بعد اختياره مرشّحا لمنصب المستشارية
أرمين لاشيت يدعو محافظي ألمانيا إلى توحيد صفوفهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين: حضّ أرمين لاشيت، زعيم حزب أنغيلا ميركل، الثلاثاء على توحيد صفوف التيار المحافظ في ألمانيا قبيل انتخابات أيلول/سبتمبر، بعد اختياره مرشّحا لمنصب المستشارية في قرار تمخّض عن معركة صعبة كادت أن تدفع التحالف إلى حافة الانفجار الداخلي.
وسيقود لاشيت (60 عاما) حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديموقراطي وشقيقه البافاري الأصغر الاتحاد المسيحي الاجتماعي في الانتخابات بعدما تراجع خصمه ماركوس زودر أخيرا بعد منافسة شرسة.
وقال لاشيت رئيس ولاية شمال الراين-وستفاليا الأكثر اكتظاظا "لم نسهّل الأمر على أنفسنا إذ أن الأمر مرتبط في نهاية المطاف بقرار تاريخي في أيلول/سبتمبر بشأن مستقبل بلادنا".
وأضاف أن الأهم الآن هو أن يخوض تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي "المعركة الانتخابية كفريق".
وتابع "لن يفوز الاتحاد المسيحي الديموقراطي في الانتخابات من دون الاتحاد المسيحي الاجتماعي والعكس صحيح"، بينما كانت ميركل أولى الشخصيات السياسية البارزة المهنّئة له على ترشيحه.
وفي وقت سابق، تراجع زودر، زعيم الاتحاد المسيحي الاجتماعي، بعدما صوّت قادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي في وقت متأخر من الليل لصالح زعيم حزبهم.
وقال زودر "هناك أيام مخصصة للنقاشات. هناك أيام مخصصة للقرار. تم ذلك كله وبات من المهم الآن أن نتطلع معا إلى المستقبل"، متمنيا النجاح للاشيت ومؤكدا دعم حزبه له.
ويأتي التراجع بعد صراع استمر تسعة أيام في أوساط النواب والشخصيات البارزة وضمن التكتل المحافظ الذي ترك التحالف الذي لطالما تميّز باستقراره في حالة انقسام في وقت تستعد ميركل لمغادرة عالم السياسة بعد 16 عاما في السلطة.
وبينما حصل لاشيت على تأييد قادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، يحظى زودر (54 عاما) بدعم أكبر بكثير في أوساط القاعدة.
وكشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة بيلد بشأن السياسيين الأكثر شعبية في ألمانيا بأن زودر يحتل الصدارة، ويتجاوز ميركل بقليل بينما حل لاشيت في المرتبة الثانية عشرة.
ل لاشيت مواليًا لميركل ودعمها بينما كانت تواجه انتقادات على خلفية أزمة الهجرة عام 2015.
ورغم التململ في المزاج العام في تلك الفترة على خلفية وصول أكثر من مليون طالب لجوء، فاز لاشيت في ولاية شمال الراين-وستفاليا، وهي منطقة صناعية شاسعة تعد معقلا للاشتراكيين الديموقراطيين، في انتخابات إقليمية سنة 2017، ما أعطى دفعة مهمة للاتحاد المسيحي الديموقراطي.
كما فاز لاشيت، الطليق باللغة الفرنسية والذي يصف نفسه بأنه "أوروبي بشغف"، في معركة رئاسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، منتصرا على خصم شرس هو فريدريش ميرز.
لكن بدا أنه يشق طريقه بعيدا عن ميركل في آذار/مارس، عندما تحدى دعوات المستشارة لقادة ولايات ألمانيا الست عشرة بتشديد تدابير الإغلاق.
ودافع لاشيت عن مقاربة ولاية شمال الراين-وستفاليا الفضفاضة للإجراءات الوطنية المعلنة لاحتواء الفيروس، داعيا إلى "مزيد من الحرية والمرونة".
ومع إظهار استطلاع حديث لشبكة "أيه آر دي" للبث أن 44 في المئة من الألمان يرون أن زودر هو الأكثر كفاءة للترشح للمستشارية عن تحالف الاتحاد المسيحي الديموقراطي-الاتحاد المسيحي الاجتماعي بينما أيّدت لاشيت نسبة 15 في المئة، ستكون مهمة السياسي الستيني صعبة في تولي أعلى منصب في ألمانيا.
وفي لفتة تصالحية، تعهّد لاشيت بأن زودر "سيلعب دورا محوريا من أجل مستقبل ألمانيا".
وسيتعيّن على مرشح حزب ميركل الجديد قبل كل شي توحيد الصفوف خلفه، وهو أمر أشار أعضاء بارزون في الاتحاد المسيحي الديموقراطي إلى أنه قد يكون معقّدا.
وبعد مؤتمر عبر الفيديو جرى خلال ليل الاثنين حيث حصل لاشيت على دعم مجلس الاتحاد المسيحي الديموقراطي، حذّر رئيس وزراء هسن، فولكر بوفيير من أن القرار "قد لا يحظى بموافقة" قاعدة وأنصار الحزب.
وأضرّت السجالات بموقف الحزب حينها في وقت تكافح أكبر قوة اقتصادية في أوروبا لطي صفحة الوباء الذي أودى بثمانين ألف شخص وأضر بآلاف الأعمال التجارية.
كما تمثل الفوضى في المعسكر المحافظ تناقضا صارخا مع الوضع في حزب الخضر (يسار وسط)، الذي يحل في المرتبة الثانية بعد تحالف المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي، إذ أعلن الاثنين ترشيح رئيسته المشاركة أنالينا بيربوك للمستشارية في مؤتمر صحافي هادئ في غياب أي مؤشرات على وجود انقسامات في صفوفه.