في افتتاح أيام الإكليل الثقافي بالرباط
موراتينوس: المغرب وإسبانيا تجمعهما صفحات تاريخية مهمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: قال ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية الإسباني السابق، إن هناك صفحات تاريخية مهمة بين المغرب و إسبانيا لا يمكن تجاهلها، وأخرى ينبغي نسيانها بعد الاطلاع عليها و التعامل معها بموضوعية و صرامة.
وأفاد في محاضرة حول"تحالف الحضارات من أجل عالم متضامن" مساء الثلاثاء، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، بمناسبة افتتاح الدورة الثانية من أيام الإكليل الثقافي، التي تنظمها جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، أن الأجيال الصاعدة الأوروبية تنشد إقامة أوروبا قوية، تكون فاعلا مهما على الصعيد العالمي، و هو ما يفرض وجود تفاعل وشراكة بناءة مع الشركاء بالجنوب و دول الجوار، من ضمنها المغرب.
وزاد موراتينوس قائلا"نريد عهدا جديدا لأوروبا المندمجة عالميا في مجالات الدفاع والثقافة والسياسة الخارجية والاجتماع وغيرها".
وانتقد المسؤول الإسباني التبخيس الذي يتعرض له المجال الثقافي و الذي يعتبره العديد من المواطنين غير مفيد، و الحال أنه يعزز قدرة الفرد على الإبداع في رؤية تساهم في تغيير العالم بشكل إيجابي.
و اعتبر أن التكنولوجيا الحديثة لها جانب إيجابي، يتمثل في خلق نمط حياة جديد، لكنه يشكل خطرا كبيرا على الإبداع و التنوع الفني والجمالي، خاصة أنه لا يمكن حصر الأفراد في نطاق واحد، يظهرون من خلاله بطريقة متشابهة لبعضهم البعض.
وأضاف متسائلا"لماذا تخصص الجرائد والمنشورات الورقية صفحاتها الأخيرة للثقافة، رغم أنها تحظى بالأهمية والأولوية، لذا فمن الضروري أن نثور من أجل الدفاع عنها لكي تحتل المكانة التي تستحقها، شخصيا، كنت دائما منبهرا من علاقة الرئيس الفرنسي الاسبق شارل ديغول و أندريه مالرو، وزير الثقافة في حكومته، و الذي كان يجلس باستمرار إلى جانب ديغول في مختلف الاجتماعات التي تجمعه بكافة الوزراء، و هو ما جعل الرئيس ينجح سياسيا لأنه يتوفر على مستشار ثقافي، يذكره بأنه ليس فقط رجل سياسة".
وعن مقاربته لتيمة العولمة، اعتبر موراتينوس أنها مكنت من الاطلاع على مفاهيم كونية أساسية، منها حقوق الإنسان والمرأة، لكنها بالمقابل تدفع الناس لجعلهم متشابهين في نمط الأكل واللباس.
وقال المتحدث"جميل أن نكون من مواطني العالم لكن ذلك لا ينبغي أن يلغي هوية كل منا، فهي التي تمنحنا الأمل و القدرة على الإنصات و الفهم، بالنسبة لي، حينما أتناول الكسكس والشاي، أحس بالسعادة، بتعدد الهويات التي أملكها، من أوروبية و إسبانية وإنجليزية ومغربية".
وذكر بما جاء في منتدى تحالف الحضارات الأول الذي عقد في مدريد في يناير 2008، و الذي استضاف أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، و شمل مناقشة مواضيع تعنى بالإعلام والشباب و التعليم، من خلال التأكيد على تطويرها على أرض الواقع، بتبني خارطة طريق واضحة، تعتمد على التعاون والشراكة المتينة بين الدول.
وأشار موراتينوس إلى أهمية تحالف الحضارات و توظيفه في إطار من الاحترام المتبادل، بهدف تحقيق تعايش متكامل بين الدول والشعوب على الرغم من اختلافها.
وتشهد أيام الإكليل الثقافي من 10 إلى 30 يوليو الحالي، التي يترأسها عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، تقديم ما تحقق في الميادين الثقافية و الفنية و الفكرية من أعمال فنية، للتعرف عليها من قبل الزائرين والمهتمين بالحقل الثقافي، وإبراز ما يقدمه الفنانون من إنتاجات فنية و إبداعية و أدبية، فضلا عن الأيام السينمائية والمنتجات اليدوية في معرض خاص بمنشورات الجمعية.