القوى السياسية تستعرض قوتها بعدد نوابها
العراق بمواجهة ساعات حاسمة .. والصدر لإمكانية حلّ البرلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: يواجه العراق خلال الساعات المقبلة تطورات ستُحسم من خلال نجاح البرلمان أو فشله في انتخاب رئيس للبلاد وسط انقسام سياسي حاد واستعراض للقوة بعدد النواب المؤيدين فيما حذر الصدر من نهاية البرلمان الحالي.
وقبل 24 ساعة من جلسة برلمانية مقررة السبت لانتخاب رئيس للجمهورية فما تزال الخلافات حول المرشحين للمنصب سيدة الموقف وسط تشاحنات سياسية تستعرض القوة بعدد النواب الذي يملكه كل تحالف يتشكل من عدة قوى فائزة في الانتخابات المبكرة الاخيرة وهي تعلن مواقفها بين مقاطعة الجلسة وبين الدعوة لانجاحها.
الصدر يُحذّر من نهاية البرلمان الحالي
فقد حذر زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر من ان فشل البرلمان غدا في انتخاب رئيس للجمهورية سيشكل نهاية له في اشارة الى امكانية حله والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة.
وفي تغريدة له على حسابه في تويتر تابعتها "ايلاف" فقد كتب الصدر في ساعة مبكرة من الجمعة موجها كلامه الى النواب المستقلين الذين سيكون لهم دور مؤثر في انعقاد جلسة غد من عدمه قائلا "يوم السبت.. ننتظر النواب المستقلين ونأمل منهم بل ومن المعارضة الوطنية أيضا وقفة مشرّفة من أجل شعبهم فهم ينتظرون بفارغ الصبر تشكيل حكومة أغلبية إصلاحية".
وأضاف "فلتقف الموالاة والمعارضة يدا واحدة لبناء وطن حر مستقل ذي هيبة وسيادة وكرامة بلا إحتلال ولا تطبيع ولا إرهاب.. فلا تستبدلوا جلسة البرلمان يوم السبت بمغنم أو مأدبة فإنها وإن كانت (أدسم) إلا ان حضور الجلسة (أتم)" في اشارة الى عمليات الترغيب والترهيب التي تمارس على النواب لحضور الجلسة او لمقاطعتها.
تغريدة الصدر عن جلسة البرلمان غدا لانتخاب رئيس الجمهورية (تويتر)
وشدد الصدر على انه "من المعيب ان يُترك العراق وشعبه بلا حكومة. فإنه إن كان المستقل لا يبايع (الفاسدين) فمن المعيب أن يترك المستقل وطنه وعراقه بلا حكومة أغلبية إصلاحية. ومن المعيب أن نضع في الميزان (حكومة المحاصصة) و (حكومة الأغلبية الوطنية) وخصوصاً أن ميادين المقاومة وخيمة الإصلاح والكصكوصة تشهد لنا أننا لم ولن نهادن المحتل والطغاة والفاسدين والتبعيين .. إذن لن تكون الحكومة المقبلة كسابقاتها".
وأشار الصدر قائلا "فمن حضر الجلسة وإن لم يصوّت كان مستقلاً بحق وصدق ومن تركها فهو ليس كذلك كما هو واضح وإلا قد تكون نهاية مجلس النواب.. والله العالم".
وختم زعيم التيار الصدري تغريته بالقول "وعموما فوحدة الصف فيها قوة للعراق وشعبه وطوائفه وأعراقه وأقلياته وحكومته .. والله ولي التوفيق".
القوى السياسية تستعرض قوتها بعدد نوابها
وفيما العراقيون ينتظرون جلسة البرلمان الحاسمة غدا فقد انشغل التحالفان السياسيان الرئيسيان : الاطار التنسيقي للقوى الشيعية و"انقاذ الوطن" لقوى شيعية وسنية وكردية في استعراض للقوة بعدد النواب التي يملكها كل منهما.
فمن جهته اعلن الاطار الشيعي عن مقاطعته لجلسة غد من خلال عدم حضور 130 نائبا يملكها مع تحالفاته لافشال الجلسة التي تتطلب حضور ثلثي اعضاء البرلمان البالغ 329 نائبا اي بحضور 220 نائبا على الاقل.
أما تحالف "انقاذ الوطن" الذي يضم قوى شيعية وسنية وكردية فائزة في الانتخابات فيتملك 155 نائبا مايتطلب حضور 45 نائبا اخرين لانجاح الجلسة وانتخاب رئيس للجمهورية حيث يعول التحالف على النواب المؤيدين له من قوى صغيرة اخرى والاخرين المستقلين الذين يؤكد ان معضمهم سيحضرون الجلسة ولذلك فقد توجهت دعواته اليوم اليوم لتشجيعهم على المشاركة.
التهديد بالثلث المقاطع
وقد اكد القيادي في الاطار التنسيقي للقوى الشيعية تركي جدعان ان الثلث الضامن سيفوز باختبار جلسة السبت لافتا الى ان التحالف الثلاثي "انقاذ الوطن" لن ينجح بتمرير مرشح رئاسة الجمهورية خلالها.
وقال جدعان في تصريح اطلعت عليه "ايلاف" ان الساعات الاخيرة شهدت احداث متسارعة في مواقف عدة قوى ومنها المستقلين في دعم توجهات الاطار بعدم دعم مرشح بارزاني لرئاسة الجمهورية" في اشارة الى ريبر أحمد.
واضاف ان "الثلث الضامن الذي يمثله الاطار التنسيقي وحلفائه سيفوز في اختبار مجلس النواب ولن ينجح التحالف الثلاثي في تحقيق اهدافه".. مشيرا الى ان "نتائج ما بعد الجلسة ستفرز 3 رسائل سياسية مهمة وهي قوة وقدرة الاطار وحجم كل القوى الاخرى واهمية اعادة النظر في كل التحالفات من خلال شراكة توافقية تدفع الى بناء حكومة قوية بالاضافة الى ابعاد التدخلات الخارجية التي تحاول التغلغل للمشهد العراقي لتحقيق مصالح بعض الدول" التي لم يذكر اسماءها.
لكن رئيس الكتلة الصدرية النائب حسن العذاري يؤكد أن جلسة السبت ستمهد لتشكيل حكومة بقرار وإرادة عراقية.
وقال العذاري في بيان تابعته "ايلاف" إن "من ثمار جلسة مجلس النواب يوم السبت هو تشكيل الحكومة العراقية بقرار وإرادة عراقية حرة لأول مرة وإقرار موازنة عام 2022 وإخراج البلد من أزمة اقتصادية متوقعة".
وأشار الى انه "سيتم الأسراع بإقرار المشاريع الخدمية والبنى التحتية للبلد وإقرار المشاريع والقوانين التي ترفع من الحكومة الى مجلس النواب وتفعيل الدور الرقابي للبرلمان على الحكومة".
وأضاف انه سيتم ايضا "خلق جو ديمقراطي تنافسي نيابي يصب في صالح البلد اضافة الى الوفاء بالعهود من قبل النواب الى ناخبيهم وتقديم الخدمة التي يستحقونها".
وختم القيادي الصدري بيانه بالقول "هناك فوائد متعددة يطول ذكرها.. فلا تبيعوا حصاد زرعكم الى غيركم، العراق أولى به".
الانقسام السياسي قد يُفشل جلسة الانتخاب
يشار الى انه قبل يوم من انعقاد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس البلاد يؤكد قياديون في الحزبين الكرديين الرئيسيين عدم الاتفاق على مرشح تسوية واحد للمنصب اذ ان المنصب من حصة المكون الكردي في نظام المحاصصة المعمول به في البلاد منذ سقوط النظام السابق عام 2003 .
فقد رشح الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني مدعوما بالاطار التنسيقي للقوى الشيعية الرئيس العراقي برهم صالح لولاية ثانية فيما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني مدعوما بتحالف "انقاذ الوطن" وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان ريبر أحمد .
وهناك اضافة الى صالح وأحمد 38 مرشحا للمنصب تمت الموافقة على ترشحهم الا انهما المرشحين الاكثر قربا من نيل احدهما للمنصب .
يذكر انه في حال عجز البرلمان عن اختيار الرئيس فانه يمكن ان يتم حله بطلب من رئيس الجمهورية والحكومة أو من ثلث الأعضاء وموافقة الأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء وفق المادة 64 من الدستور أو بقرار من المحكمة الاتحادية العليا وبذلك ستكون البلاد امام انتخابات مبكرة جديدة وتستمر الحكومة الحالية بتصريف الأمور اليومية وفقاً لتلك المادة.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد اشترطت لانعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية حضورها من قبل ثلثي اعضاء البرلمان البالغ 329 اي حضور 220 نائبا وهو مايعمل الاطار الشيعي على عدم تحققه وافشال الجلسة من خلال مقاطعة نوابه والمتحالفين معه لها وضمان عدم حضور العدد المطلوب.