أخبار

آثاره لم تقتصر على شل الاقتصاد ووفاة 90 الف شخص

كورونا يبلبل آفاق المبارزة بين ترمب وبايدن

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة إلى شركة "أوينز أند ماينور" التي توزع معدات طبية في ألنتاون في ولاية بنسيلفانيا في 14 مايو 2020
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: لم تقتصر آثار وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة على شل الاقتصاد وحصد حوالى 90 ألف شخص حتى الآن، بل هز الحياة السياسية أيضًا في هذا البلد فأعاد خلط الأوراق، وبدد أي ثوابت قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية.

اتخذت المواجهة بين الرئيس دونالد ترمب (73 عامًا) والمرشح الديموقراطي جو بايدن (77 عامًا) في السباق إلى البيت الأبيض منحى غير مسبوق في أي انتخابات ماضية.

الأمر المؤكد الوحيد أن فيروس كورونا المستجد الذي جمد الحملة الانتخابية، وكاد يكمّ صوت نائب الرئيس السابق، عزز توجّهًا كان يرتسم بالأساس، وهو أن انتخابات 3 نوفمبر ستكون استفتاء على ترمب، وتحديدًا على أسلوبه ومغالاته.

التاريخ، استطلاعات الرأي، التفوق الذي يحظى به الرئيس المنتهية ولايته على منافسه، العبر الكبرى حول أهمية الاقتصاد مع اقتراب الاستحقاق... كل الثوابت التي كانت تحكم الانتخابات سقطت هذه المرة.

وقال الأستاذ في جامعة جورج واشنطن كريستوفر آرترتون "ليست لدينا أدنى فكرة عن المنحى الذي سيتخذه تطور الديناميكية"، مؤكدًا أن أساليب التحليل التقليدية لم تعد تنطبق.

وفي وجه الانتقادات الشديدة التي تتناول إدارته للأزمة الصحية وقلة تعاطفه مع معاناة الناس، وفي ظل عاصفة اقتصادية لم تتضح عواقبها بعد، اختار ترمب منذ بضعة أيام هدفًا جديدًا لهجماته هو سلفه باراك أوباما، وهو الورقة الرابحة الأكبر بيد خصمه بايدن الذي كان نائبًا له على مدى ولايتيه الرئاسيتين.

فشعبية أول رئيس أسود للولايات المتحدة في أعلى مستوياتها، ولا سيما بين الناخبين السود الذين قد يكونون يمسكون بمفاتيح البيت الأبيض.

وعد ترمب بكشف معلومات حول ما أطلق عليه اسم "أوباما غيت"، بحسب تعبير مستوحى من فضيحة "ووترغيت"، من غير أن يعطي أي عناصر ملموسة عما ينسبه إلى سلفه. ورد أوباما الخميس بكلمة واحدة على تويتر تدعو الديموقراطيين إلى التعبئة، فكتب "صوّتوا".

تحويل الاهتمام
يسجل بايدن منذ أشهر تقدمًا على ترمب في استطلاعات الرأي، في ظل التفاف الحزب حول ترشيحه. غير أن المراقبين الذين فوجئوا في 2016 بفوز ترمب على هيلاري كلينتون، يتفادون الوثوق باستطلاعات الرأي الوطنية في بلد تحسم الانتخابات الرئاسية فيه على مستوى الولايات، ويعتمد نظام انتخابات غير مباشرة أتاح لترمب الفوز بالرئاسة رغم خسارته التصويت الشعبي.

ما يزيد الغموض أن بايدن لم يكن بالأساس يثير الكثير من الحماسة قبل أن يرغمه الوباء على لزوم منزله. وحرم السياسي المخضرم الذي يثني أنصاره على قربه من الناس وقدرته على مشاركتهم انشغالاتهم، من خوض حملة انتخابية في حين أنه لا يتقن التقنيات الجديدة التي تمكنه من التواصل مع مؤيديه عبر الإنترنت.

يؤكد فريق بايدن أنه يتصدر المعركة في المواقع التي ستحسم الانتخابات، لكن الحقيقة أن المرشح الديموقراطي يجد صعوبة في إيصال صوته مهما أجرى مقابلات وعقد طاولات مستديرة عبر الفيديو.

الأسوأ من ذلك أنه نجح أخيرًا في تصدر الأخبار، ولكن لينفي نفيًا قاطعًا ارتكاب تعديًا جنسيًا تتهمه به امرأة تدعى تارا ريد في وقائع تعود إلى العام 1993.

وإن كان ترمب تفادى التطرق إلى هذه الاتهامات في هجماته على خصمه، فهو لا يتردد في استهدافه على جبهات أخرى، فينعته بـ"جو النعسان" ويصفه بأنه متعب ومصاب بالخرف وتحت أمرة الصين.

وقال خبير التاريخ السياسي آلان ليشتمان الذي يعلّم في الجامعة الأميركية "لا شك أن ترمب سيفعل كل ما بوسعه ليحول الانتباه عن واقع الوباء العالمي والانهيار الاقتصادي. التمويه وتحويل الانتباه من أبرز ما يتقنه".

كريه بما يكفي؟
هنا أيضا تسقط المعايير المعروفة للانتخابات. أوضح آرتنتون أنه إن كان الترشح للانتخابات في ظل اقتصاد منهار "يعتبر تقليديا معطى سلبيا جدا لرئيس منتهية ولايته"، فبعض الأميركيين لا يلقون اللوم بذلك على ترمب بل على الصين، تجاوبا مع خط هجومي "كثيرا ما يردده" فريق ترمب.

يعي فريق بايدن هذا الخطر فيضاعف الرسائل مؤكدا أن ترمب قد لا يكون مسؤولا عن ظهور الفيروس، لكن إدارته السيئة للأزمة هي التي جعلت الولايات المتحدة في عين الإعصار.

يملك ترمب الذي يعمل على حملته الانتخابية منذ دخوله إلى البيت الأبيض، تفوقا كبيرا على خصمه على صعيد التنظيم واستهداف الناخبين بشكل فائق الدقة على الإنترنت، وميدانيا.

هو يحظى بمنبر لا يضاهى في البيت الأبيض، مع المؤتمرات الصحافية الكثيرة التي يعقدها والتنقلات التي استأنفها عبر الولايات المتحدة، وتغريداته التي يتابعها عشرات الملايين.

لكن جون هوداك من مركز "بروكينغز" الأميركي للأبحاث لفت إلى أنه بعد تصريحات مدوية حول الفيروس، بما فيها توصياته بمعالجة المصابين بحقنهم بمواد معقمة، ومؤتمراته الصحافية المطولة التي يطلق فيها العنان في غالب الأحيان لغضبه، فإن ترمب "في صدد تحويل هذا المكسب المتحمل إلى عائق".

ورأى كريستوفر آرترتون أنه لن يكون هناك في نهاية المطاف سوى "سؤال كبير"واحد مطروح يوم الانتخابات: "هل سيكون دونالد ترمب كريها بما يكفي بنظر الناخبين المعتدلين والوسطيين والمستقلين والديموقراطيين، لتحفيز المشاركة في صفوف الديموقراطيين، بقدر ما هو قادر على تحفيز مشاركة الجمهوريين؟".

إحصائيات انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مهما حصل - لن تسطيعوا ان تتوقعوا من هو الرئيس الا قبل - يوم من الانتخابات
عدنان احسان- امريكا -

الامريكان - براغماتيين - وميكافاييلن - ونرجسيين - ووووو .. ولا تستطيع ان تقرأ افكارهــــــــم او تتوقع افعالهم ،، او مزاجهــــــم ... يعني نصيحــــه اتركوا هذه الدوامــــــه ---- لقبل اربعه وعشرين ساعه - لتتـــوقعوا من هو الرئيس الامريكي القادم - والا كل توقعاتكم ما تسوا فلس مصدي ؟