قال انه سيبحث في واشنطن سحب قواتها القتالية
الكاظمي للمليشيات: عبثيتكم خطر على العراق سنواجهه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان حكومته مصممة على مواجهة محاولات جماعات اللا دولة لاختراق الحصون الامنية موضحا انه سيبحث في واشنطن سحب قواتها القتالية.
واضاف الكاظمي في مقابلة مع قناة العربية الحدث مساء الاحد تابعتها "ايلاف" ان جماعات "اللا دولة" الذين لا يريدون الخير للعراق في اشارة الى المليشيات والذين يسعون لتحويله إلى ساحة للصراع "رسالتي لهم: أن لا خيار أمامكم سوى الدولة وأن الأعمال العبثية لا تخدم أحداً، لا تخدم العراق ولا دول المنطقة ولا مستقبل أبنائنا".
واكد ان هذه الجماعات لا تحمل الإحساس بالمسؤولية إنما تحمل الروح العبثية التي تضع مستقبل العراق في خطر".
واشار الى وجود تنسيق مع حكومة إقليم كردستان "وكما تحصل بعض التجاوزات في بغداد ومناطق العراق تحصل تجاوزات في الإقليم، وهذه الجماعات تحاول أن تخترق كل الحصون الأمنية لكن في المقابل هناك عمل جيد بين بغداد وأربيل وتنسيق ممتاز ونجحنا باعتقال مجموعات في الإقليم ومجموعات في بغداد".
وشدد بالقول "سنحمي كل مؤسسات الدولة العراقية ومن يحاول أن يتجاوز على مفهوم الدولة سيكون خارج إطار الدولة".
النظام السياسي
وشدد على ان النظام السياسي في العراق بحاجة إلى إعادة النظر فيه بالكامل، وكذلك الدستور .. وقال "نحتاج إلى آليات حقيقية صحيحة لخدمة المواطن..كانت مجالس المحافظات خطوة جيدة لكن الصراع السياسي أفسد عمل هذه المجالس".
ونوّه الى ان الفساد والصراع على النفوذ هما من أفسدا عملية تقديم الخدمات للمواطن ولهذا يتعيّن على الأحزاب المشاركة في الانتخابات أن تفكر بتقديم الخدمة العامة أولاً بدلاً من البحث عن الوجاهة والنفوذ السياسي.
زيارة واشنطن وطهران
وعن زيارته الى واشنطن واجتماعه مع الرئيس الاميركي جو بايدن في 26 من الشهر الحالي فقد اشار الكاظمي الى انها "تأتي لتنظيم العلاقات وسحب القوات المقاتلة.. مضيفاً "نتمنى بألا نكون ساحة لصراع الولايات المتحدة وإيران".. موضحاً أن الحوار الأميركي الإيراني سيحمل انعكاسات على المنطقة.
وأشار الى أن زيارته هذه تهدف الى "تنظيم العلاقات العراقية الأمريكية وانسحاب القوات القتالية..مؤكداً "لا حاجة للقوات القتالية الأميركية".
واضاف "سنذهب إلى واشنطن لتنظيم مستوى العلاقات العراقية الأميركية وخصوصاً التواجد الأميركي في العراق وعملية انسحاب القوات القتالية .. أميركا دولة مهمة وقوة عظمى ساعدت العراق في الحرب ضد داعش وهذه الزيارة لن تختص بالجانب العسكري فقط وإنما الجوانب الاقتصادية والثقافية والتعليم وكل ما يصب في مصلحة الشعب العراقي ومستقبل العلاقات بين البلدين".
الصراع الإيراني الأميركي
وقال "نتحدث مع الجانب الإيراني لأننا بحاجة للاستقرار وسأزور طهران بعد تنصيب رئيسها".
وشدد على ان العراق لا يرغب في أن يكون ساحة للصراع الأميركي-الإيراني، ونعمل بكل قوة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية لإبعاد شبح الصدام والاختلاف، ونعمل على المساعدة لإيجاد آلية للحوار بين إيران وأميركا لحل كل نقاط الخلاف بين الدولتين.
وشدد بالقول "ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك صراع في العراق، حيث ستكون له تداعيات إقليمية كبيرة جداً؛ ولهذا نعمل بكل جد على التهدئة تشجيع الحوار، نتفهم مخاوف إيران في بعض القضايا، وكذلك مخاوف الولايات المتحدة، ونعمل على إيجاد آليات للعمل والتوافق بين الدولتين".
واوضح "نتكلم مع الإيرانيين بكل صراحة، بأن العراق بأمس الحاجة إلى الاستقرار، ونحتاج إلى علاقات دولة مع دولة مع احترام خصوصية كل بلد، ويعمل الإيرانيون بكل جد لمساعدتنا في بناء الاستقرار والدعوة إلى التهدئة في العراق، إيران دولة جارة للعراق، ونحتاج إلى الحوار المستمر".
وقال "سنزور طهران، ولدينا ملفات كثيرة عالقة، وهناك مشتركات واجتهادات تحتاج إلى الحوار ووضع الحلول".. واشار الى انه إذا وصل الحوار الأميركي الإيراني إلى اتفاق ستكون انعكاساته ليست فقط على العراق إنما على المنطقة عموماً، ونتمنى لهذه المفاوضات أن تتم وتنجح لكي تضع حداً لهذا النزاع الطويل.
مع السعودية
وأكد الكاظمي أن علاقة العراق مع السعودية ممتازة جدا.. مضيفاً "ولي العهد السعودي (الامير محمد بن سلمان) صديق شخصي وأفرح لجهوده الإصلاحية".
واضاف انه قد تم افتتاح منفذ عرعر مع السعودية بعد 30 سنة على إغلاقه، "ونعمل بكل الجهود على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".
واشار الى ان هناك من لا يتمنى للعراق أن يكون عراقاً طبيعياً في الداخل والخارج، وهناك من يعتقد أن التقوقع والانعزال هو الأفضل فيكون متطرفاً في أفكاره كما أن هناك أطرافاً عراقية تسعى لأن يتمتع العراق بعلاقات جيدة مع كل جيرانه وبالأخص مع محيطه العربي ومع العالم".
واكد الكاظمي انه يعمل على رفع اسم العراق من قائمة الدول المتهمة بغسيل الأموال، بعد أن أوفى العراق بكل التزاماته، ونبحث عن تطوير العلاقات مع أوروبا لما يمكن أن تقدمه للعراق في مجال الإعمار والاستثمار.
وشدد على أنه لن يسمح بأن تكون بلاده منطلقا لتهديد الجيران.. وقال "حماية الحدود أولوية والثغرات قليلة جداوقد نجحنا في اعتقال عشرات الإرهابيين على الحدود مع سوريا".
وعن تنظيم داعش قال إن هذا التنظيم الإرهابي يحاول استغلال الظروف ويبحث عن عمليات إعلامية لا نوعية.
قاتل الهاشمي
وعن عملية اغتيال الخبير الامني الاستراتيجي هشام الهاشمي في السادس من تموز يوليو عالم 2020 قال الكاظمي "منذ اللحظة الأولى وعدنا الشعب العراقي، وعائلة الراحل الهاشمي بملاحقة القاتل وأنه سيكون في قبضة العدالة وكشفنا جميع المشاركين بالعملية، لكن بعضهم هرب إلى خارج العراق، وتم اعتقال أحد المجرمين".
واشار الى ان المجرم الذي أُلقي القبض عليه موظف في وزارة الداخلية لكنه ينتمي إلى جماعات خارجة على القانون والقضاء سيقول كلمته الحاسمة في مجريات هذه القضية. واضاف "وعدنا شعبنا بملاحقة كل القتلة؛ ولهذا فإن قتلة الراحل أحمد عبد الصمد هم اليوم في قبضة العدالة، وفرق الموت التي اغتالت مجموعة من النشطاء هم اليوم في قبضة العدالة والذين قتلوا بعض المتظاهرين في بغداد، هم أيضاً في قبضة العدالة".. واشار الى ان هناك تشكيك في كل خطوة نخطوها لتحقيق العدالة؛ لكننا بالتأكيد سنواصل مطاردة كل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي".. مؤكداً أن اعتقال قتلة الناشطين دليل على قوة حكومة الكاظمي".
فساد التعيينات
واكد الكاظمي ان الفساد هو السبب الرئيس في الحرائق التي شهدتها المستشفيات وكذلك المحسوبية والموظفون الذين يتم تعيينهم في مواقع حساسة بقوة الأحزاب السياسية هم أيضاً السبب في هذه المشكلة.
واضاف ان حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد تبعه تحقيق، وصدرت توصيات تتعلق بالسلامة العامة، لكن مع الأسف الشديد لم يتم الالتزام بها في بعض المستشفيات، ووجهنا بالتحقيق في حادث المستشفى بالناصرية وذهب وفد حكومي إلى هناك، وستكون هناك إجراءات لمحاسبة المقصرين والمسؤولين عن هذا الحدث".
تخريب الكهرباء
وتمنى ان ألا تكون الغايات السياسية وراء تخريب أبراج الكهرباء وذلك بعدما استهدفت خطوط نقل الطاقة في عدة مناطق مؤخراً بأعمال تخريبية مما أدى إلى توقف الخطوط عن العمل.
وشدد على وجوب إصلاح قطاع الكهرباء الذي يعاني من الفساد منذ عام2003، مضيفاً أن 85% نسبة إنجاز الربط الكهربائي مع دول الخليج حاليا.
ونوه الى ان العراق "يحاول أن يبحث عن بدائل خارجية تكون احتياطاً لنا، لكن ينبغي أن يكون لدينا إنتاج داخلي يوفر خدمة الكهرباء للمواطنين وهذا يحتاج للكثير من الوقت والصبروإصلاح منظومة الفساد داخل وزارة الكهرباء.
الانتخابات
واوضح ان رئيس الوزراء العراقي أن ظروف قبوله للمنصب جاءت نتيجة انهيار شامل وقال "لو لم أقبل المنصب لشهدنا حربا أهلية نتيجة الانهيار آنذاك". وأضاف "سنعمل بكل جد لإجراء الانتخابات في موعدها"..مؤكداً "واهم من يعتقد أنني أسعى لتأجيل الانتخابات للذهاب لحكومة طوارئ".
وزاد "سنحمي الانتخابات وأدعو الناشطين للمشاركة بقوة وتحفيز الناس".. وقال أنه تحقق مطلب العراقيين بمراقبين دوليين للانتخابات مشيرا الى دعم مفوضية الانتخابات بموازنة خاصة. وتابع "عدم مشاركتي في الانتخابات رسالة بان حكومتي حيادية وخادمة للشعب".
وبين انه سيدعو الى اجتماع للرئاسات الثلاث والقوى السياسية والفعاليات الاجتماعية لاعلان مبادئ المنافسة الشريفة بالانتخابات.
وأضاف "متفائل بالانتخابات ونأمل بمشاركة واسعة".. داعياً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى مشاركة تياره في الانتخابات.
ثلاث محاولات اغتيال
واوضح انه أنه تعرض الى 3 محاولات اغتيال وقال "أنا لست قلقا أو خائفا".
ووقال أنه عند تسلمه الحكومة وجد الطائفية متوغلة بالجيش والقوى الأمنية وقال إن المؤسسة العسكرية تحتاج لهوية وطنية عراقية بعيدا عن المذهبية. وبين انه اختار سياسة الصمت لا الصدام .. واعتبر انه تم تضخيم التجاوزات من المؤمنين باللادولة".
الحشد مؤسسة دستورية
وأكد إن الحشد مؤسسة دستورية ولاؤها للقائد العام للقوات المسلحة مضيفاً "الحشد الشعبي مؤسسة فتية يحصل فيها كثير من المشاكل".
وقال ان جماعات اللادولة تستهدف البعثات الدبلوماسية وقوات التحالف بهدف تحويل العراق إلى ساحة صراع.
وأكد اتخاذ خطوات جدية لحماية البعثات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الحكومة مسؤولة عن السيادة وعليها حماية البعثات مشددا علىأن القرار السيادي عراقي بامتياز.
ودعا الى عدم التخوف قائلا "من بعض الأحداث التي تقع هنا أو هناك قد يحدث هذا في الحشد أو في الجيش وفي كل مؤسسات الدولة. العراق ما زال غير مستقر، ومن الطبيعي أن نرى بعض المؤاخذات على بعض مؤسساتنا لأنها فتية وتحتاج إلى ضوابط وإعادة الترتيب".
امنحوني فرصة
ووجه الكاظمي رسالة إلى المواطنين بمناسبة حلول عيد الأضحى مفادها "أقول لكل المواطنين: كل عام وأنتم بخير فليكن لدينا إيمان بالمستقبل، فأنا ورثت فشل حكومات 17 عاماً .. أعطوني فرصة ولنتعاون سوية لإصلاح ما يمكن إصلاحه خلال الفترة القصيرة".
ودعا العراقيين إلى "المشاركة في الانتخابات قائلا "غيروا واقعكم بالانتخابات فليس لدينا خيار آخر غير صناديق الاقتراع وأبعدوا السلاح ولنفتح صفحة جديدة في تاريخ العراق".
الحاجة للابتعاد عن الطائفية
وشدد بالقول "نحتاج للابتعاد عن المذهبية والطائفية لبناء الدولة والولاء الوطني"..مشيراً إلى أنه اختار "سياسية الصمت لا الصدام أمام تجاوزات من يؤمنون بسياسة اللادولة والحوار هو الحل".
واشار قائلا "طالما قبلت بهذا المنصب، فسأتحمل كل تبعاته، نعم تعرّضت لثلاث محاولات اغتيال، وأنا مؤمن بأن الله سبحانه قد كتب الساعة التي أكون فيها خادماً لهذا الشعب، والساعة التي أغادر بها، هذا الموضوع لا يقلقني أبداً".
وشدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالقول في الختام " لا أخشى أي مجموعة أو طرف، وما يثير خوفي وقلقي هو مستقبل أطفال العراق؛ لأن بعض السياسات الخاطئة في الماضي قد تأخذ العراق باتجاه خاطئ، والمطلوب العمل على حماية العراق وكرامته، فالعراقيون يستحقون هذه الجهود، والعراق ليس دولة عبثية أو دولة بسيطة".
وكان الكاظمي قد تولى رئاسة الحكومة العراقية في الثامن من ايار مايو 2020 اثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وتولي الكاظمي المسؤولية.