لملء الفراغ في البلد الآسيوي الذي مزقته الحرب
أميركا غادرت.. والصين تقتحم أفغانستان اقتصاديًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: تؤكد تقارير أنه بينما كانت القوات الأميركية تغادر قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان، كانت الصين تستعد بالفعل لدخول الدولة التي مزقتها الحرب لملء الفراغ.
وسلّم الجيش الأميركي قاعدة "باغرام" رسميا للقوات الأفغانية، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، يوم الجمعة (2 يوليو 2021)، بعد مغادرة آخر القوات الأجنبية المجمع الكبير في إطار انسحابها من أفغانستان.
وتأتي الخطوة بعد نحو 20 عاما من تمركز القوات الأميركية في القاعدة. وتعد "باغرام" أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وكانت مركز الحرب التي خاضتها القوات الأميركية ضد حركة طالبان منذ عام 2001
الممر الاقتصادي
وتدرس السلطات في كابول تمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) بقيمة 62 مليار دولار كجزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI).
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أطلق لأول مرة في عام 2013، وكُتب في الدستور الصيني في عام 2017، ووصفه المسؤولون في بكين بأنه صندوق عالمي لتطوير البنية التحتية يهدف إلى ربط الصين بشكل أفضل ببقية العالم.
وتتبنى الصين مجموعة من الاستراتيجيات لتحلّ مكان الولايات المتحدة في أفغانستان، وأبرزها الجانب الاقتصادي، حيث تدرس السلطات في كابول تمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع اقتصادي ضخم يضم عددا من مشاريع البنى التحتية بقيمة 62 مليار دولار، ويهدف لإنشاء طريق بري يربط بين مدينة كشغر في الصين وميناء كوادر الباكستاني، ويعد جزء من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
ومن المقرر أن يكتمل المشروع بحلول عام 2049، حيث تقدم الصين قروضا ضخمة للبلدان من أجل دعمها في إنشاء بنية تحتية أفضل بما في ذلك بناء طرق سريعة جديدة وخطوط سكك حديدية وخطوط أنابيب للطاقة بين باكستان والصين وصولا إلى أفغانستان.
ومن بين المشاريع التي يجري مناقشتها حاليا، تشييد طريق رئيسي بين أفغانستان ومدينة بيشاور شمال غربي باكستان.
ووفق صحيفة (ديلي بيست) الأميركية، فإن السلطات في كابول وبكين، تناقش مسألة ذلك الطريق الاستراتيجي. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تذكر اسمه قوله: "ربط كابول وبيشاور برا يعني انضمام أفغانستان الرسمي إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني".
وبيّن المصدر وجود تواصل بين الحكومة الأفغانية والصين على مدى السنوات القليلة الماضية، إلا أن ذلك جعل الولايات المتحدة تشك بتوجهات الرئيس الأفغاني أشرف غني.
الحزام والطريق
وتأمل الصين أن تتمكن من خلال استراتيجيتها لمبادرة "الحزام والطريق" من ربط آسيا بإفريقيا وأوروبا من خلال شبكات برية وبحرية تمتد عبر 60 دولة.
وستعزز الاستراتيجية وفق مراقبين نفوذ الصين في جميع أنحاء العالم بقيمة تقدر بـ 4 تريليونات دولار.
ويمكن لأفغانستان أن تمنح الصين موطئ قدم استراتيجي في المنطقة للتجارة مع الدولة التي تمثل محورا مركزيا يربط الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوروبا.
واعتبر الخبير في الشؤون السياسية لجنوب آسيا، مايكل كوغلمان، أن رحيل واشنطن من أفغانستان، يمنح بكين فرصة استراتيجية غير مسبوقة.
وأضاف كوغلمان في حديثه لـ"ديلي بيست": "سيكون هناك بالتأكيد فراغ يجب ملؤه، لكن لا ينبغي أن نبالغ في قدرة الصين على القيام بذلك. مع خروج الوضع الأمني في أفغانستان عن السيطرة، هناك الكثير الذي تستطيع الصين القيام به لترسيخ وجودها".
وبيّن أن ذلك "سيعتمد ترسيخ تواجد الصين في أفغانستان بشكل كبير على ما إذا كانت بكين ستتوصل إلى تفاهم مع حركة طالبان".
تسلسل الأحداث
فيما يلي تسلسل للتدخل الأميركي والتطورات المهمة في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين:
11 سبتمبر 2001 - تدخل أميركي في أفغانستان بعد هجمات على الولايات المتحدة خطط لها تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن الذي كان في أفغانستان تحت حماية طالبان. 7 أكتوبر 2001 - القوات الأميركية تبدأ حملة جوية بضربات على قوات تابعة لطالبان والقاعدة. وسرعان ما دخل عدد صغير من القوات الأميركية الخاصة وعناصر المخابرات المركزية إلى أفغانستان للمساعدة في توجيه حملة القصف وتنظيم قوات المعارضة الأفغانية. 13 نوفمبر 2001 - قوات التحالف الشمالي المدعومة من الولايات المتحدة تدخل كابل، وطالبان تنسحب إلى الجنوب. وفي غضون شهر فر قادة طالبان من جنوب أفغانستان إلى باكستان. ديسمبر 2001 - القوات الأميركية تقصف كهوف تورا بورا في شرق أفغانستان بعدما تردد أن بن لادن يختبئ بها، لكنه نجح في التسلل عبر الحدود إلى باكستان حيث اختفى. 2 مايو 2003 - مسؤولون أمريكيون يعلنون انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في أفغانستان. وخلال رئاسة جورج بوش الابن للولايات المتحدة تحول التركيز الأميركي إلى الاستعداد لغزو العراق، الأمر الذي تطلب نقل قوات ومعدات وجمع معلومات استخباراتية من أفغانستان. منح ذلك طالبان فرصة إعادة تجميع صفوفها ببطء، في بادئ الأمر في جنوب وشرق البلاد. 17 فبراير 2009 - الرئيس باراك أوباما يأمر في أول قرار عسكري مهم بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة بإرسال 17 ألف جندي آخر إلى أفغانستان لمواجهة تصاعد في حركة التمرد. وانضمت هذه القوات إلى قوات قوامها 38 ألفا وقوات من نحو 40 بلدا عضوا في حلف شمال الأطلسي قوامها 32 ألفا كانت بالفعل في أفغانستان.مقتل ابن لادن
1 مايو 2011 - القوات الأميركية تقتل بن لادن في غارة على باكستان. وفي الوقت نفسه تقريبا يرتفع عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى نحو 100 ألف ضمن حملة شهدت تكثيف هجمات الطائرات المسيرة التي تنفذها المخابرات المركزية الأميركية على طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في باكستان. ديسمبر 2011 - مسؤولون أميركيون يقولون إن دبلوماسيين عقدوا سرا حوالى ستة اجتماعات مع ممثلين من طالبان الأفغانية خلال عشرة أشهر سابقة. 27 مايو 2014 - أوباما يعلن الخطوط العريضة لخطة لسحب جميع القوات الأميركية باستثناء 9800 جندي بحلول نهاية العام وسحب البقية بنهاية 2016. 28 ديسمبر 2014 - المهمة القتالية الأميركية تنتهي رسميا بعد انسحاب معظم القوات المقاتلة والانتقال إلى مرحلة الحرب "بقيادة أفغانية". ويبقى ما يقرب من عشرة آلاف جندي أمريكي تتركز مهمتهم على تدريب القوات الأفغانية ومكافحة الإرهاب. 21 أغسطس 2017 - الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن استراتيجيته، ويدعو إلى انتشار مفتوح للقوات لإرغام طالبان على التفاوض على السلام مع حكومة كابل. 4 سبتمبر 2018 - تعيين الدبلوماسي الأمريكي الأفغاني المولد زلماي خليل زاد ممثلا خاصا للولايات المتحدة في مسعى لإجراء مفاوضات مع طالبان.اتفاق مع طالبان
29 فبراير 2020 - الولايات المتحدة توقع على اتفاق لسحب القوات مع حركة طالبان ينص على إجراء محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية والحركة المتمردة. 12 سبتمبر 2020 - بدء محادثات سلام في الدوحة بين مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان بعد تأخر دام شهورا. 2 ديسمبر 2020 - مفاوضو الحكومة الأفغانية وطالبان يتوصلون لاتفاق مبدئي حول خطوات إجرائية تتعلق بمحادثات السلام. ورغم أن الاتفاق يعد تطورا إداريا إلى حد كبير، فإنه أول اتفاق مكتوب بين الطرفين خلال 19 عاما من الحرب. 14 أبريل 2021 - الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن بقاء القوات الأمريكية لما بعد مهلة مايو المنصوص عليها في الاتفاق بين واشنطن وطالبان، لكنه يؤكد انسحاب القوات دون قيد أو شرط بحلول 11 سبتمبر. 26 يونيو 2021 - بايدن يجتمع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في البيت الأبيض ويدعو الأفغان إلى اتخاذ القرار حول مستقبلهم مع تعهده بمواصلة تقديم المساعدة الأمنية. 2 يوليو 2021 - القوات الأميركية تنسحب من قاعدة باغرام الجوية على بعد 60 كيلومترا إلى الشمال من كابل رغم وصول أعمال العنف في أنحاء البلاد إلى مستويات تاريخية.التعليقات
الاصح ان امريكا تصفي التركه وقبضت ثمن الانسحاب من الصين
عدنا ناحسان- امريكا -الا تذكـــــــروا في سبعينيات القرن الماضي عندما طرحت - امريكا تصفيه بعض القواعد الامريكيه ،، وانسحبت من اغلب القواعد في الشرق الاوسط بسيناريوا الثورات ،،،التي جاءت بامثال القذلفي - وانسحاب امريكا من قاعده / هويلبس الجويه - في ايبيا وانسحاب بريطانيا من قاعده طبرق ؟ يعني هذه الافلام الكرتونيه ،،، لها حسابات - امريكيه ،،، التي يبدوا انها بــدات / اوكشن / او بــــــازار تصفيه المستعمرات ، لانها ستبدا مرحله جديده .. تتناسب وتفيرات قواعد الاشتباك والمواجهه للصراع في العالم ؟