أخبار

في خطوة غير مألوفة

السفيرتان الفرنسية والأميركية في بيروت تزوران الرياض الخميس لبحث أزمة لبنان

العلم اللبناني وفي الخلفية ركام مرفأ بيروت كما بدا يوم 4 آب/أغسطس 2020
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: تزور سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في بيروت الخميس الرياض، في خطوة غير مألوفة، للبحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية الأربعاء.

ورغم ضغوط دولية تقودها فرنسا بشكل أساسي، يغرق المسؤولون اللبنانيون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة حسان دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت، فيما يشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي الضروري لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي.

وأعلنت السفارة الفرنسية في بيان أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأميركية دوروثي شيا ستتوجهان الخميس إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين. وستؤكد غريو خلال اللقاءات أنه "من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان"، بحسب البيان.

كما ستعرب السفيرتان عن رغبة بلادهما في "العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل".

تأتي الزيارة، وفق البيان، استكمالاً للقاء عّقد في نهاية حزيران/يونيو بين وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة والسعودية على هامش قمة مجموعة العشرين في إيطاليا، بحثت الازمة اللبنانية. وحضّ المجتمعون حينها المسؤولين اللبنانيين على التعاون في ما بينهم.

عقوبات وشيكة

وتشوب العلاقات السعودية اللبنانية منذ بضع سنوات توترات دبلوماسية كبرى على خلفية اتهام الرياض للمسؤولين اللبنانيين بتسليم إدارة البلد الى حزب الله، المدعوم من إيران، خصمها الإقليمي اللدود.

وتُنسق باريس وواشنطن منذ فترة جهودهما للضغط على المسؤولين اللبنانيين بما يشمل فرض "عقوبات" على من يعرقلون تشكيل الحكومة.

وفرضت فرنسا، التي زار مسؤولون منها لبنان مرات عدة منذ الانفجار، قيوداً على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد، كما لوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات.

وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية. لكن الانهيار الاقتصادي، الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل تجعل تشكيلها أمراً ملحاً.

وتعمق الأزمة الاقتصادية معاناة اللبنانيين الذين بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، فيما خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90 في المئة من قيمتها أمام الدولار.

"حصار" على لبنان

وعلى وقع التدهور، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الثلاثاء المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، متحدثاً خلال لقائه عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية عن "حصار" على لبنان.

وردت السفيرة الفرنسية خلال اللقاء بتصريح عالي النبرة وصفت فيه الانهيار بأنه "نتيجة متعمدة لسوء الإدارة والتقاعس منذ سنوات، وليس نتيجة حصار خارجي". وقالت إن بلادها ودول أخرى "لم تنتظر هذا النداء لمساعدة لبنان"، في إشارة إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها للبنانيين.

ويصل السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان الأربعاء إلى بيروت لمتابعة ملف المساعدات الإنسانية، والتحضير لمؤتمر دعم ثالث للشعب اللبناني.

ونظمت فرنسا والأمم المتحدة مؤتمرين دوليين بعد انفجار المرفأ، قدّما إثره مساعدات انسانية عاجلة من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

وفي رسالة ختامية لمناسبة اتمام مهامه في لبنان، كتب رئيس بعثة السفارة البريطانية مارتن لنغدن الإثنين "من دون أي آفاق لقيام حكومة قادرة على السيطرة على الوضع، يتضاعف الخطر بثقله على مصير لبنان".

وقال "لا يمكنك إطلاق هذا المستقبل الأفضل إلّا إذا تحررتَ من أغلال تاريخك وغيّرت بشكل بنيويّ طريقة العمل السياسي والحكومي"، مضيفاً "أعذروا أسلوبي الجاف: ولكن في قلب لبنان شيء عفن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف