أخبار

مراقبون: التسليم ببقاء بشار الأسد ينذر بعودة المنطقة الى وضعها

الشرق الأوسط مقبرة مشاريع السياسة الخارجية الاميركية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: خلال سنوات الجيل الماضي استخدمت الولايات المتحدة كل ما في ترسانتها من أسلحة على أمل إعادة تشكيل منطقة صعبة لكنها بالغة الأهمية، بما في ذلك تغيير النظام وتسويق الديمقراطية ومكافحة حركات التمرد المسلحة والتدخل الانساني وخطابية حقوق الانسان وحق تقرير المصير الخ.  

فماذا كانت المحصلة؟  لم تعرف المنطقة السلام وتكفي نظرة الى ما يحدث في سوريا أو اليمن أو ليبيا للتدليل على ذلك. والمفارقة الكبرى ان منطقة الشرق الأوسط التي اهتزت بغزو اميركي للعراق قال مخططوه انه لاسقاط دكتاتور مكروه وبناء الديمقراطية مدعوة الآن الى العمل من أجل السلام مع بقاء دكتاتور آخر في سوريا بدعوى ان اسابيع تفصل الآن بينه وبين بسط سيطرته على ثلثي الأراضي السورية.  ويرى مراقبون ان التسليم ببقاء بشار الأسد ينذر بعودة المنطقة الى وضعها في اواخر القرن العشرين ولو بتوازن قوى مختلف بين اللاعبين الرئيسيين.  

ولاحظ مراقبون ان هذه النتائج قد تفرض على الولايات المتحدة العودة الى السكوت عن حكام مستبدين كما فعلت في السابق.  ويسهم في الدفع بهذا الاتجاه موقف الرئيس السابق باراك اوباما الذي رفض تقديم دعم ذي معنى للمعارضة الوطنية السورية.  ويؤكد ما آلت اليه الأوضاع في سوريا ان عواقب التقاعس عن العمل ضد نظام الأسد قد تكون وخيمة بقدر عواقب التدخل في العراق وليبيا. 

كتاب "نظام من الرماد:  أسس جديدة للأمن في الشرق الأوسط" الذي نشرته سينتشري فاونديشن وهو مجموعة مقالات عن المنطقة ، يدعو الولايات المتحدة الى فتح صفحة جديدة ومراقبة السلوك الخارجي الدول التي انبثقت من الغليان السابق لا سيما وان الصراعات الحالية بين القوى الاقليمية مرشحة للانتشار. ويرى الكاتب جيمس تروب في مجلة فورين بولسي ان سبب استمرار هذه الصراعات هو رفض الدول العربية ما يسميه هنري كيسنغر في كتابه "النظام العالمي" المبدأ الرئيسي لنظام ويستفاليا ، أي ان تُترك كل دولة تقيم نظامها الداخلي الخاص مثلما اتفق الأمراء البروتستانتيون والكاثوليكيون في نهاية حرب الثلاثين عاماً في اوروبا إبان القرن السابع عشر.   

غالبية الكتاب المساهمين في "نظام من الرماد" لا يتوقعون سوى استمرار الصراعات المذكورة.  ويبدو ان بعضهم وافق على معالجة موضوع لا يقبلون مقدماته المتفائلة.  وعلى سبيل المثال ان براين كاتوليس الخبير بشؤون الشرق الأوسط في مركز التقدم الاميركي يرى ان احتمالات قيام نظام اقليمي جديد "ضئيلة" إن وجدت اصلا ويستعرض الدروس المستخلصة من فشل عقود من فشل الجهود التي بُذلت في هذا الاتجاه.  ويتوقع الكاتب جيمس تروب أن تعرقل الولايات المتحدة المساعي المهزوزة لبناء نظام من الرماد بدلا من مساعدتها.  

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "فورين بولسي".  الأصل منشور على الرابط التالي

http://foreignpolicy.com/2018/03/20/the-middle-easts-age-of-innocence-is-over/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أخي جاوز الظالمون المدى
بيومي -

البلاد التي تقع غرب الأردن تركها رسام الخريطة بدون اسم .. هل هذا من باب ابعد عن الشر وغني له .

الاستبداد مطلب غربي يدعمه
الغرب ويمد بأجله لأغراضه -

الأنظمة الاستبدادية الوظيفية مطلب امريكي وغربي وروسي وصهيوني لانه يؤمن لها حاجتها من الخامات الرخيصة والأسواق الاستهلاكية الكبيرة الواسعة ومن هنا نفهم دعم الغرب للنظم الوظيفية ولو كان الثمن ابادة الشعوب وحرقها وسلملي على شعارات الانسانية ويسوع محبة !

أخي جاوز الظالمون المدى
بيومي -

البلاد التي تقع غرب الأردن تركها رسام الخريطة بدون اسم .. هل هذا من باب ابعد عن الشر وغني له .

الاستبداد مطلب غربي يدعمه
الغرب ويمد بأجله لأغراضه -

الأنظمة الاستبدادية الوظيفية مطلب امريكي وغربي وروسي وصهيوني لانه يؤمن لها حاجتها من الخامات الرخيصة والأسواق الاستهلاكية الكبيرة الواسعة ومن هنا نفهم دعم الغرب للنظم الوظيفية ولو كان الثمن ابادة الشعوب وحرقها وسلملي على شعارات الانسانية ويسوع محبة !