أخبار

إدارة البيت الأبيض تضع الملف الإيراني على رأس أولوياتها

ترمب وإيران.. شعار"الموت لأميركا" يُقابل بالموت لحكام طهران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحاول الإدارة الأميركية التعاطي مع الملف الإيراني باعتباره أولوية قصوى تفوق أهميتها كل القضايا الأخرى المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية.

إيلاف من نيويورك: بحسب معلومات "إيلاف"، فإن ترمب يستند في تصعيده ضد ايران إلى الكونغرس أيضًا. فملف إيران لا يشبه العلاقة مع الناتو والدول الأوروبية أو كندا والمكسيك. 

ونقل مستشاره خلال الحملة الانتخابية وليد فارس عن السناتور الجمهوري البارز، ليندساي غراهام، قوله: "بعض مشاريع ترمب قد تواجه معارضة شرسة من أعضاء الحزبين في مجلس الشيوخ، ولكن عندما يكون الحديث عن طهران، فإن ترمب يتمتع بدعم كامل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، وعدد لا يستهان به من الديمقراطيين".

طهران حضرت في البيت الأبيض
ومنذ تخفيف حدة التوتر مع كوريا الشمالية، وانشغال فنزويلا في مشاكلها الداخلية الكبيرة، حضرت إيران بقوة على طاولة البيت الأبيض. 

فكانت البداية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، والتلويح بعقوبات هي الأقسى في التاريخ، لدفع السلطات الإيرانية إلى الرضوخ وفتح باب المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد وفق شروط أميركية صارمة.

إدارة مختلفة
ورغم اعتبار البعض أن سياسة ترمب لن تؤدي إلى أي نتيجة، بدليل ما حدث طوال السنوات الماضية، التي رزحت خلالها طهران تحت مقصلة عقوبات أوروبية وأميركية، غير أن ما حدث خلال الشهرين الماضيين فقط يؤشر إلى طريقة مختلفة تتبعها إدارة البيت الأبيض ضد إيران.
 
طمأنة المعارضين
فإلى جانب العقوبات القاسية، ومحاولات حجب الهواء عن الاقتصاد الإيراني، عبر دفع الشركات كافة إلى قطع علاقاتها بطهران أو مواجهة الأسوأ، تعمل الإدارة على إعطاء تطمينات إلى المعارضين الإيرانيين في الداخل والخارج، ومدّهم بجرعات من الأمل تجعلهم يتوسمون خيرًا بنيّة واشنطن، بعدما شعروا بالإحباط لسنوات، خصوصًا خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما.

باريس وكاليفورنيا
لم يكن عابرًا موضوع مشاركة شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي في احتفال المعارضة الإيرانية السنوي في باريس، كمحاميه الخاص رودي جولياني، الذي لعب دورًا كبيرًا في حملته الانتخابية أيضًا، ونيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب السابق، والرجل الذي كان واحدًا من بين قلائل في الحزب الجمهوري ممن أعلنوا دعمهم الصريح لترمب منذ بداية مغامرته الانتخابية، ولا يزال حتى اليوم يتولى مهمة الدفاع عنه في وجه معارضيه.

وبعد أقل من شهر على مهرجان باريس، نظمت الإدارة الاميركية لقاء للإيرانيين المقيمين على الأراضي الأميركية في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في سيمي فالي بكاليفورنيا، تحت عنوان دعم الأصوات الإيرانية. وللدلالة على أهمية اللقاء وجديته إنتدبت واشنطن وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي ألقى كلمة نارية، رفعت منسوب التحدي مع السلطات الإيرانية.

تهديد روحاني
لم يكد بومبيو ينهي لقاء كاليفورنيا، حتى خرج الرئيس ترمب بتغريدة رد فيها على كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي قال إن الحرب بين البلدين (واشنطن وطهران) ستكون أم الحروب. وتوجّه ترمب إليه قائلًا: "إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددًا، وإلا ستواجه تداعيات لم تختبرها سوى قلة عبر التاريخ".

الموت لإيران مقابل الموت لأميركا
التصعيد الكلامي لن يؤدي بالضرورة إلى خلق مواجهة عسكرية (إلا في حال قيام إيران بتنفيذ تهديداتها في مضيف هرمز)، فجل ما يريده ترمب توجيه رسائل تفيد بأن الإدارة (عهد أوباما) التي تعود الإيرانيون على التعامل معها قد ولت أيامها، وبالتالي فإن شعارات "الموت لأميركا" ستُقابل بشعارات "الموت لحكام طهران". 

وبالتوازي تعمل واشنطن على أكثر من خط، كالعقوبات وقطع شرايين التنفس الاقتصادية عن إيران، واحتضان الأصوات المعارضة، بانتظار ما هو أقوى، ويتمثل في تنظيم لقاءات رسمية لجهات تمثل المعارضة الإيرانية في العاصمة الأميركية.

كما تسعى إدارة ترمب إلى فرملة الاندفاعة الإيرانية في المنطقة، والانتقال إلى مرحلة وقف التمدد، ثم تقطيع الأوصال، فبينما يقود التحالف العربي المواجهة مع الحوثيين في اليمن، تحاول واشنطن إشغال طهران في العراق، والعمل باتجاه الحدّ من تأثيرها، وإخراجها من سوريا، رغم كل ما قدمته عسكريًا وماديًا إلى النظام، وذلك عبر صفقة مع روسيا.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف