أخبار

مع وصول حركة طالبان إلى بعد نحو خمسين كيلومترا عن العاصمة كابول

بايدن العالق في الأزمة الأفغانية يواجه انتقادات من كل الاتجاهات

جو بايدن كان نائبا للرئيس حين وصل إلى قاعدة أميركية في ميدان شار، ولاية وردك، أفغانستان في 11 كانون الثاني/ يناير 2011
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: يواجه جو بايدن أحد أكبر الاختبارات في بداية ولايته الرئاسية مع الانهيار الذي تشهده أفغانستان حيث باتت حركة طالبان على بعد نحو خمسين كيلومترا عن العاصمة كابول.

كان الأسبوع قد بدأ بأجواء إيجابية في البيت الأبيض حيث تم الاحتفاء بالدعم الواسع في مجلس الشيوخ لخطة بايدن للاستثمارات "التاريخية" في البنية التحتية. لكن الأسبوع انتهى بسيل الانتقادات بينما في أفغانستان حيث وصلت حركة طالبان إلى مشارف كابول بينما تخطط واشنطن لإرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي لإجلاء دبلوماسييها.

انتقادات

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي إن إدارة بايدن "سلمت كما كان متوقعا دولة بأكملها للإرهابيين".

ومع أنه اعترف ببعض التحفظ بأن الرئيس السابق دونالد ترامب هو من أطلق الانسحاب بعد عشرين عامًا من الحرب التي بدأت ردًا على هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، اتهم الرئيس الديموقراطي بتسريع الأزمة عبر "إفشال" هذه العملية.

وجاءت انتقادات مكارثي غداة هجوم شنه نظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي تحدث عن "كارثة متوقعة" ودعا بايدن إلى دعم الجيش الأفغاني ضد طالبان بمساندة جوية أولا.

الفوضى المأساوية

أما الرئيس الجمهوري السابق فقد استنكر في بيان "الفوضى المأساوية".

وفي مؤشر إلى حجم الأزمة لا تأتي الانتقادات القاسية فقط من الجانب الجمهوري، إذ صدر بعضها عن وسائل إعلام تحرص عادة على مراعاة جو بايدن.

تعرض شبكة "سي ان ان" بشكل متكرر لقطة يقول فيها بايدن مطلع تموز/يوليو إن "احتمال أن تسيطر طالبان بشكل كامل على البلاد وتحكمها غير مرجح".

وكتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية الخميس "أرواح الأفغان التي دمرت أو فقدت ستظل جزءا من الإرث" السياسي لبايدن.

وصرح أندرو وايلدر الخبير في شؤون أفغانستان وعضو "المعهد الأميركي للسلام" للصحافيين الجمعة أنه مثل كثيرين "فوجئ بالسرعة التي تغير فيها الوضع" في هذا البلد، مدينا الانسحاب الذي اعتبر أنه "غير منظم و غير مسؤول".

واضاف أنه "من الصعب ألا نستنتج أن الأمر الذي لعب دورا حاسما في كل هذا لم يكن الانسحاب الأميركي بل الطريقة التي انسحبنا بها".

وقعت الولايات المتحدة في 29 شباط/فبراير 2020 في عهد ترامب اتفاقية مع طالبان تعهدت بموجبها واشنطن بسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان قبل الأول من أيار/مايو 2021.

في نيسان/أبريل الماضي أكد جو بايدن الانسحاب العسكري الكامل لكنه أرجأ موعده إلى 11 أيلول/سبتمبر ثم إلى 31 آب/أغسطس.

بايدن وكلفة الحرب

وفي محاولة للنأي بنفسه صرح الرئيس السبعيني الثلاثاء أنه ليس نادما على قراره مشيرا إلى كلفة هذه الحرب الطويلة: أكثر من ألف مليار دولار في عشرين عاما ونحو 2500 جندي أميركي قتيل.

وأكد أن الأفغان "يجب أن يمتلكوا الإرادة للقتال" من أجل أنفسهم.

ويذكر الرئيس الديموقراطي الذي يقول إنه يحتفظ بشكل دائم بسجل لعدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في أفغانستان والعراق بأنه "أول رئيس منذ أربعين عاما يعرف معنى أن يكون هناك طفل يخدم في منطقة حرب". وكان نجله بو الذي توفي في 2015 بالسرطان قد خدم في العراق.

وضاعف البيت الأبيض الجمعة رسائله حول المشاريع الهائلة للاستثمارات معولًا في ما يبدو أنه مجازفة على أن الأميركيين سيواصلون تأييد هذا الانسحاب الذي تؤكد استطلاعات الرأي أنه يحظى بشعبية.

تأييد

وكتبت منظمة المحاربين القدامى التقدمية (فوتفيتس) الجمعة "يجب الإشادة بالرئيس بايدن لامتلاكه القوة لمعارضة الذين يريدون حروبا لا نهاية لها".

وقال براين كاتوليس من "مركز التقدم الأميركي" البحثي اليساري إنه "لا يمكن التكهن" برأي الأميركيين.

وصرح لوكالة فرانس برس "اذا رأينا سلسلة من الفظائع تضرب الافغان وحدهم" فقد لا يبالون، "ولكن إذا طالت أميركيين فكل شيء يصبح ممكنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف