الحاجة ملحة لتقليص البرنامج
الولايات المتحدة ترى تقدماً محتملاً في المفاوضات النووية مع إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: رأت الولايات المتحدة تقدّماً محتملاً في المفاوضات مع ايران، لكنها انضمت إلى المفاوضين الأوروبيين في التشديد على الحاجة الملحة لتقليص البرنامج النووي الايراني.
واستؤنفت الإثنين المفاوضات في فيينا في محاولة جديدة لإحراز تقدم بهدف إحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 الذي يكبح نشاطات إيرانية النووية مقابل رفع العقوبات عنها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس للصحافيين في واشنطن "قد يكون هناك بعض التقدم المتواضع الذي تم إحرازه".
وأضاف "لكن بطريقة او بأخرى من المبكر القول إلى أي مدى كان هذا التقدم جوهرياً. على الأقل نعتقد أن أي تقدّم تحقّق لا يرقى إلى خطى إيران النووية المتسارعة".
عقوبات اقتصادية
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انسحب أحادياً عام 2018 من الاتفاق الذي يسمى رسمياً "خطة العمل الشاملة المشتركة"، معيداً فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وردت الأخيرة بعد نحو عام من ذلك، بالتراجع تدريجياً عن العديد من التزاماتها الرئيسية بموجب الاتفاق.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب عزمه على إعادة بلاده إلى الاتفاق، لكن شرط عودة إيران إلى الامتثال لالتزاماتها. في المقابل، تؤكّد طهران أولوية رفع العقوبات وضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجدداً.
وبدأت محادثات فيينا بعد انتخاب بايدن لكنها توقفت في حزيران/يونيو خلال الانتخابات الإيرانية التي أوصلت إلى السلطة حكومة محافظة متشددة، قبل أن يتم استئنافها أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
وشدّدت الدول الأوروبية الثلاثاء على "الطابع الملح" لإنجاز المفاوضات في وقت تقترب فيه طهران "بشكل كبير" من مخزون اليورانيوم الضروري لصنع قنبلة ذرية.
وقال مفاوضون من الدول الأوروبية الثلاث الأطراف في اتفاق العام 2015 وهي فرنسا وألمانيا وبريطانيا غداة استئناف المفاوضات في فيينا "هذه المفاوضات ملحة".
وأضاف هؤلاء "من الواضح أننا نقترب من نقطة يكون فيها التصعيد النووي الإيراني أفرغ الاتفاق من مضمونه"، مشددين على أن الوقت المتاح يقاس "بالأسابيع وليس بالأشهر لانجاز المفاوضات".
وحذرت إسرائيل العدو اللدود لإيران من اللجوء إلى خيارات عسكرية في حال بلغت طهران قريبًا "العتبة النوويّة"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية.
وحذرت إدارة بايدن أيضاً من العودة لممارسة الضغوط إذا فشلت المفاوضات وواصلت إيران أنشطتها النووية.
تخصيب اليورانيوم
وأعلنت إيران في نيسان/أبريل أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 % أي أعلى بكثير من عتبة 3,67 % المنصوص عليها في الاتفاق الدولي، مقتربة من نسبة 90 % الضرورية لصنع قنبلة ذرية مع أنها تنفي أن تكون لديها نية بذلك.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي السبت أن لا خطط لدى طهران لتخصيب اليورانيوم بما يزيد عن 60 بالمئة، حتى لو فشلت مفاوضات فيينا.
وأشار إسلامي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" إلى أنّ مستويات التخصيب مرتبطة باحتياجات البلاد.
وشدد المفاوضون الاوروبيون على مستوى تخصيب اليورانيوم من قبل إيران الذي يقربها بشكل خطر من العتبة النووية.
وقال المفاوضون أنفسهم "نأخذ علما بتعليق رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ومفاده أنّ إيران لن تخصب (اليورانيوم) فوق نسبة 60 % إلا أنّ تخصيب اليورانيوم عند نسبة 60 % غير مسبوق في دول لا تمتلك السلاح النووي".
وأضافوا "زيادة مخزونات اليورانيوم إلى 60 % تقرب إيران بشكل كبير من الحصول على المواد الانشطارية التي يمكن استخدامها في صنع سلاح نووي".
المفاوضات مع إيران
وتشارك في المفاوضات مع إيران أيضا كل من الصين وروسيا. وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وقال منسق الاتحاد الأوروبي أنريكي مورا الذي يترأس المفاوضات الإثنين إنّ كل الأطراف أظهروا "نية واضحة للعمل على إنجاح هذه المفاوضات" لكنه توقع "مفاوضات صعبة جداً في الأيام والأسابيع المقبلة".
ورأى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) الثلاثاء أن المفاوضات "على الطريق الصحيح".
وأضاف "مع الإرادة الحسنة وجدية الأطراف الأخرى يمكننا أن نأمل بـ(التوصل) إلى اتفاق في مستقبل قريب".
وقال الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن فريق العمل حول المسائل النووية أجرى "اجتماعاً مفيداً".
وأضاف في تغريدة "نلحظ تقدماً أكيداً"، موضحاً أن رفع العقوبات "يناقش بشكل نشط" بطريقة غير رسمية.