أخبار

تحسّبًا لغزو روسي لأوكرانيا

قوات الأطلسي تتدرب وسط برد قارس في استونيا

جندي فرنسي يشارك في تدريب كبير كجزء من انتشار "الوجود الأمامي المعزز" لحلف شمال الأطلسي في بولندا ودول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في تابا قرب راكفير في 5 فبراير 2022
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تابا (إستونيا): في غابة غمرتها الثلوج، يخرج جنود من مدرّعة ويغرقون في الثلج الذي يصل حتّى أفخاذهم قبل أن يحاولوا التقدم داخل الغابة حيث يُقام تدريب "وينتر كامب" (معسكر الشتاء) في منطقة في استونيا بعيدة 100 كيلومتر عن الحدود الروسية لاختبار تعاطي قوات حلف شمال الأطلسي مع أحوال جوية شتائية قاسية.

ويشارك في التدريب السنوي هذا 1300 جندي بريطاني وفرنسي واستوني، لكنه يتّخذ شكلًا خاصًا هذا العام إذ حشدت روسيا أكثر من مئة ألف جندي على حدودها مع اوكرانيا، احتجاجًا منها على الانتشار العسكري لحلف شمال الأطلسي على الحدود.

ويقول سايمون وورث، قائد الكتيبة الفرنسية البريطانية المنتشرة في إطار حلف شمال الأطلسي في إستونيا، إن "هذه المناورة هي فرصة لإظهار أننا قادرون على العمل في الظروف الأكثر صعوبة وتطلّبًا، في البرد وفي الغابة. ولإثبات أننا نستطيع مواجهة أي تحدّ في المستقبل".

ومن جهته، يلفت الرقيب الأول كيبيندا، وهو يحمل سلاحًا في يده، إلى "التعب المتصاعد خلال التنقّل، مع وزن السترة الواقية من الرصاص فضلًا عن الحقيبة والأسلحة".

ويضيف "قبل قليل غرقت في الثلج بعمق متر تقريبًا، وهذا ليس بالشيء القليل".

وكيبيندا ينتمي لمجموعة 300 جندي فرنسي أُرسلوا لدعم بعثة "الوجود الأمامي المعزّز" في دول البلطيق لمدّة عام، بهدف طمأنة هذه الدول التي أصبحت في موقع حسّاس في مواجهة التهديدات المتزايدة لاجتياح موسكو لكييف.

وأكّد الكولونيل ايريك ماوغر قائد الجنود الفرنسيين في استونيا "لسنا هنا لاستفزاز الروس. آليتنا وقائية ورادعة وغير هجومية" مضيفًا "لكننا جاهزون وقادرون على الاستمرار بانتظار التعزيزات العسكرية".

وتهدف مناورة "وينتر كامب" أيضًا إلى اختبار قدرة الجنود على المقاومة وتعزيز فعالية المعدّات المستخدمة في ظروف جوية أقسى من تلك المحسوسة في فرنسا أو المملكة المتحدة ومختلفة جذريًا عن البيئة النصف صحراوية التي يتدرّب فيها الجنود الفرنسيون في الساحل الافريقي حيث هم منتشرون منذ العام 2013.

ويشير القائد جوليان من الكتيبة الخامسة للتنانين، وهو يرتدي سترة واقية من البرد "إن الصعوبة الأولى هنا هي الأرض: كما ترون، إن الأحوال الجوية قاسية بشكل خاص والأرض فيها مستنقعات، ما سيمنعنا من المناورة وقد نخاطر بالتعثّر".

ويضيف "لكن هذا يزيد من تشديد قواتنا التي اعتادت في السنوات الأخيرة على العمليات في مالي أو النيجر، إذًا هي قيمة مُضافة".

وخارج المحاور الموجودة، تقع مدرّعة من طراز "لوكلير" على جانب طريق ثلجي.

ويوضح الملازم أول الكولونيل نيكولا من الفرقة الفرنسية البريطانية "يؤدي البرد مركباتنا قليلًا. يجب أن نحافظ عليها بعناية لمنع الأجزاء من الانهيار وتوقف المحركات".

ومن جهتهم، يقوم الاستونيون بدورهم أيضًا.

ويقول الكولونيل الاستوني اندروس ميريلو لوكالة فرانس برس "بالنسبة لنا، أعتقد أنه فصل شتاء طبيعي. نأتيهم بخبرتنا وتزويدهم بالمعدات التي يحتاجونها ليحموا أنفسهم".

ويُحضّر جندي بريطاني الشاي تحت خيمة مغطّاة بقماش مشمّع مموّه بلون الثلج.

ويقول العريف ليام، مرتديًا أحذية تصل إلى الركبة "في هكذا أحوال جوية، يكمن الخطر الأكبر في أن تبرد القدمان. يجب الحفاظ على حرارة الجسم مستقرة إذا أردنا الاستمرار في العمل".

ويُضيف "عندما يسيطر عليكم البرد خصوصًا إذا كنتم في وضعية الثبات، تصبح الأمور معقّدة كثيرًا. لكننا تعلّمنا أن نتكيّف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف