسات جديدة ترمي إلى تنمية المملكة». واستطردت: «كما أكدت سياساته التزام السعودية في الحرب ضد الإرهاب والانفتاح للإصلاحات داخل المجتمع السعودي».
تضمنت صفحات الأعمال في عدد «دايلي تلغراف» الورقي أمس، تغطية للصفقات المبرمة وركزت على صفقات «أرامكو السعودية».
تواصل وانفتاح
كانت لمواقع الصحف الالكترونية حصتها من التغطية أمس. فحرصت «دايلي ميل» على أن تنشر خبرًا حول استضافة السعودية لأول دوري للغولف على أراضيها في عام 2019. وأوضحت: «شهدت السعودية خطوات إلى الأمام في مجال الرياضة منها تأسيس أول فريق نسائي للإسكواتش، والسماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم».
أما «الإندبندنت» فنشرت مقال رأي لمحررها جيم إرميتاج تحت عنوان «يجب على المشاريع الأجنبية التفاعل مع محمد بن سلمان لتحقيق مزيد من الإصلاحات في السعودية». ووصف إرميتاج الأمير محمد بن سلمان بالـ"شاب المتواصل دائمًا مع الغرب".
وأكد أنه: «كلما استثمرت الشركات البريطانية في المملكة العربية السعودية وقامت بتوظيف مواطنين سعوديين، زاد التواصل والتفاعل بين البلدين، وعجلت وتيرة الإصلاحات في البلاد».
وبرأيه فإن «في السعودية الجديدة مجالات متنوعة للتعاون مثل التعليم، والتدريب، والخدمات المصرفية، والتكنولوجيا، والخدمات الصحية، والترفيه». واعتبر أن «بريطانيا رائدة في جميع تلك المجالات، وتجب عليها مساعدة السعودية في مسيرتها، والاستفادة أيضاً من فرص الشراكة والاستثمار».
صفقات دفاعية
خلال ساعات بعد ظهر أمس، انشغل الإعلام البريطاني بآخر محطات زيارة ولي العهد التي تُوّجت بمباحثات عسكرية أجراها مع وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون وتوقيع بروتوكول اتفاق لشراء 48 مقاتلة «يوروفايتر تايفون».
وصل الاهتمام بخبر المقاتلات حتى إلى مواقع الصحف المحلية مثل «بلاك بول غازيت» التي نشرت خبرًا بعنوان «آمال عالية بخلق فرص عمل جديدة إثر توقيع السعودية بروتوكول اتفاق لشراء 48 مقاتلة».
المستحيل ممكن
ناقشت صحف عربية المتغيرات التي طرأت على المملكة العربية السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان. وأشاد كُتاب بالأمير الشاب وبرؤيته.
يقول محمد القواص في العرب اللندنية: "الحال أن السعوديين الذين كانوا يتأملون اندلاع الربيع العربي في شوارع مدن المنطقة، لم يتخيلوا أن ربيعهم سيأتي من منابع أخرى تنطلق من قصور الحكم".
ويضيف: "تكفي مراقبة البراغماتية التي تتعامل بها السعودية الحالية مع كل الملفات، بحيث إن ما يصدر من ملك البلاد وولي عهده ما يعكس حسن قراءة لموازين القوى وقوانين الممكن والمستحيل".
يتفق عبد الرحمن راشد في الشرق الأوسط اللندنية مع القواص حول "براغماتية" الأمير، ويرى أن زيارته الأخيرة لبريطانيا تمثل نموذجًا لها.
يقول: "لثلاثة أيّام، هي مدة الزيارة الرسمية، حاول المعارضون تحويل العاصمة البريطانية إلى ساحة مواجهة وتحدٍ للضيف، لكنها لم تنجح، بما في ذلك محاولة نقل موضوع حرب اليمن ليكون قضية الشارع البريطاني بعدما رفضت الحكومة الاستجابة لهم، أيضًا في الشارع. وصارت غالبية النقاشات وردود الفعل تستعرض وتناقش برامج ولي العهد من الانفتاح، وتمكين المرأة والشباب، ومكافحة التطرّف، وإصلاح الاقتصاد في إطار الرؤية الجديدة".
يضيف: "الزيارة عززت الرياض أن تكون موقعًا إقليميًا مهمًا، وقائدة للتغيير الإيجابي. العالم يريد أن يرى السير بسرعة نحو الاعتدال والتسامح والتعايش والقضاء على التطرّف. هنا للرياض دور مهم الآن بدأ".
أمير المهمات الصعبة
يصف خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية زيارة ولي العهد لبريطانيا بأنها تاريخية. ويقول: "كانت مظاهر الاستقبال قد تجلت لنا مبكرًا بانتشار الأعلام السعودية وصور ضيف بريطانيا في شوارع لندن، وكأنها تتحدث عن زيارة غير عادية، وعن مباحثات تتجاوزُ التوقعات".
يضيف: "إن التوقعات لنجاح الزيارة سبقت وصول الأمير، وسوف ترافقه إلى أن يكمل الأيام المحددة للزيارة ويغادر العاصمة البريطانية مختتمًا واحدة من أهم الزيارات التي شهدتها لندن منذ فترة ليست قصيرة".
من جانبه، يشيد سامي صبري في الوفد المصرية بالأمير بن سلمان، واعتبر أن حديثه خلال زيارته لمصر قدمه " قائدًا ومؤسسًا للدولة السعودية الرابعة، أو السعودية الجديدة، مكملًا بناء الدولة السعودية الثالثة التي بنى لبناتها الأولى، ووحد شطريها نجد والحجاز في مملكة واحدة الملك عبدالعزيز عام 1932".
ويقول: "لم تمض شهور معدودة، حتى صار محمد بن سلمان، أمير المهمات الصعبة والملفات المستحيلة والقرارات الجريئة، يقود أخطر جراحة عصرية للعقل السعودي، ويقلب الدنيا رأسًا على عقب، دينيًا وفكريًا وثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وعسكريًا، محطمًا كل أصنام الموروث التقليدي، قائدًا لمعركة صعبة، انتصر فيها للعصرنة والتحديث الصادم، برؤية واستراتيجية شاملة أطلق عليها (2030)".