في ظل تخاذل المجتمع الدولي
البطريرك عبود يسعى للوساطة بين اسرائيل وحماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: يسعى بطريرك كنيسة الوحدة في العالم، بنيامين الأول عبود، الى رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل، عبر طرح وساطة بلجيكية للتدخل بين اسرائيل وقادة حماس، وسط مؤشرات تنذر بكارثة انسانية تعصف بأهالي القطاع.
وعرض بطريرك عبود، التدخل للوساطة بين حماس وإسرائيل الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة وتساؤلات عدة حول التوقيت والهدف من هذه العملية.
وفي حديث لـ"إيلاف" اشار عبود إلى انها "عملية معقدة جداً ولا حل لها في المدى المنظور، حتى تنجح الاتفاقات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فهناك الكثير من العقبات تلقى الحلول الكافية، منها تحرير أسرى محكومين بعشرات السنين.".
انقسام.. بعد قرار ترمب
رأى "أن المجتمع الدولي منقسم بشكل حاد بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخالف للشرعية الدولية بتهويد القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل".
وأوضح عبود أنه يمكن عد الدول التي تقف غلى جانب إسرائيل على الأصابع بينما المجتمع الدولي بأسره يقف مع القضية الفلسطينية، رغم أن" هذا الوقوف هو معنوي ولا يترجم لمواقف صادقة".
ورقة اسرائيل
واعتبر ان إسرائيل تملك ورقة واحدة "وهي تفوقها العسكري وحمايتها بقنابل نووية قادرة على دمار من يهدد أمنها".
وضع غزة
ولفت إلى الطائرات الورقية التي " أحدثت أضراراً جسيمة في الداخل الإسرائيلي، إضافة إلى إقفال المعبر بين غزة ودولة إسرائيل، سيحدث كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل، لأن ٨٠ ٪ من أهل القطاع يعيشون من المساعدات الإنسانية التي توزعها الأونروا.".
الوساطة البلجيكية
وعن تجربته السابقة في الوساطة قال: "لقد سبق لنا وتدخلنا سنة ٢٠٠٦ خلال حرب تموز وقبلت كل من إسرائيل وحزب الله آنذاك واسطتنا ، ونحن متأكدون من أن وساطتنا ستقبل من حماس ومن دولة إسرائيل لأنها وساطة إنسانية بحت وهدفها وقف العنف والحرائق والحرمان وفك الحصار".
وبالنسبة لتوقيت عرضه الاخير للتدخل بين اطراف الخلاف، قال: "رسالتنا واضحة، هناك إغلاق معبر يهدد الأمن الغذائي لـ ٨٠ ٪ من أهل غزة وهناك حرائق محاصيل زراعية وأراض سيكون الرد الإسرائيلي عليها عنيفاً جداً وهذا ما لا يتحمله ضميرنا".
وأوضح "لذا قررنا التدخل وإدخال الوساطة البلجيكية التي تؤمن النقل الجوي للوفد الفلسطيني في طائرات عسكرية كما سبق وأمَّنته لإيصال العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل الى بروكسل بعد شهرين من المفاوضات السرية الغير مباشرة بين حزب الله وإسرائيل".
رسالة عبود
وكان عبود قد وجه رسالة إلى قادة حماس ودولة إسرائيل قال فيها "لقد علمنا بإغلاق نقطة العبور المسماة بكيرم شالوم بين إسرائيل وغزة يوم الاثنين 9 تموز يوليو الماضي . واتخاذ مثل هذا القرار جاء كردة فعل على الحرائق التي سببتها الطائرات الورقية الحارقة المرسلة من غزة.".
وأشار الى تظاهر الغزاويون منذ 30 آذار مارس 2018 ، على طول السياج الذي يفصل أراضيهم عن إسرائيل وذلك استنكاراً للحصار الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من عشر سنوات.
القطاع المحاصر
وقال في الرسالة "سيؤدي إغلاق هذا المعبر إلى تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر أصلاً بسبب الحصار الإسرائيلي الشديد. لا سيما وأن 80٪ من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية ، وفقًا للبنك الدولي".
بالإضافة إلى ذلك، تم تقليص مساحة الصيد مرة أخرى إلى ستة أميال مع العلم أن اتفاقيات أوسلو الإسرائيلية الفلسطينية التي وقعت في عام 1993 تنص على إنشاء منطقة لصيد الأسماك تصل إلى 20 ميلاً بحريًا من الساحل (37 كم).
كما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البرلمان أن إسرائيل تستعد "لاتخاذ تدابير أخرى" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
دعوة حماس
من جهته، رد فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، في بيان على هذه الإجراءات ووصفها بأنها "جريمة جديدة ضد الإنسانية". تدعو حماس المجتمع الدولي للتدخل على الفور.
وبعد المشاورات ، قرر عبود الاستجابة لدعوة المتحدث باسم حماس من خلال فتح أبواب بطريركية كنيسة الوحدة في بروكسل إلى وفدين رفيعي المستوى من حماس ودولة إسرائيل لإجراء حوار سلام مثمر يهدف إلى إنهاء المشاكل بين سكان غزة ودولة إسرائيل.
وهو ما حصل في عام 2006 ، حيث طالب عبود بتدخل السلطات البلجيكية لنقل وفد حماس والتأشيرات اللازمة للوصول إلى أراضي مملكة بلجيكا.
وفدا السلام
و سيتمتع وفدا السلام بأوسع سلطة وستكون الاجتماعات سرية حتى يتم التوصل إلى الاتفاق النهائي.
و سيسعى الوفدان إلى تهيئة الظروف اللازمة للتهدئة النهائية للصراعات من خلال تطوير إمكانات بناء السلام بين غزة وإسرائيل، تعزيز احترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية بين غزة وإسرائيل، وتعزيز مبادرات السلام ورفض أي تصعيد مسلح، مع الأخذ بعين الاعتبار ضحايا النزاع بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل والفقراء.
وتتمثل مهمة الوفدين في تهدئة الصراعات بينها وتشجيع الحوار بين أعضائها ، مع هدف طويل الأجل يتمثل في المساهمة في منع نشوب صراعات جديدة.