أخبار

"نتحضّر لسلوك سبيل آخر"

مباحثات الاتفاق النووي الإيراني تستأنف في فيينا وواشنطن تشكّك بنجاحها

الموقع حيث تقام المفاوضات النووية في فيينا في صورة التقطت في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2021
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: باشرت الولايات المتحدة "تحضيرات" في حال إخفاق السبل الدبلوماسية لتسوية أزمة البرنامج النووي ألإيراني ما يؤشّر إلى أنّ واشنطن لم تعد تؤمن كثيراً بنجاح المباحثات التي استؤنفت الخميس في فيينا.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّه "نظراً لاستمرار تقدّم البرنامج النووي الإيراني، طلب الرئيس من فريقه الاستعداد لاحتمال فشل السبل الدبلوماسية. هذا يتطلّب تحضيرات"، مشيرة إلى "عقوبات إضافية" على طهران.

وأضافت "اقترحنا سبيلاً دبلوماسياً وهذا السبيل لا يزال مفتوحاً. ونحن نتحضّر لسلوك سبيل آخر" في حال الضرورة.

وبحثت الولايات التي تواصل تشديد لهجتها حيال إيران في الأسابيع الأخيرة، مع إسرائيل الخميس في البنتاغون في إجراء مناورات عكسرية مشتركة للتصدي لطموحات طهران النووية.

مناورات عسكرية مشتركة
وتحدّث وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن لدى استقباله نظيره الإسرائيلي بيني غانتس عن مناورات عسكرية مشتركة أجريت قبل فترة قصيرة في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين.

وقال "سنواصل تطوير هذه الهندسة الأمنية الاقليمية من خلال تعاون عسكري وتدريبات ومناورات".

ومن شأن هذه التصريحات أن تلقي بظلّها على المفاوضات التي انطلقت مجددا في فيينا في محاولة لانقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم العام 2015.

وكان الدبلوماسيون افترقوا الجمعة في أجواء خلاف إذ اتهم الغربيون طهران بالتراجع بالمقارنة مع الوضع في الربيع.

وصرّح منسق الاتحاد الأوروبي الذي يقود المفاوضات إنريكي مورا للصحافيين أنه بعد "مشاورات مفيدة في العواصم (...) عادوا بتصميم متجدد على العمل بجد".

وستستمرّ الآن اللقاءات الثنائية واجتماعات الخبراء.

وأضاف مورا "سنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة. إنّها مهمّة صعبة. يجب أن نردم هوة الخلافات بين المواقف".

وأكّد أنّ "الشعور بأن الأمر ملحّ"، وهو التعبير الذي يرد باستمرار في هذا الملف، "أكثر حدة مما هو عادة".

واستمر اجتماع رؤساء الوفود من مختلف الأطراف (روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) الذي بدأ قرابة ظهر الخميس (11,00 ت غ) في قصر كوبورغ الفندق الفخم في العاصمة النمسوية أكثر من ساعة واحدة بقليل.

وتحدّث السفير الروسي ميخائيل أوليانوف عن "أجواء بنّاءة". وقال لوكالة تاس الروسية "نجحنا في توضيح سلسلة من سوء التفاهمات كانت قد خلفت توترًا معيّنًا".

وبذلك استؤنفت الجولة السابعة من المفاوضات بعد دورة الربيع من المفاوضات. فقد بوشرت في نيسان/أبريل وعلّقت في حزيران/يونيو بسبب انتخاب رئيس إيراني جديد. ولم تستأنف سوى في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويُفترض أن ينضمّ الموفد الأميركي روب مالي الذي يشارك بشكل غير مباشر من خلال الأوروبيين، إلى المحادثات في نهاية الأسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الأربعاء "يجب أن نعرف بسرعة ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى التفاوض بحسن نية"، محذرا من أن "الوقت" أصبح "ضيقا جدا".

من جانبها جددت طهران رغبتها في "التفاوض بجدية". وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إنّ "إصرار الطرفين على مواصلة المحادثات يظهر أنهما يسعيان إلى التوفيق بين مواقفهما".

من جهته، تحدث وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان مساء الأربعاء.

وأعلنت طهران أنّ "وفداً من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية سيتوجه إلى فيينا للقاء ومناقشة مسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، المكلفة مراقبة الطبيعة السلمية للأنشطة النووية.

أقصى درجات اليقظة
وفي مؤشر على الريبة الإيرانية، حضّ أحد أهمّ المراجع الدينية الشيعية في إيران دبلوماسيي بلاده على توخي أقصى درجات اليقظة.

وقال المرجع الديني آية الله عبد الله جوادي آملي "علينا أن نلتزم الأعراف الدولية. علينا أن نصافحهم، لكن بعدها مباشرة علينا أن نعدّ أصابعنا".

وتهدف محادثات فيينا إلى إحياء الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة. وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قررت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديا منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. من جهتها، قامت الأخيرة بعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، بالتراجع تدريجا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

وأبدى الرئيس الحالي جو بايدن رغبة في العودة إلى الاتفاق بشرط أن تجدد طهران أيضًا التزاماتها، لكن المفاوضات تتعثر لاسيما بشأن طبيعة ومدى العقوبات التي سترفعها واشنطن وضمانات تطالب بها الجمهورية الإسلامية.

وحذّر الأميركيون إيران من أنهم لن يقبلوا بأن تعرقل طهران المفاوضات لوقت طويل، في وقت تعمل الأخيرة على تطوير برنامجها الذري، لكن بدون تحديد موعد نهائي حتى الآن.

وفي تقرير نُشر الخميس، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "مماطلات جديدة" قد "تقوّض الثقة بقدرة الاتفاق على ضمان أن يبقى البرنامج النووي الإيراني سلميا حصرًا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف