أخبار

مصير الااتفاقات السابقة لا يطمئن

وقف النار والانتخابات في ليبيا: إرادة فعلية أم حبر على ورق؟

بعد وقف النار، هل ينعم الليبيون بالهدوء أم يعود صوت الرصاص إلى الجبهات؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعددت الاتفاقات بين الأطراف الليبية المتقاتلة، لكن بقي مصيرها واحد: حبر على ورق. فهل يكون هو نسف مصير الاتفاقين الأخيرين اللذين أغلن عنها أخيرًا؟

طرابلس: منذ اتفاق الصخيرات في المغرب المبرم في عام 2015 برعاية الأمم المتحدة، أُعلن عن مبادرات عدة لإخراج ليبيا من الأزمة إلا أنها بقيت في الواقع حبراً على ورق.

والجمعة، أعلنت السلطتان المتحاربتان في ليبيا كل على حدة وقفاً فورياً لإطلاق النار وتنظيم انتخابات في البلاد التي شهدت سنوات من النزاعات، في مبادرة رحّبت بها الأمم المتحدة ودول عربية وغربية عدة.

ومنذ إطاحة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في عام 2011، تتنازع سلطتان الحكم: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج مقرها طرابلس وتعترف بها الأمم المتحدة، وسلطة موازية أسسها المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي الذي يحظى بدعم جزء من البرلمان المنتخب وخصوصاً رئيسه عقيلة صالح.

اتفاق الصخيرات

في 17 ديسمبر 2015، وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب في الصخيرات في المغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة ينصّ على تشكيل حكومة وفاق وطني مقرها طرابلس.

لكن البرلمان المنتخب في عام 2014 والمؤتمر الوطني - وهو مجلس انتقالي انتُخب في أغسطس 2012، أبديا تحفظات عن الاتفاق.

في 23 ديسمبر، صادق مجلس الأمن الدولي على الاتفاق على أمل التصدي لتنامي انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا ووضع حدّ للهجرة منها إلى أوروبا.

في 12 مارس 2016، أُعلن تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وصل رئيسها فائز السراج أواخر الشهر نفسه إلى طرابلس عبر البحر، آتيا من تونس. في الشرق، بقيت الحكومة الموازية المدعومة من المشير حفتر والبرلمان، معارضةً له.

قمتان في فرنسا

في يوليو 2017، تعهّد السراج وحفتر أثناء اجتماع في سيل سان كلو في المنطقة الباريسية، بالعمل لإخراج البلاد من الفوضى ودعوا إلى وقف إطلاق نار وتنظيم انتخابات.

في 29 مايو 2018، تعهّد فائز السراج وخليفة حفتر وكذلك عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري الذين اجتمعوا في باريس، العمل سوياً من أجل تنظيم انتخابات عامة، وفق إعلان تمت تلاوته بعد المؤتمر.

لكن هذين الإعلانين بقيا من دون تنفيذ.

باليرمو

في نوفمبر 2018، نظمت إيطاليا القوة الاستعمارية السابقة مؤتمراً دولياً في باليرمو لمحاولة تحقيق تقارب جديد بين السراج وحفتر.

لكن المؤتمر فشل بسبب الانقسامات المستمرة بين الليبيين من جهة والدول الأخرى الداعمة للمعسكرين من جهة أخرى.

وقاطع حفتر رغم وجوده في باليرمو، الاجتماعات. فيما خرجت تركيا من المؤتمر.

أبوظبي

في 28 فبراير 2019، أعلنت الأمم المتحدة عن اتفاق جديد أُبرم في أبوظبي أثناء لقاء بين السراج وحفتر بشأن إجراء انتخابات في ليبيا لكن من دون تحديد جدول زمني ولم يتمّ تنفيذه.

في 20 مارس 2019، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا "مؤتمراً وطنياً" في منتصف أبريل في غدامس (وسط) على أن يتمّ خلاله وضع "خارطة طريق" لإخراج البلاد من الأزمة.

في 4 أبريل 2019، أمر المشير حفتر قواته بشنّ هجوم على طرابلس، مقر حكومة الوفاق. في يونيو 2020، ومع التدخل العسكري التركي المتزايد، تمكنت حكومة الوفاق من التصدي لهجوم القوات الموالية لحفتر وسيطرت على مجمل أراضي شمال غرب البلاد.

إعلانان في ليبيا

في 21 أغسطس 2020، أعلن السراج وصالح بشكل مفاجئ في بيانين منفصلين وقفاً فورياً لإطلاق النار في أنحاء البلاد وتنظيم انتخابات مقبلة. إلا أن البيانين ليسا متطابقين.

السؤال الذي يبقى مطروحاً: هل سيُطبّق هذان الإعلانان أم سيبقيان كالاتفاقات السابقة... حبراً على ورق؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف