أخبار

محافظ إربيل ينفي وجود "مقرات اسرائيلية"

إيران تتبنى هجوماً صاروخياً على أهداف في العراق

صورة تم التقاطها في 13 آذار\مارس 2022، تُظهرالاستوديو المدمر في مبنى تلفزيون كوردستان 24، بعد هجومٍ ليلي في إربيل، عاصمة منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إربيل (العراق): شنّ الحرس الثوري الإيراني الأحد هجوماً بصواريخ "بالستية" على أهداف في أربيل في كردستان العراق، قال إنه استهدف "مركزاً استراتيجياً اسرائيلياً، في حين نفت سلطات الإقليم الواقع في شمال العراق وجود أي مواقع اسرائيلية على أراضيها.

ولم تعلق اسرائيل، العدو اللدود لإيران، حتى الآن على الهجمات، فيما قالت سلطات كردستان إن الهجوم استهدف القنصلية الأميركية في أربيل وأسفر عن جرح شخصين.

وأكد بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في كردستان أنه "في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخا بالستيا"، موضحاً أن "الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق". وأضاف البيان أن "الصواريخ كانت موجّهة إلى القنصلية الأميركية في أربيل" وأن الهجوم لم يسفر عن "خسائر بالأرواح".

وللعراق حدود شرقية واسعة مع إيران التي لها نفوذ سياسي واقتصادي في هذا البلد وتدعم فصائل مسلحة فيه.

وأفاد الحرس الثوري الايراني الأحد في بيان نشر على موقعه الالكتروني "سباه نيوز" أن "المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني تم استهدافه بصواريخ قوية ونقطوية (دقيقة) تابعة لحرس الثورة الإسلامية".

وقالت الوكالة الحكومية الإيرانية "ارنا" في تقرير إن الصواريخ أطلقت من "مواقع تابعة لحرس الثورة الاسلامية في شمال غرب" إيران. وأضافت أن هذه الصواريخ من نوع "فاتح 110" بمدى 300 كلم و"فاتح 313" بمدى 500 كلم.

وردّت حكومة إقليم كردستان ببيان على "الهجوم الجبان ...بذريعة ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية"، بالقول إن "الموقع المستهدف كان مكانا مدنيا" وأن "التبرير كان فقط لإخفاء هذه الجريمة البغيضة".

محافظ إربيل

ونفى محافظ إربيل أوميد خوشناو في تصريح الأحد وجود "مقرات اسرائيلية" في أربيل. وقال "منذ فترة يتحدثون عن وجود مقرات إسرائيلية ولكن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا توجد أية مقرات إسرائيلية في هذه المنطقة. فقط الموجود مبنى القنصلية الأميركية الجديد".

كان الحرس الثوري قد توعّد قبل نحو أسبوع بالردّ على قصف اسرائيلي قرب دمشق أدى إلى مقتل اثنين من ضباطه.

وفي بيان الأحد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "أياً من المنشآت الأميركية لم يتضرر في الهجوم، وأن أيا من موظفيها لم يصب بأذى".

واذ أعرب عن تنديد بلاده "الشديد" بالهجوم، اضاف "لا مؤشرات لدينا الى أن الهجوم كان موجهاً ضدّ الولايات المتحدة". وقال إن "على إيران أن توقف على الفور هجماتها".

في الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيان الأحد أنها استدعت السفير الإيراني لدى بغداد من أجل إبلاغه باحتجاج الحكومة العراقية على "القصف الصاروخي الإيراني الذي تعرضت له محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق".

والأحد قبيل الفجر، سمع مراسل لفرانس برس في أربيل دوي ثلاثة انفجارات.

ونظّم مكتب الإعلام المركزي للحزب الديموقراطي الكردستاني النافذ جولةً في لاحق الأحد للصحافيين في موقع متضرر من الهجوم الصاروخي. ويضمّ الموقع قصراً كبيراً يعود للشيخ باز كريم المدير التنفيذي لشركة كار النفطية. ويبدو القصر متضرراً بشكل كبير من القصف، حيث تفسّخ سقفه وأبوابه ونوافذه منهارة، فيما انتشرت شظايا بالمحيط.

ونشرت قناة "كردستان 24" التلفزيونية المحلية صوراً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرض مقرّها القريب من القنصلية الأميركية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات. وتظهر الصور زجاجا متكسرا وأجزاء منهارة من السقف.

وفي مؤتمر صحافي ، قال محافظ أربيل إن الهجوم أسفر عن إصابة شخصين "أحدهما سائق أجرة والأخر حارس أحد المزارع وإصاباتهما طفيفة".

وقال سائق الأجرة الجريح زيريان وزير البالغ 35 عاماً لوكالة فرانس برس "في الساعة الواحدة وخمس دقائق وقع القصف. بداية شاهدت غباراً كثيفاً ثم سمعت صوتاً قوياً أدى إلى تهشم زجاج سيارتي".

وأضاف "أصبت بوجهي وبعدها في الوقت نفسه وقعت انفجارات أخرى وأرغمت على أن أترك سيارتي وأهرب".

وشهدت البلاد مطلع العام تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أميركية في مطار بغداد.

وغالباً ما تنسب هذه الهجمات إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

وأواخر كانون الثاني/يناير، استهدفت ستة صواريخ مطار بغداد، وفي أربيل، وقع آخر هجوم مماثل في أيلول/سبتمبر، حينما استهدفت "طائرات مسيرة مفخخة" المطار.

في كانون الثاني/يناير 2020، شنّت إيران هجوماً بصواريخ بالستية على مواقع تضمّ قوات أميركية رداً على اغتيال واشنطن سليماني في قاعدتي عين الأسد (غرباً) وأربيل (شمالاً).

في الأثناء، أعلن العراق أنه "طلب عبر المنافذ الدبلوماسية توضيحات صريحة وواضحة من الجانب الإيراني"، وفق بيان للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي الذي عقد مساء الأحد برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ودانت باريس "بأكبر قدر من الحزم" الهجوم. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن الهجوم "يهدد استقرار العراق والمنطقة". ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق بدورها "الهجمات الصاروخية الشنيعة على أربيل".

واعتبر الاتحاد الاوروبي ان "لا مبرر لعمل عنيف مماثل على اراضي دولة سيدة"، فيما شددت المانيا على "وجوب محاسبة المسؤولين" عن الهجوم.

وأعربت الخارجية السعودية كذلك عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين" للهجوم، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية.

ويأتي هجوم الأحد كذلك فيما دخلت محادثات فيينا الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي بلغت مراحل اعتبرها المعنيون نهائية، في فترة توقف نتيجة "عوامل خارجية"، بعد أيام على طلب موسكو ضمانات من واشنطن على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف