أخبار

"إيلاف" تنشر مذكرات الرئيس السنغالي "السنغال في القلب" (10-13)

ماكي صال: التخلف ليس قدرًا محتومًا

الرئيس ماكي صال
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: في هذه الحلقة من مذكرات "السنغال في القلب"، يتطرق الرئيس السنغالي ماكي صال إلى الاستثمار في المجال الرقمي ومجال الألياف البصرية بهدف خفض تكاليف الاتِّصال بالإنترنت، وإحداث برنامج يُسمَّى"السِّنِغال الرَّقميُّ في 2025".

يقول صال انه منذ بداية حكمه لم يتعرض في السنغال أي صحافي للسجن أو الادانة من الدولة بسبب أفكاره وآرائه، مشيرا إلى أن بلاده تستثمر كثيرا في مجال التعليم، وأنه يؤمن بأن التخلف ليس قدرًا.

في ما يلي الحلقة العاشرة.

السِّنِغال 2.0

إنَّ أنظمةَ المعلومات والتِّقنيات الجديدة والطَّرفيَّات الحاسوبيَّة والرَّقميَّات، أصبحت من الأمور المهمَّة جدَّاً في دنيانا المُعولَمة. فالرَّقميَّات هي قبل كلِّ شيء، الشَّبكات والطَّرفيَّات الحاسوبيَّة وأجهزة الكومبيوتر والهواتف الذَّكيَّة.

إنَّ السِّنِغال استثمر مُبكِّراً في مجال الألياف البصريَّة. نحن مرتبطون بثلاثة كابلات بحريَّة، بمعدَّل مسافة 4500 كيلومتر، ونحن مُتقدِّمون جدَّاً في مجال الرَّبط بالشَّبكة.

من الأمور الَّتي نُراهن عليها الآن تخفيضُ تكاليف الاتِّصال بالإنترنت، والعمل للوصولِ إلى هذا مع الشَّركات العاملة في المجال.

هناك أنواع مجَّانيَّة من الاتِّصال بالإنترنت في المدارس. كلُّ المدارس الثَّانويَّة في البلد مُزوَّدة بأجهزة اتِّصال مجَّانيَّة. هناك مُورِّدون للخدمات مُستعدُّون للرَّفع مِن مستوى النَّفاذ إلى الإنترنت.

في إطار خطَّة السِّنِغال الرَّقميَّة، سنصل إلى ربطِ كافَّة البلديَّات في الأقاليم والعاصمة بالإنترنت مع الأماكن الأكثر بُعداً وعُزلة.

السنغال الرقمي في 2025

تمَّ إحداث برنامج يُسمَّى"السِّنِغال الرَّقميُّ في 2025". ويهدف إلى توفير مِنصَّة حاسوبيَّة. ويمكن لأصحاب هذه البرامج أن يهتمُّوا بهذا الأمر، وخاصَّةً الشَّركات النَّاشئة العاملة في مجال الزِّراعة والتَّعليم والأمن.

إنَّ الشَّباب السِّنِغاليِّين مُبتكرون جدَّاً. وأنا سأعمل ما في وسعي ليحصلوا على القروضِ اللَّازمة لتطويرِ أعمالهم. نحن الآن مِن بين الدُّول الأكثر تقدُّماً مع رواندا، الَّتي تُعتبر دولة أصغر مِنَّا، ولكنَّها بسبب قيادتها في هذا المجال، تستطيع جمعها بسرعة.

إنَّ إفريقيا، لا يمكنها أن تكون في معزلٍ عن ثورة الاتِّصال الَّتي تُسمَّى"الثَّورة الرَّابعة". إنَّنا تخلَّفنَا عن ركبِ الثَّورة الصِّناعيَّة في القرن التَّاسع عشر, ولا نزال نعاني من آثارِ هذا التَّخلُّف. والأمرُ يتعلَّق الآن بالحصول على المعارف العصريَّة، والوصول إلى شبكات التَّواصل الاجتماعيِّ وبنك المعلومات، ومحتوى شركاتِ نقل المعلومات الهائلة وشبكات الإنترنت.

في هذا المجال، يُعاني الأفارقة مِن التَّأخُّر في الوسائل التِّقنيَّة الحديثة للاتِّصال.

إنَّني عقدتُ العزمَ على أن يصلَ الشَّباب السِّنِغاليُّون، في المستقبل القريب، إلى مستوى الدُّول الَّتي تُشكِّل مرجعيَّات عالميَّة في هذا المجال.

جائزة عالمية في الابتكار

ليس مِن قبيل الصُّدفة أن يتمكَّنَ شباب من جامعة زيغنشور من الفوز بجائزة عالميَّة في مجال الابتكار. إنَّهم فازوا على شباب صينيِّين وفرنسيِّين وأميركيين. وهذا يدلُّ على أن إفريقيا لها حظُّها مثل الصِّين والهند، لأنَّ الأمر يتعلَّق بمعارف عصريَّة جديدة يمكن لشبابنا أن يكتسبوها، إذا توفَّرَت لهم شبكة الإنترنت للوصول إلى التِّقنيَّة العالية.

لأجلِ هذا، نستثمر كثيراً في هذا المجال للحصولِ على خدمات الإنترنت بسعرٍ معقول. جعلنَا شبكةَ واي فاي مجَّانيَّة في السَّكن الجامعيِّ، حتَّى يسبحَ شبابُنا في عولَمة الإنترنت. ونقوم بكلِّ هذا ليتمكَّنَ شبابُنا من القيام بمساهمتهم في تحسين المحتويات.

إذا كُنَّا لم نرَ، حتَّى الآن، مِن الشَّباب السِّنِغاليِّين مَن هو مثلُ مارك زوكربيرغ، فإنَّنا نتوقَّع أن يظهر منهم واحدٌ أو اثنان أو أكثر مِمَّن يبتكرون بعضَ التَّطبيقات الَّتي سيعملُ بها العالَم أجمع. وعلينا أن نكون جاهزين للوصولِ إلى هذا المستوى.

في هذا الإطار، قمتُ بمبادرة الدَّعوة لعقد ندوةٍ رقميَّة التأمت دورتها الأولى في مارس 2017 ، كما أنشأتُ جائزةَ الابتكار الرَّقميِّ لتشجيع الشَّباب على أن يكونوا ماهرين جدَّاً في هذه المهنة. وكلُّ هذه الأمور يجب أن تتمَّ بواسطة عقليَّة ريادة الأعمال وإنشاء مؤسَّسات خاصَّة، انطلاقاً من المحيط الأُسريِّ.

الرئيس ماكي صال في إحدى زياراته لمدرسة سنغالية

توجيه الشباب إلى ريادة الاعمال

إنَّ على الأباء أن يُربوا الأولادَ على العمل الشَّاقِّ، وتشجيعهم على بذل الجهد. في مجال التَّربية والتَّكوين، لا بُدَّ مِن توجيه الشَّباب إلى ريادة الأعمال وإنشاء المؤسَّسات الخاصَّة.

وكلُّ الفَرق بين النَّموذج الأميركي الشَّماليِّ والنَّموذج الفرنسيِّ الَّذي ورثناه من الاستعمار، يكمُنُ في هذا التَّوجُّه.
إنَّ النِّظامَ الفرنسيَّ يهدف إلى تكوين شباب يعملونَ للدَّولة بعد أن كانوا طَلَبة مَبعوثِين مِن قِبَلِها، أمَّا نظام التَّعليم الأميركي، فإنَّ الطَّالِب فيه، يبدأ بارتياد عالم الأعمال في بداية مساره، لكي يتمكَّن من دفع رسوم الدِّراسة في سبيل بناءِ نفسه. وقبل أن يصلَ هذا الطَّالب إلى مستوى الباكالوريوس، يكون قد أصبحَ مُقاوِلاً ماهراً. فلا بُدَّ من التَّوجُّه نحو هذا النَّموذج، وللوصولِ إلى هذا التَّغيير، لا بُدَّ مِن الوقت.

المدارس المهنيَّة والجامعات تُقدِّم شهادات ماجستير في مُختلف المِهَن. وقُمنا بتغيير نظامِنا الجامعيِّ إلى LMD (ليسانس ـ ماجستير ـ دكتوراه).

إن الاتِّجاه الَّذي بدأ يسود عندنا شيئاً فشيئاً هو النُّزوع نحوَ ريادة الأعمال وإنشاء المؤسَّسات الخاصَّة وتشجيعها. والشَّباب السِّنِغاليُّون مُستعدُّون تماماً لتبنِّي هذا التَّغيير. إنَّهم بدأوا بالفعل يدخلون في هذا النِّظام.

مفوضية المقاولات السريعة

لقد قمتُ حديثاً بإيجاد آليَّة ستساعد الشَّباب كثيراً هي"مفوضيَّة المقاولات السَّريعة". مهمَّة هذه المفوضيَّة هي أن تُسهِّلَ للشَّباب وللنِّساء الحصول على القروض، دونَ الحاجة إلى استخدام أموالهم الخاصَّة. بهذا، نوجد هيئة قريبة من روَّاد الأعمال، والَّتي أنفقنا فيها ثلاثين مليار فرنك سيفا.

إنَّ المقاوِلَةَ، زينب امبي، الشَّابَّة الَّتي سبقَ أن تحدث عنها ، تملكُ أفكاراً مُهمَّة جدَّاً بالنِّسبة للطَّلَبة الَّذين يدرسون في الخارج، حيث كانت تقول لهم: "إنَّني سافرتُ، لأنَّه كان عندي مشروع عملي هو الدِّراسة. والآن، فالشَّباب الَّذين يريدون السَّفر يقولون لي " نريد السَّفر لكي ننجح! "، عندَ ذلك أُجيبُهم قائلة "في الواقع، أن هذا ليس هو التَّصوُّر الصَّحيح المؤدِّي إلى النَّجاح".

عن الحُرِّيَّات

إنَّ الثَّورة الرَّقميَّة وتقنيات المعلومات الجديدة وانتشار المعلومات على المستوى العالميِّ، تقتضي تأمينَ حُرِّيَّة التَّعبير والرَّأي للجميع. إنَّنا لا نفرض رقابة على الصَّحافة أو القنوات التِّلفزيونيَّة. نعتقد بأنَّ شعبَنا ناضجٌ وَواعٍ إلى الحدِّ الَّذي يُمكِّنه مِن تحليل الأمور بنفسِه.

فمنذُ بداية حُكمي، لم يتعرَّض في السِّنِغال أيُّ صحافيٍّ للسِّجن أو الإدانة من الدَّولة بسبب أفكاره وآرائه.

في سبيل حماية حرِّيَّة الرَّأي والفكر، قُمنا بتبنِّي نظام جديد للصَّحافة، وهناك أيضاً نصوصٌ في طورها النِّهائيِّ.

للصَّحفيِّين في السِّنِغال مُشكلات أُخرى غير الحرِّيَّة. عندنا أكثر من عشرين جريدة ومائة صحيفة افتراضيَّة, ومائات من الإذاعات الحرَّة والمحلِّيَّة. ولا شكَّ أن هذا الوضع يخلق تنافساً حادَّاً جدَّاً. كلُّ واحد يتواصل مع الآخرين ويبلغ أفكارَه وآراءَه إلى النَّاس عبر مختلف الوسائل. أكثر من نصف السِّنِغاليِّين يرتادون الإنترنت. وصلَ مُستخدمو أجهزة الاتِّصال بالإنترنت إلى 8.7 مليون بتاريخ 30 يونيو 2008. وهذا العدد أكثر من نصفِ عددنا الحاليِّ المتمثِّل في 15 مليونا.

إن أكثر من 65 في المائة من السِّنِغاليِّين عندهم أقلُّ مِن 35 عاماً ، ويسبحون في بحرِ الرَّقميَّات.

يعيش الجميع الآن مع التِّقنيات الحديثة للاتِّصال. هناك تطبيقات كثيرة في مختلف المجالات. في التِّجارة ، وفي دفع فاتورات الماء أو الكهرباء وحتَّى السَّيَّارات، ويمكن للإنسان أن يؤدِّي خدمات كثيرة بواسطة الهاتف.

المحفظة النَّقديَّة الرَّقميَّة أصبحَت مُنتشرةً جدَّاً. ومن العجيب جدَّا رؤية أولئك الَّذين لم يتعلَّموا في المدرسة، ومع ذلك يستخدمون اليوم هذه الأمور كلَّها، بمهارةٍ فائقة.

إنَّ إفريقيا تقفزُ الآن قفزةً نوعيَّة في هذا المجال. تجد عند الجميع هواتف ذكيَّة مع تطبيقات مُتوفِّرة بجميع اللُّغات الوطنيَّة، والنَّاس يتواصلون بالولوفيَّة أو بالسيريريَّة أو بالفلانيَّة، كما أن المجموعات الوَتسابِّيَّة في تزايد مُتنامٍ.

مِن المجازفة الخطيرة في مثل هذه الأوضاع محاولةُ حرمان النَّاس من حرِّيَّة الرَّأي والتَّعبير.

في أغسطس 2008، قام نادي القلم، الَّذي هو أكبر جمعيَّة للكتاب في العالم، بلفتِ الانتباه إلى أن هناك دولاً تُسيء استخدام القوانين المتعلِّقة بتشويه السُّمعة في إفريقيا. هناك استخدام مُفرط لهذه القوانين عند بعض السُّلطات لمحاولة إسكات وسائلِ الإعلام. لكن "هل يؤمن هؤلاء حقَّاً، بأنَّه يمكنهم النَّجاح في هذه المحاولات في عام 2018؟ أنا ضدُّ الرَّقابة المفروضة على المنتجات الإعلاميَّة، عن اقتناع وعن واقعيَّة".

الاخبار المزيفة تشكل تحديا لنا

أجدُ في واقعنا، مثل الآخرين، أن الأخبارَ المُزيَّفة تُشكِّل تحدِّياً لنا. الآن لم يعد مُمكناً التَّمييز بين الصَّحيح والزَّائف، أو هل الخبر له صدقيَّة أم لا؟ هذه مشكلة حقيقيَّة، فكيف نحلُّها؟ إليكم مثالٌ حديث العهد جدَّاً، ذلك أنه أُذيع في 2018 أنَّ السِّنِغال لا يزال يدفع الإيجار لفرنسا عن القصر الجمهوريِّ، لأنَّها لا تزال مالكة له حسب هذا الخبر الزَّائف. وهذا الخبر أجبرَ البلدين إلى نشر بيان رسميٍّ مُشترك لدحضِ هذه الفرية وإحالة قُرَّاء الإنترنت إلى النُّصوص الَّتي تُثبت أن لنا مُلكيَّة كاملة وتامَّة لكافَّة البنايات العموميَّة في البلد منذ الاستقلال، يعني ابتداء مِن 1960. هذا الأمر وصل إلى حدِّ تناوله من لدن قناة (TV5 MONDE) لإظهار الحقيقة.

مشكلة من يحشر أنفه في كل شيء

هذه الأخبار المُزيَّفة لا تُشكِّل مُشكلة للهيئات الإعلاميَّة ولا للصَّحافيِّين، إنَّما تُسبِّب مشكلة للَّذي يحشر أنفَه في كلِّ شيء. كلُّ مواطن أصبح صحفيَّاً بالممارسة، معَ نشر أخبار قد تكون صحيحة أو زائفة. هذه مشكلة جدِّيَّة، كان بإمكان الصَّحافة أن تساعد النَّاس على عدمِ تضخيمها، ولكنَّها هي بنفسِها، تسعى للحصولِ على السَّبق الصَّحفيِّ، بصفة مَسعورة. القانون نفسُه يكون مسبوقاً بالأحداث، ويجد نفسَه مرَّات في وضعيَّة تكيُّف خجول مع هذه الظَّاهرة.

إنَّ السُّرعة والتَّنوُّع في نقل الأخبار أصبحَ مِن الأمور الَّتي لا بُدَّ منها. هنا أُعلن ثقتي وإيماني بقدرة مواطنينا على التَّمييز الذَّكيِّ. وهذا التَّمييز هو قلعتُنا الوحيدة.

المَزيدُ والمَزيدُ في مجال التَّربية!

قمتُ بدراساتي العُليا في جامعة دكار ، وتخرَّجتُ من المدارس العموميَّة السِّنِغاليَّة في كافَّة مراحل دراستي. ولذلك لا يمكن لأيِّ شخصٍ أن يفهمَ أوضاع الطَّلَبة أحسَن مِنِّي. لأجلِ هذا، اتَّخذتُ إجراءات ذات تأثيرات واسعة لم يكن لِأحدٍ أن يتوقَّعها في هذا المجال.وقمتُ بزيادة مبالغ المِنَح الدِّراسيَّة بشكلٍ جوهريٍّ، كما قمتُ بتخفيض أسعار الخدمات للطَّلَبة، كالوجبات، وكذلك تزويد كلِّ الجامعات والمدارس التَّكوينيَّة بوسائل نقل، ودعم الخدمات الصِّحِّيَّة، وزيادة عدد الفُرَص المتاحة وبناء وحدات سكنيَّة طُلَّابيَّة جديدة... إلخ.

قُمنا في الآونة الأخيرة أيضا بإتخاذ إجراءاتٍ مهمَّة جدَّاً لصالح الأساتذة الجامعيِّين في مجال تحسين معاشِ التَّقاعد لديهم بشكلٍ مُريح جدَّاً.

الرأسمال البشري أغلى ما نملك

إنَّ السِّنِغال يستثمرُ كثيراً في مجال التَّعليم لإيماننا بأنَّ رأس المال البشريَّ هو أغلى ما نملك.

إنَّنا بعيدون أن نكون مِن الدول الأكثر كثافة سُكَّانيَّة في العالَم، ولكن فيما يتعلَّق بكثرة مدارس التَّكوين والتَّطوير، نختلف عن دول كثيرة. وتكاليف الدِّراسة هذه مُكلِفة، ولكنَّنا سنستمرُّ في مزيد من بذلِ الجهود، لأنَّ بقاءنا في الحياة مُتعلِّق بهذا الاهتمام.

كنت أؤمن دائماً بأنَّ النَّهضة تقوم على أساس نظام في التَّعليم والتَّكوين، يكون في مستوى مُتطلَّبات التَّنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.

التربية وبناء صرح الامة

إنَّ التَّربية هي إحدى الأُسس العظيمة الَّتي يقوم عليها بناء صرح الأُمَّة ، بل هي أهمُّ هذه الأُسس، كما تُشكِّل، مع التَّكوين والتَّأهيل، أفضلَ رافعة للحصول على مواطنٍ إيجابيٍّ فعَّال، وتنتج يداً عاملة ذات جودة عالية.

لأجلِ هذا، طلبتُ فور وصولي إلى السُّلطة، بعد تصديقي على رسالة تتعلق بالسِّياسة القطاعيَّة حول التَّربية والتَّكوين، بإحداث برنامج استعجاليٍّ لتحسين الجودة والمناصفة والشَّفافية ودعم المكتسبات ، وتلافي أوجه النَّقص الَّتي كانت قد ظهرت في البرنامج العشريِّ للتَّربية والتَّكوين، الَّذي كان يُشكِّل المرجع الرَّسميَّ للسِّياسة التَّعليميَّة من 2000 إلى 2011. وتمثَّلَت أوجه النَّقص فيه، بصفة خاصَّة، فيما يأتي:

1 ـ نقصُ الخدمات المُتاحة في مجال التَّعليم، وخاصَّةً في التَّعليم الإعداديِّ والثَّانويِّ.

2 ـ التَّنوُّع غير الكافي في خدمات التَّربية المُتاحة من أجل توفير الرِّعاية اللَّازمة للحاجات الخاصَّة لبعض مُكوِّنات المجتمع، وخاصَّةً المراكز الدِّينيَّة.

3 ـ النَّقص أو الضَّعف الكُلِّيُّ للمقرَّرات المدرسيَّة.

4 ـ عدم فاعليَّة التَّرتيبات الَّتي تمَّ إتخاذها في مجال التَّكوين الأوَّليِّ للمعلِّمين.

5 ـ عدم التَّوازن الواضح في مجال التَّوجيه المدرسيِّ نحوَ مختلف الشُّعَب الدِّراسيَّة، بحيث أن ما يقرب من 75 في المائة من الدَّارسين يوجَّهون إلى الشُّعَب الأدبيَّة والعامَّة.

6 ـ تسييرٌ إداريٌّ وبيداغوجيٌّ ( تربوي) غير فعَّالَين في مجال التَّأطير والتَّكوين، وغيرُ كافٍ للمسؤولين عن إدارة المدارس.

إنَّ الوقت لم يحن بعد لرصد حصيلة النَّتائج الَّتي تمَّ إنجازها في مجال التَّربية، لكنْ مع ذلك، من المهمِّ القيام بتقييمٍ مرحليٍّ للسِّياسة التَّعليميَّة، وخاصَّةً أنَّها تعطيني الحقَّ في إبداء اهتمامي القويِّ بالتَّربية الَّتي أُخصِّصُ لها 25.35 في المائة، عكس 21.04 في المائة في سنة 2012، من ميزانيَّتنا الوطنيَّة. هذا في الوقت الَّذي كانت تهدف فيه أجندة التَّربية بحلول عام 2035 للوصول إلى 20 في المائة.

إنَّ مُعدَّل النَّفقات العموميَّة في إفريقيا، في هذا المجال، لا يجاوز 17 في المائة، وقد خصَّصت للتَّربية 7 في المائة من النَّاتج العامِّ المحلِّيِّ في 2017، عكس 6 في المائة في 2012.

بفضلِ هذه السِّياسة الطَّوعيَّة، المدعومة بمساهمة ملحوظة من الأُسَر والشُّركاء الفنِّيِّين والماليِّين، حقَّقَت المدرسة السِّنِغاليَّة مكتسبات كبيرة في المجال الدِّراسيِّ وتكافؤ الفُرَص وتحسين نوعيَّة التَّعليم والتَّعلُّم، وتسيير المدارس.

فَمن 2012 إلى 2017 أنفقَت الحكومة مبلغ 242 مليار فرنك سيفا من أجل بناءِ وتجهيز مؤسَّسات مدرسيَّة.

وتدخلُ هذه الجهود في إطار القضاء على مُختلف حالات التَّفاوت، وضمان تكافؤ الفرص أمام جميعِ الأطفال في مجال الدِّراسة.

من النَّتائج الإيجابيَّة لهذه الجهود أيضاً تخفيض عدد المقرَّات الدِّراسيَّة المؤقَّتة من 18 في المائة في عام 2011 إلى أقلَّ من 9 في المائة في عام 2017، كما أن هذه المبالغ الماليَّة سمحت لنا أيضا ببناء وتجهيز،مابين 2012 و2017 حوالي 9816 فصلاً دراسيَّاً، و354 مدرسة ابتدائيَّة كاملة، و189 مدرسة إعداديَّة، و39 مدرسة ثانويَّة، و88 كتلة من المرافق، و1410 وحدة إداريَّة، و549 نقطة ماء، و82 سوراً، و20 مركباً للمختبرات العلميَّة والتِّكنولوجيَّة، و6 مراكز إقليميَّة لتكوين مُستخدمي التَّربية الوطنيَّة، و20 مُفتِّشيَّة للتَّربية والتَّكوين، و10 مُفتِّشيَّات أكاديميَّة، بالإضافة إلى مدارس قرآنيَّة عصريَّة.

هناك جانبٌ مهمٌّ من هذه الجهود، مُخصَّص للتَّرميمات بمبالغ ضخمة. في هذا الصَّدد، جرى ترميم 9 ثانويَّات في مدينة دكار، إضافة إلى ترميم ثانويَّة أحمد فال وثانويَّة مريم به و8 مركبات للمختبرات العلميَّة والتِّكنولوجيَّة. لنا أيضاً برنامج يهدف إلى إيقاف بناء المقرَّات المؤقَّتة. إذ رُصِدَ له أكثر من 121 مليار فرنك سيفا، وبدأت أشغال القسم الأوَّل منه في مارس 2018. فمع هذا البرنامج، ستتحسَّن القدرة الاستيعابيَّة للمدارس السِّنِغاليَّة، كما أن الجوَّ فيها، سيصبح أكثر مُلاءمةً للعمل.

المدارس القرآنية كنموذج بديل في مجال التعليم

لقد فهمت في وقتٍ مُبكِّر، ضرورة أن نجعلَ من المدارس القرآنيَّة نموذجاً بديلاً في مجال التَّربية والتَّعليم. في هذا الصَّدد، فإنَّ البرنامج الاستعجاليٍّ لتحسين الجودة والمناصفة والشَّفافية ودعم المكتسبات، جعل من المدارس القرآنيَّة العصريَّة وسيلةً لتنويع الخيارات التَّعليميَّة المُتاحة الَّتي يمكن أن تجذب مَن كانوا خارج النِّظام التَّعليميِّ الحكوميِّ، وكما يمكن أن تُقدِّمَ جواباً ملائماً لأولئك الَّذين ما زالوا مُتمسِّكين بموقفهم الرَّافض للمدرسة الفرنسيَّة الكلاسيكيَّة. هناك بالفعل 64 مدرسة قرآنيَّة عصريَّة، التي، سينتهي بناؤها قريباً. وهذه المدارس ستبدأ عملها عمَّا قريب.

إيمانويل ماكرون

إضافة إلى هذه الأعمال، بذلنَا جهوداً أُخرى لدعم وتوجيه المدارس القرآنيَّة الَّتي كانت قائمة بالفعل، لدفعِها نحوَ المواءمة مع المعايير المطلوبة. إن هذه الصَّفقة الأولى في سبيل تحديث المدارس القرآنيَّة، ستُكلِّف الدَّولة أكثر من 10 مليار فرنك سيفا. كما أن هذه الجهود لإنشاء البنى المدرسيَّة سمحت بزيادة المؤسَّسات التَّعليميَّة زيادةً ملحوظة.

فالمدارس الخاصَّة بالحضانة تطوَّرت من 2467 في 2012 إلى 30 ألفا و293 في 2017. أمَّا المدارس الابتدائيَّة، فقد نَمَت وتطوَّرَت من 8812 إلى 9917، والمدارس الإعداديَّة من 1153 إلى 1262، والمدارس الثَّانويَّة ذات المرحلتين من 389 إلى 731، والمدارس الثَّانويَّة ذات المرحلة الواحدة من 95 إلى 162.

ريحانا

تكوين المعلمين وانتاج الكتاب المدرسي

إنَّ جهود الحكومة في سبيل تحسين الجودة تركَّزَت على تكوين المعلِّمين وإنتاج الكتاب المدرسيِّ، لأنَّ هذين الأمرين يأتيان في طليعة المُستلزمات للوصول إلى نوعيَّة جيِّدة في التَّعليم.

لأجلِ هذا، بذلت جهود للإصلاح في هذين المجالين لتكوينِ مُعلِّمين مؤهَّلين تأهيلاً عالياً، مع بناء مراكز إقليميَّة لتكوين مُستخدمي التَّربية.

وجرى إنفاق مبلغ أربعة مليار فرنك سيفا، في سبيل بناء هذه المراكز. وفي هذا الإطار، تمَّ أيضاً تعديل نصوص مسابقة الدُّخول لهذه المراكز من أجل رفع المستوى، وجعل هذه المسابقة أكثر نخبويَّة وشفافيَّة، وكذلك جعل مُدَّة التَّكوين أطول.

وفي إطار إعادة الاعتبار للمعلِّم على المستوى الاجتماعيِّ والمعنويِّ، تمَّ العمل بالأمور التَّالية: تكريس الاحتفال باليوم العالميِّ للمعلِّم، والتَّكريم المُمنهَج للمعلِّمين الَّذين تميَّزوا بآرائهم بجائزة كبيرة من رئيس الجمهوريَّة.

في ما يتعلَّق بالمستلزمات البيداغوجيَّة (التربوية)، جرى إنفاق 10 مليار فرنك سيفا للحصول على 8،7 مليون كتابٍ مدرسيٍّ مُوزَّع مجَّاناً على التَّلاميذ، إضافة إلى كُرَّاسات النَّشاط، وكتب في الإرشاد التَّربويِّ للمعلِّمين.

من أجل تطوير كفاءات التَّلاميذ خلال السَّنوات الأربع الأولى من المرحلة الابتدائيَّة، أصبحت اللُّغات المحلِّيَّة مُستخدمة كوسيلة لغويَّة في مجال القراءة، وذلك في إطار برنامجٍ تدريبيٍّ.

ونظراً للمكانة الكبيرة جدَّاً للعلوم والرِّياضيَّات والتِّكنولوجيا في سبيل اكتساب الكفاءات الَّتي يتطلَّبها العيش في القرن الحادي والعشرين، فإنَّ الحكومة بَنَت، من بين برامج أُخرى، 20 مركباً للمُختبرات العلميَّة والتِّكنولوجيَّة، كما قامَت بترميم ثمانية أُخرى كانت موجودة. وكلف هذا البرنامج 6،5 مليار فرنك سيفا. ونذكر من هذا الصِّنف الأخير مختبر الثَّانويَّة العلميَّة المُتميِّزة في جربل. كما تمَّ تجديد أجهزة المختبرات بمبلغ ثلاثة مليار فرنك سيفا من 2012 إلى2017.

إضافة إلى هذه الجهود، تمَّ تخصيص موازنة مُعيَّنة للبرامج الرَّقميَّة في مجال التَّربية، تُوجَّه، في الدَّرجة الأولى، إلى الأقاليم المحرومة، بدافع الحرصِ على تكافؤ الفرص.

من المعلوم أن تأثير الإصلاحات في مجال التَّربية لا يكون بشكلٍ مباشر، ولكن يجب أن نُبدي استحسانَناً للثَّمار الَّتي بدأت تحملها السِّياسة الجريئة الَّتي انتهجتها في مجال ترقية الشُّعَب الدِّراسيَّة العلميَّة.

إنَّ الشُّعَب العلميَّة ازدادَت سعتهامن 218 ألفا و619 تلميذاً في عام 2012، إلى 327 ألفا و933 تلميذا في 2017. وخلال هذه المدَّة، ارتفعَت نسبة الفتيات الدَّارسات في هذه الشُّعَب من 43 إلى 49 في المائة.

أمَّا في ما يتعلَّق بالحَوكَمَة، فقد أصبح نظام التَّعاقد من الممارسات المعمول بها في منظومتنا التَّعليميَّة الحاليَّة.

إنَّ هذا التَّعاقد الَّذي تبنَّيناه يتمُّ على أساس علامات الجودة وآليَّة إدارة مبنيَّة على النَّتائج والحوار السِّياسيِّ والاجتماعيِّ, وتسيير الملفِّ المهنيِّ للمعلِّم.

أمَّا فيما يخصُّ الدَّعمَ المتزايد لمسؤوليَّات العاملين الأساسيِّين، فإنَّ نظام التَّمويل المباشَر للمدارس، ارتفعت نسبتُه وانتقلت معه ميزانيَّة المدرسة من 400 فرنك سيفا لكلِّ تلميذ موضوع في الحساب الجاري لِلجان التَّسيير للمُفتِّشيَّة، إلى 3500 فرنك سيفا لكلِّ تلميذ، يتمُّ تحويلها مباشرةً إلى الحساب الجاري لِلجان التَّسيير التَّابعة لكلِّ مدرسة. إجمالاً، تمَّ تخصيص 17,6 مليار فرنك سيفا للمدارس الابتدائيَّة بين 2014 و2018.

اعترافاً بجهود الحكومة، قامت الشَّراكة العالميَّة للتَّربية (PME) بتنظيم مؤتمرها الثَّالث لتجديد موارد صندوقها في دكار.

انعقدَ هذا المؤتمر بتاريخ 2 فبراير 2018 تحت رعاية سامية مُشتركة بيني وبين نظيري الفرنسيِّ إيمانويل ماكرون. وشاركَ فيه حوالي عشرة من رؤساء الدُّول الإفريقيَّة، ورئيسة الهيئة جوليا جيار، ومديرتها العامة آليس أولبرايت، والمُغنِّية ريحانا ، السَّفيرة الشَّرَفيَّة للهيئة، وأكثر من عشرين وزيراً، إضافة إلى قادة لمنظَّمات دوليَّة كبيرة مثل اليونيسيف ، واليونيسكو ، ومنظَّمة الفرانكوفونية ، والبنك الدُّوليِّ ، ومسؤولي عدد من المؤسَّسات الخيريَّة والإنسانيَّة.

خلالَ هذا المؤتمر، اتَّضحَت لجميع دول العالَم المكانة القياديَّة لبلدنا في معركة التَّربية الَّتي اعتبرناها أُمَّ جميع المعارك. هذه المكانة اتَّضَحَت من خلال أمور كثيرة منها: جودة المشاركات وإعلان المُموِّلين عن تقديم 203 مليار دولار، ضمنها مبلغ مليوني دولار من السِّنِغال.

كان نجاح هذا المؤتمر اعترافاً واضحاً لمكانتِنا القياديَّة والتزاماتنا بزيادة النَّفقات المُخصَّصة للتَّربية، للسَّماح لجميع الشَّباب السِّنِغاليِّين، بغضِّ النَّظر عن جنسهم أو أصولهم الاجتماعيَّة، بالاندماج بشكلٍ مُتناسق، في الحياة النَّشيطة، وأن يتحمَّلوا أعباءَ بناء مُستقبلهم لتقديم مساهمتهم في سبيل بناء وطنِنا العزيز.

إنَّني سأواصل الجهود، بصفة أوسع وأقوى، في مجال التَّربية والتَّعليم من أجل إتاحة الفرصة لكلِّ مواطن حتى يتمتَّع بمكانته اللَّائقة في الحياة، ويخطًّ طريقَه الخاصَّة به، ويصل إلى أعلى مستوىً تؤهِّله له كفاءاته وقدراته.

أريد أن أشجع شباب بلادي على المثابرة

إنِّني وأنا أسعى، دائماً، لأبرهنَ للنَّاس وأُقدِّمَ لهم الأدلَّة الواضحة، على أساس سيرتي ومسيرتي الدِّراسيَّة، لأقولَ لهم " ليس هناك أيَّة حتميَّة اجتماعيَّة ولا تعلُّل تعسُّفيٌّ بالأقدار في مجال طَلَب العِلم".

أريد أن أُشجِّعَ شباب بلادي وقُرَّائي على المثابرة، وعلى عدم التَّهاون في بذل جهودِهم وطاقاتِهم.

أريد ايضا أن أُحفِّزَهم على تنمية الالتزام الطَّوعيِّ المثاليِّ، وأن يجعلوا الرَّغبة في النَّجاح والهِمَّة العالية فوَّارةً في نفوسهم، ذلك أنه لا توجد عقبات، يعتبر تجاوزها والتَّغلُّب عليها مُستحيلاً، مع توفُّر الإيمان والثِّقة بالنَّفس والحرص على تحقيق الأحلام.

قال مُفكِّرٌ كبير: "العائق يجب أن يكونَ دافعاً على العَمل". إذًا، يجب العمل لتجاوز العقبات ومواصلة السَّيرِ بكلِّ حزمٍ وعزمٍ نحوَ الأمام.

إنَّ التَّاريخ الَّذي مرَّ به تكوين النُّخبة السِّنِغاليَّة المثقَّفة وتبلور أطرنا البشريَّة، يحمل بصمةً لا تنمحي عن التَّنوُّع الثَّقافيِّ والاجتماعيِّ لبلدنا. تاريخُنا يدلُّ على أن إتاحة الفرصة للشَّباب المُنحدرين من أوساط فقيرة ومحرومة، يمكن أن تجعلهم يصلون، بالجهدِ المبذول والمثابرة ونُكران الذَّات، إلى أسمى الدَّرجات وأعلى المستويات. فكَم مِن مُثقَّفٍ كبيرٍ وشخص مِن أطرنا المرموقين جدَّاً، ينحدر مِن مناطق نائية وأماكن مُنعزلة وأوساط أُسريَّة فقيرة ومحرومة في السِّنِغال!.

أنا مُقتنعٌ اليوم أكثرَ مِن أيِّ وقت مضى، بأنَّه لا بُدَّ مِن مواصلة الجهود في سبيل تكوين نُخبتنا، وخاصَّةً أن التَّحوُّلات الكبيرة الَّتي حدثَت في السَّنوات الأخيرة جعلَت العِلم صناعةً قائمةً بذاتها، ومعيناً لا ينضب، ويكتسي أهمِّيَّة بالغة.

إنَّ التَّطوُّرات المُذهلة للمعارف،مقرونةً بالابتكارات العظيمة المتولِّدة من العلوم التِّكنولوجيَّة ،غيَّرت،بصفة جذريَّة، وجهَ عالمِنا الَّذي أصبح مُعولَماً في مسيرتِه وفي رهاناته.

التحولات العميقة تتطلب بدورها قطيعة

ولا شكَّ في أن هذه التَّحوُّلات العميقة، تتطلَّب بدورها قطيعة، وتستدعي تحديد منظومة قِيَم جديدة. أن تحدِّيات التَّنمية الَّتي تطرح نفسَها علينا في بداية هذه الألفيَّة، تفرض علينا إعادةَ التَّفكير حول مدرستنا وبرامجنا من أجل المواءمة بين محتوى نظامِنا التَّربويِّ ومُتطلَّبات عالَمٍ في تحوُّلٍ دائم ومُستمرٍّ.

إنَّ المدرسة مصدرٌ لاكتساب المعارف وإجادة كيفيَّة تطبيقها أيضاً، كما أن إتقان والأخذ بناصية العِلم والمعارف، هو الوسيلة الوحيدة الَّتي تسمح لبلدنا ولقارَّتنا بالتَّقدُّم نحوَ أعلى معايير الجودة العالميَّة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف