دعوة أممية لمحاربة عنف وإرهاب يهددان استقرار العراق
نزوحٌ جماعي من ديالى العراقية ومخاوف اتساع فتنة طائفية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: فيما وقع مواطنو قرى بمحافظة ديالى العراقية ضحايا لداعش والمليشيات في عمليات انتقام طائفية فقد نزح العشرات منهم الخميس الى مركز المحافظة حيث فُتحت المساجد لايوائهم بينما دعت الامم المتحدة لمحاربة تهديدات الإرهاب والعنف المستمرة التي تقوض استقرار العراق.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في بيان اليوم ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" انها تدين بشدّةٍ الهجمات الشنيعة التي وقعت في ديالى مساء الثلاثاء والتي تسبّبت في سقوط العديد من القتلى والجرحى معربة عن خالص تعازيها لأُسر الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
ودعت البعثة السلطات العراقية إلى "إجراء تحقيقٍ كاملٍ في الهجمات وبذلِ كلّ جهدٍ ممكنٍ لضمان سلامة وأمن جميع المواطنين". وشددت على انه "من أجل محاربة تهديدات الإرهاب والعنف المستمرة التي تقوض استقرار العراق فإن الوحدة الوطنية أمرٌ أساسيّ. وأولئك الذين يسعون إلى إيقاع الأذى وإحداث الفُرقة لا يمكنهم فعل ذلك إذا ما وقف العراقيون صفاً واحداً".
قيادات أمنية
ومنذ يومين تتوجه قيادات امنية عليا الى محافظة ديالى شمال شرق بغداد من اجل فرض الامن هناك بعد هجوم نفذه تنظيم داعش ضد سكان قرية شيعية فردت المليشيات بهجوم انتقامي ضد اهالي قرية سنية مجاورة.
وتوجه اليوم الى هناك وفد امني برئاسة مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي وعضوية وزير الداخلية عثمان الغانمي ورئيس أركان الجيش ونائب قائد عمليات المشتركة بالإضافة إلى وزيرة الهجرة. وكان رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يارالله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، قد تفقدا امس الاربعاء موقع الجريمة الإرهابية في قضاء المقدادية شمال شرقي محافظة ديالى.
مستشار الامن القومي العراقي ووزيري الداخلية والهجرة وقيادات أمنية لدى وصولهم اليوم الخميس الى منطقة احداث العنف (الاعلام الامني)
واليوم نفت وزارة الداخلية الداخلية معلومات أشارت إلى إطفاء كاميرات المراقبة الحرارية قبيل الهجوم الذي وقع في قضاء المقدادية.
وأكد اللواء سعد معن مدير العلاقات والاعلام في الوزارة عدم صحة تصريحات نقلته عنه حول فتح تحقيق في إطفاء كاميرات المراقبة قبيل الهجوم في قضاء المقدادية".. واوضح معن في بيان مقتضب ان تصريحه جاء رداً على سؤال بهذا الصدد حيث اشار الى ان "هنالك لجنة تحقيقية فنية تحقق في ملابسات الحادث وهي من ستعطينا النتائج ولا يجب أن نستعجل في الإجابة".
هجوم من داعش والمليشيات
وقال شهود عيان في المنطقة ان تنظيم داعش قد هاجم قرية الرشاد "الهواشة" بقضاء المقدادية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد والتي يسكنها مواطنون شيعة استهدفهم التنظيم لايقاع فتنة طائفية في المحافظة التي يسكنها خليط من المكونات العراقية حث قتل 15 مواطنا مدنيا واصاب 22 آخرين.
وبعد ساعات من ذلك قام مسلحون يعتقد انهم ينتمون الى مليشيات الحشد الشعبي بمهاجمة قرية نهر الامام السنية القريبة وقاموا بقتل عدد من الرجال والاطفال والنساء. وأظهر فيلم فيديو بثته وكالة "صابرين نيوز" التابعة لمليشيا عصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي والموالية لايران عجلات يستقلها مسلحون وفي الخلفية نيران تشتعل في البساتين والسيارات والبيوت التابعة للقرية.
وابلغت مصادر من محافظة ديالى "ايلاف" في اتصال هاتفي ان الهجوم الانتقامي على قرية نهر الامام اسفر عن مقتل 10 اشخاص وعدد اخر من المصابين وعشرات العائلات النازحة وإضرام النار بحوالي 20 منزلا ومركزا صحيا ومسجدا وعشرات السيارات.
المجمع الفقهي يدعو لاجراءات تأد الفتنة
واليوم دعا المجمع الفقهي العراقي لكبار علماء السنة في البلاد الحكومة المركزية الى معالجة ميدانية عاجلة لوأد الفتنة واطفاء شرارتها.
واشار المجمع في بيان حصلت "ايلاف" على نصه الى ان محافظة ديالى "تنعم منذ مدة باستقرار أمني نسبي فتحركت الايادي المجرمة لتشعل فتيل فتنة تحرق الاض من جديد فشهد قضاء المقدادية في المحافظة جريمة ارهابية استهدفت ابناء قرية الرشاد الهواشة فتحركت اثرها مجاميع مسلحة نفذت هجوما موسعا على قرية نهر الامام وارتكبت جرائم اعدام ميدانية طالت عددا من ابناء القرية ونسائها واطفالها اضافة الى عمليات حرق منازل وجامع ومركز صحي ومساحات شاسعة من البساتين وسيارات".
بيان المجمع الفقهي عن احداث محافظة ديالى العراقية (اعلام المجمع)
وعبر المجمع الفقهي عن امتعاضه "من اداء الاجهزة الامنية في المحافظة تجاه هذه الخروقات وعجزها عن حماية ارواح المواطنين".
وطالب الحكومة المركزية بتحمل مسؤولياتها وبذل اقصى الجهود في ردع الارهابيين والخارجين على القانون بكل الوسائل الممكنة وضرورة المعالجة الميدانية العاجلة لوأد هذه الفتنة واطفاء شرارتها وفتح تحقيق في هذا الخرق الامني وتهاون الاجهزة الامنية وعدم تحركها لمنع وقوع جرائم الاعداموالحرق والتجريف".
نازحون يتدفقون على مركز المحافظة
وازاء تطور هذه الاحداث يستمر منذ أمس تدفق النازحين من قضاء المقدادية بمحافظة ديالى نحو مدينة بعقوبة عاصمة المحافظة حيث شرع الوقف السني بفتح أبواب المساجد والمرافق التابعة له لإيواء العوائل الهاربة من جرائم تنظيم داعش والمليشيات المسلحة.
وقال مدير الوقف السني في المقدادية قصي الخزرجي إنه "نتيجة للأعمال الارهابية التي حدثت خلال اليومين الماضيين في المقدادية وكان لها تداعيات وردود فعل أدت إلى نزوح العشرات من العوائل إلى مناطق مختلفة بينها مركز مدينة بعقوبة حيث جرى فتح المساجد والقاعات والمرافق التابعة لمديرية الوقف السني.
وأضاف أنه "تم توزيع مبلغ 500 ألف دينار لكل عائلة نازحة كمنحة مستعجلة حيث تم تسليم هذه المعونات المادية لـ 41 عائلة فيما تم اليوم التوزيع على 25 عائلة أخرى كما نقلت عنه وكالة "ناس" الهراقية .. مؤكدا ان تدفق النازحين مازال مستمراً وهناك منهم جرحى وآخرون قُتلوا تم دفن بعضهم بينما تنتظر جثث آخرين في المستشفيات.
وأشاد مدير الوقف السنيي "بدور المواطنين الذين قدموا مساعدات مختلفة للعوائل النازحة".. معتبراً إياه "دليلاً على وحدة الشعب العراقي". ودعا الحكماء والعقلاء والحكومة العراقية إلى وقفة من أجل استباب الأمن وعودة الحياة الى طبيعتها.. وقال أن "العوائل لا تزال تتوافد ورسالتنا للمواطنين الاستمرار بتقديم الدعم للنازحين حتى نتمكن من السيطرة على الأعداد لحين رجوع العوائل الى منازلها".
الهاشمي: تغيير ديمغرافي
ومن جانبه كتب نائب رئيس الجمهورية العراقي السابق المقيم خارج البلاد حاليا تدوينة على فيسبوك تابعتها "ايلاف"
واضاف "اكتملت فصول المسرحية الان بتهجير سكان قرى "#نهر_الامام والميثاق واطراف الهواشة" في #المقدادية / #ديالى بحجة الدفاع عنهم من المليشيات !! التغيير الديمغرافي الطائفي يتواصل ... والحجة على الدوام "الارهاب" والمواطن البرئ ضحيته".
وقال انه "سيناريو يتكرر والارهاب وبندقية للايجار والاتهام مدبر والضحية لاحول ولا قوة والمليشيات جاهزة والفرصة سانحة والظرف مواتي فلماذا لايجري التعدي على بني تميم كي يتهم المهداويين ولماذا لاتحترق قرية الرشاد كي تحترق بعدها قرية نهر الامام وتسيل الدماء الزكية من الطرفين ويهجر الناس".
وزاد قائلا "العار كل العار لسياسي حاول ان يزرع فتنة ودفع الابرياء للتضحية ثمنا لسقوطه المدوي وفشله" في اشارة الى هزيمة سياسيين موالين لايران في الانتخابات الاخيرة .. وقال "العار لمسؤول قادر على حماية الابرياء من قتلة مأجورين لكنه لايفعل عاجز او متعجز".
وختم الهاشمي تدوينته قائلا "بعد سنوات من الامل العراق يعود الى المربع الاول .. يا لوعتي على وطني".
اقتتالٌ سياسي طائفي
ومن جهته اعتبر المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب وهو مركز حقوقي مستقل يعمل على رصد وتوثيق الإنتهاكات في العراق مسجل في المملكة المتحدة ان ماجرى في محافظة ديالى هو اقتتال سياسي طائفي.
واشار المركز في بيان صحافي الخميس تابعته "ايلاف" الى ان جماعات مسلحة ترتدي زي الحشد الشعبي وتستقل سيارات عليها اعلام ورايات الحشد قد نفذت مساء الثلاثاء اعدامات ميدانية ضد 8 مدنيين بينهم موظفين وطالب جامعي ومتقاعدين وامرأتين واصابة 9 اخرين بينهم اطفال ونساء وقامت بحرق بساتين ومنازل وسيارات كما احرقت مسجد الرحمن ومركزا صحيا في القرية.
ونقل المركز عن شهود عيان واهالي الضحايا قولهم ان سكان قرية الامام قد استنجدوا بالجيش والاجهزة الامنية لحمايتهم دون جدوى. واشار الى انه قد سبقت هذه الجريمة جريمة اخرى قتل فيها 10 مدنيين واصابة آخرين من عشيرة بني تميم في قرية الهواشة في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى وهو ما يشير الى وجود مخطط لاشعال فتنة طائفية بين اهالي محافظة ديالى لاهداف سياسية متعلقة بنتائج الانتخابات الاخيرة لدوافع حزبية وسياسية وطائفية تم التنسيق بها مسبقا.
واضاف ان هذه المؤشرات الخطيرة تجعل من الانتخابات التي من المفترض ان تكون عملية ديمقراطية بداية لارتكاب جرائم ضد الانسانية ودفع العراق الى فوضى مىمرة اخرى فالعديد من الجماعات المسلحة التي تقف وراء عمليات القتل الاخيرة هي جماعات تابعة لاحزاب سياسية تنشر الفوضى لترسيخ منهج الحكم القائم على حساب حقوق الانسان والمواطنة.
يشار الى ان العراق كان قد أعلن أواخر عام 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد مسلحيه من كل المدن الرئيسية التي سيطر عليها منتصف عام 2014 لكن خلاياه المسلحة مازالت تنتشر في مناطق متعددة من البلاد وتقوم بين فترة واخرى بشن هجمات على العسكريين والمدنيين من دون ان تتمكن من السيطرة على اي منها.
التعليقات
هذا ما اتريده ايران
حسن -تهجير السنه من مناطقهم هذا ما تريده ايران تفجيرات ديالى كانت رساله على فشل مطاياها في انتخابات العراق كما انها رساله تهديد الى الشعب العراقي والحكومة بانه لو اتخلوني وحدي العب ( اسرق واقتل وافجر وعصاباتي من الحشد والولاءين تفعل ما تشاء) لو اخرب الملعب تفجيرات ديالى تطرد الاستقرار والاستثمار وتزيد الشك والقلق حول مستقبل العراق وتمنع العراق من تخطي القفص الذي حبسته فيه ايران هذه احسن هديه من العجم الذين يتشدقون بحبهم لأرض الامام