أخبار

التفجيرات السياسية تمتد إلى كركوك والبصرة

العراق: موالو إيران يدفعون لتحويل الصراع السياسي إلى مسلح

مواطنون أمام مكتب النائب الكردي لرئيس البرلمان العراقي في كركوك اثر تعرضه لتفجير قنبلة مساء الاربعاء 19 كانون الثاني يناير 2022 (شفق نيوز الكردية)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ايلاف من لندن: وسط مخاوف عراقية من تحول الصراع السياسي في الى نزاع مسلح تغذيه المليشيات الموالية لايران باستهدافها للقوى السنية والكردية فقد تعرض مكتب نائب كردي في كركوك ومصرف وشركة أمنية في البصرة فجر الخميس لتفجيرات بقنابل وعبوات ناسفة.

ووصف مصدر عراقي يتابع التطورات الحاصلة في بلده في حديث مع "ايلاف" الخميس استهداف مقرات القوى السنية والكردية بانها رسائل سياسية تعبر عن غضب من تحالف هذه القوى مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل حكومة اغليية وطنية بالضد من رغبتها في تشكيل حكومة توافقية تستند الى المحاصصة الطائفية والقومية المعمول بها في البلاد منذ عام 2003 وليس على الاستحقاق البرلماني.

وحمل المصدر المليشيات المسلحة الموالية لايران المنضوية تحت جناح تحالف الفتح بزعامة هادي العامري المسؤولية عن هذه التفجيرات التي قال انها تعبر عن مخاوفها من تهميشها خاصة بعد ان الحق بها العراقيون في الانتخابات البرلمانية الاخيرة هزيمة ساحقة تضاءل فيها عدد مقاعدها في البرلمان الجديد الى 17 مقعدا بعد ان كانت تحوز على 48 مقعدا في برلمان عام 2018.


قوات أمنية تحيط بمقر حزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في بغداد اثر استهدافه بعبوة ناسفة فجر الجمعة الماضي (تويتر)

وحذر المصدر من مخاطر تلوح في الافق للدفع بالخلاف السياسي حول تشكيل الحكومة الى صراع مسلح منوها الى ان استمرار تفجيرات مقرات القوى السينية والكردية قد يدفع انصارهذه القوى الى عمليات انتقام من القوى الشيعية الموالية لايران تمتلك مليشيات مسلحة.

استهداف النائب الكردي لرئيس البرلمان
ومساء أمس الاربعاء تعرض مكتب شاخوان عبد الله النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في كركوك (220 كم شمال شرق بغداد) الى هجوم بقنبلة يدوية .
وأوضح مصدر أمني ان مجهولين يستقلون سيارة ألقوا بقنبلة يدوية على مكتب عبدالله في منطقة رحيماوا بمدينة كركوك ماسبب أضرارا مادية من دون وقوع إصابات بشرية.

وقد دعا النائب المستهدف في بيان تابعته "ايلاف" الأجهزة الأمنية إلى "ملاحقة الإرهابيين والخلايا النائمة ومعالجة الخروقات وتفعيل الجهد الاستخباراتي". وشدد بالقول "ندين وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف مكتبنا بمحافظة كركوك في محاولة يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة".

وأكد النائب أن "استهداف الإرهابيين الجبناء لمكتبنا في كركوك لن يثني عزيمتنا الوطنية والعمل داخل المؤسسة التشريعية لخدمة المواطنين".

وفجر اليوم الخميس استهدفت عبوتين ناسفتين مقرين للمصرف الاسلامي وشركة أمنية بعبوتين ناسفتين.

تحذير من جعل كركوك ساحة للصراع السياسي
ومن جهتها دعت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي الجهات الامنية الى فتح تحقيق عاجل وجدي في استهداف مكتب شاخوان عبد الله من اجل كشف الفاعلين ومن يقف خلفهم لاجل تقديمهم للعدالة.

وأعتبرت الكتلة في بيان تابعته "ايلاف" أن "هدف هذه الاعمال الارهابية خلط الأوراق من أجل زعزعة الأمن في عموم العراق الاتحادي وهي لن تثنينا عن المضي قدماً مع شركاء الوطن في ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقية وفق الدستور العراقي".

كما عدت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب الهجمات الاخيرة على مقار بعض الاحزاب السياسية والبعثات الدبلوماسية محاولة للاضرار بالعملية السياسة والديمقراطية في البلاد.

ووصفت الكتلة الهجوم على مكتب النائب عبد الله بالجبان محذرة من ان "هذه الاعمال تضر بالعملية السياسة والديمقراطية في العراق" .. مطالبة الجهات الامنية بان "تقوم بواجبها منعا لتكرار هذه الاعمال الجبانة".

اما رئيس الكتلة التركمانية النيابية في البرلمان العراقي النائب ارشد الصالحي فقد حذر من مخاطر جعل كركوك ساحة للصراع السياسي بين القوى المتصارعة في مباحثات تشكيل الحكومة.

ودان الصالحي في بيان اطلعت عليه "ايلاف" الهجوم الذي استهدف مكتب شاخوان مشددا على ضرورة الاسراع بإجراء تحقيق "لمحاسبة المتورطين في هذه القضية".. مشددا على أهمية العمل على عدم جعل كركوك ساحة للصراع السياسي بين القوى المتصارعة في مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة .

وأكد الصالحي ان "امن كركوك خط احمر لا يمكن تجاوزه".. مناشدا القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي "بضرورة دعم المحافظة بالمزيد من القطعات العسكرية الاتحادية لتعزيز الامن ونشرها ضمن جميع الحدود الادارية للمحافظة وتفويت الفرصة لكل من يسعى الى المساس بنعمة الامن والاستقرار التي يتمتع بها اهالي كركوك بجميع مكوناتهم وطوائفهم ضمن مكاسب خطة فرض القانون".

الصدر يلمح لمسؤولية موالي ايران عن التفجيرات
ومن جهته لمح زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر الى دور لخاسري الانتخابات العراقية الاخيرة في تنفيذ عمليات استهداف مقار احزاب سنية وكردية داعيا لاتخاذ أشد التدابير للكشف عن المنفذين الذين يدعون المقاومة.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر" وتابعتها "ايلاف" لقد "لجأت بعض القوى السياسية المعترضة على الانتخابات سابقة وعلى (حكومة الأغلبية الوطنية) حاليا الى القضاء العراقي.. ولم يصدر منا تعليق بخصوص ذلك فهو أمر قانوني متاح للجميع.. بل كان ذلك مدعاة للرضا من قبلنا وإن لم يصلوا الى مبتغاهم حسب المعطيات القانونية". واضاف "أما أن يلجأ بعض المحسوبين عليهم الى العنف واستهداف مقرات الأحزاب الموالية لحكومة الأغلبية فهذا أمر لا يرتضيه العقل والشرع والقانون".

وأشار الى أنه "على العقلاء منهم المسارعة في كفكفة غلواء هذه الجماعات الغوغائية وكبح جماحها.. فليس من المنطقي أن يلجأ السياسي للعنف إذا لم يحصل على مبتغاه فالسياسة يوم لك ويوم عليك".

تغريدة الصدر عن استهداف ادعياء المقاومة لمقرات احزاب سياسية سنية وكردية (تويتر)

وحذر الصدر أنه "ليس على مدعي المقاومة أن يستهدف العراقيين فهذا يزيد من تفاقم الوضع الأمني ويشوه سمعتها بين الشعب".. مشددا بالقول "على الحكومة أيضا اتخاذ أشد التدابير الأمنية والإسراع في كشف فاعليها لكي لا تتحول العملية الديمقراطية الى ألعوبة بيد من هب ودب وإننا نقول ذلك لا ضعفا أو خوفا.. فالكل يعلم من نحن.. لكننا نحب السلام ونعشق الوطن والشعب ولن نعرضهم للخطر والاستهتار".

وقال "لا بد أن تعلموا أننا لسنا متمسكين بالسلطة إنما نريد إصلاحا وإبعاد شبح الفساد والإرهاب والاحتلال والتطبيع بالطرق السياسية وإننا لقادرون كما تعلمون ولو أننا خسرنا الانتخابات أو تنازلنا أو أقصينا عن تشكيل حكومة الأغلبية فلن نتخذ العنف على الإطلاق فهذا ما أدبنا عليه ولن نسمح لأي أحد ممن ينتمي لنا فعل ذلك".

وخاطب الصدر القوى السياسية بالقول "فأدبوا رعاياكم كما أدبنا، فالمذهب يحفظ بسمعته لا بالعنف والتعدي على الآخرين.. واتقوا الله وأحسنوا ولا تفسدوا إن الله لا يحب الفساد".

تفجيرات سياسية
يشار الى انه منذ الاسبوع تكررت تفجيرات أهداف سنية وكردية في بغداد ومساء الاحد الماضي تم استهداف مصرفين في منطقة الكرادة وسط بغداد وقع الاول بمصرف جيهان والثاني بمصرف كردستان .

وقبل ذلك تم تفجير عبوات ناسفة بمقري تحالفي تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وعزم بزعامة خميس الخنجر ومقر النائب عبد الكريم عبطان القيادي في حزب تقدم بعد قليل من تسلمه رسائل تهديد بتصفيته في حال انضمام حزبه الى تحالف مع القوى الكردية .. فيما تم استهداف مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في بغداد بقنبلة أيضا.

وعلى الرغم من عدم اعلان اي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات الا ان مصادر عراقية توجه اصابع الاتهام الى المليشيات العراقية في محاولة لترهيب القوى السنية والكردية التي تتجه الى تحالف مع التيار الصدري بزعامة الصدر من اجل تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي ستذهب الى حكومة أغلبية بالضد من قوى الاطار التنسيقي الشيعي التي تدعو الى حكومة توافقية.

والاثنين الماضي اعتبر اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للامن الوطني في العراق برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تلك التفجيرات ارهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم المجتمعي.. مشددا على انه سيتم اتخاذ إجراءات مشددة ووضع خطط أمنية من شأنها أن تضع حدّاً لمثل هذه الأعمال التخريبية التي تهدّد الأمن العام في البلاد... اضافة الى إعادة النظر في القيادات الأمنية التي شهدت قطعاتها خروقات أمنية ومحاسبة من يثبت تقصيره في أداء مهامه الأمنية موجها القيادات الأمنية كافة بأن تكون خططهم الأمنية والإجراءات المتبعة ملائمة مع الوضع الذي يشهده البلد وأن لا تقتصر مهامهم على ردّ الفعل للحدث بعد وقوعه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف