قبل جولة مفاوضات جديدة بين أوكرانيا وروسيا
وضع "كارثي" في ماريوبول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: عبرت السلطات الاوكرانية عن قلقها من تفاقم الوضع الإنساني "الكارثي" أصلا في ماريوبول، المرفأ الاستراتيجي المحاصر الذي يقصفه الجيش الروسي منذ نهاية شباط/فبراير، عشية جولة مفاوضات جديدة بين كييف وموسكو في اسطنبول.
وقالت مستشارة الرئاسة الأوكرانية المكلفة حاليا ملف الممرات الإنسانية تيتيانا لوماكينا لفرانس برس عبر الهاتف "دُفن نحو 5000 شخص (في ماريوبول) لكن عمليات الدفن توقّفت قبل 10 أيام بسبب القصف المتواصل".
وأضافت أن عدد القتلى الفعلي قد يكون وصل إلى 10 آلاف شخص، نظرًا لتقدير عدد الأشخاص العالقين تحت الركام.
ودان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحصار الشامل المفروض على هذه المدينة التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ نهاية شباط/فبراير والتي لا يزال نحو 100 ألف شخص عالقين فيها.
وقال مساء الأحد "جميع مداخل ومنافذ المدينة مغلقة(...) يستحيل إدخال الطعام والأدوية إلى ماريوبول". وأضاف أن "القوات الروسية تقصف قوافل المساعدات الإنسانية وتقتل السائقين"، مشيرا إلى أن الشوارع امتلأت بـ"الجثث" التي لا يمكن دفنها.
وبعد إعلان موسكو الجمعة عن "تركيز جهودها على تحرير دونباس"، قد "يتفاقم" وضع هذا الميناء الاستراتيجي المطل على بحر آزوف الواقع في أقصى جنوب هذا الحوض المنجمي، كما حذر أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئاسة الأوكرانية في رسالة فيديو على تلغرام.
وبعد أسبوعين على قصف مسرح المدينة، ما زال مصير مئات المدنيين الذين لجأوا إليه مجهولا. وبناء على شهادات من شهود العيان، تفيد البلدية بأن حصيلة قتلى المسرح قد تكون حوالى 300 شخص. وكانت مسؤولة بلدية في ماريوبول فرت من المدينة يوم القصف قالت لوكالة فرانس برس إن نشر أي حصيلة للضحايا مستحيل بسبب خطوط الاتصال الرديئة وغياب السلطات المحلية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إنه سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين أو الثلاثاء لتنظيم عملية إجلاء من المدينة.
ولا يزال ماكرون، الذي تحدث ثماني مرات مع بوتين منذ بداية الغزو الروسي، مقتنعًا بأن الحوار مع موسكو لا يزال ممكنًا "لوقف الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا".
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية على حسابها على تويتر "السكان يحاولون ضمان بقائهم بشتى الطرق. الوضع الإنساني كارثي". وأوضحت أن "القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى رماد".
وفقًا لحصيلة نشرتها رئاسة البلدية منتصف آذار/مارس، قُتل أكثر من ألفي مدني في ماريوبول منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وقالت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع للتلفزيون الأوكراني "العدو يحاول تحقيق اختراق في محيط كييف وقطع الطرق". وأضافت أن "الدفاع عن كييف مستمر".
في ستويانكا التي تحولت إلى مدينة أشباح بعد تعرضها للقصف لأيام، عاد سكان بعد أن سمعوا أن القوات الأوكرانية طردت القوات الروسية منها. لكن عند نقطة تفتيش، حذرهم مقاتل أوكراني من القناصة الروس الذين لا يزالون يراقبون الشوارع المقفرة.
لكن العنف مستمر في مناطق أخرى لا سيما في شرق البلاد: فقد دارت معارك ضارية مجددا مساء الأحد قرب إيزيوم وفقًا للمستشار الرئاسي أريستوفيتش. وفي قرية أوسكيل القريبة، قُتل سبعة أشخاص وأصيب خمسة بجروح في قصف مدفعي روسي، وفقًا لمكتب المدعي العام الإقليمي.
على بعد مئة كيلومتر، تتعرض خاركيف ثاني مدن أوكرانيا للقصف كل يوم تقريبًا. في الضاحية الشمالية الشرقية لهذه المدينة، لم يعد حي سالتيفكا الشعبي المؤلف من مبان شاهقة سوى ساحة معركة مدمرة، ومدينة أشباح لم يبق فيها سوى عدد من المسنين المصابين بصدمة والقابعين في أقبية.
من ناحية أخرى، استعاد جنود أوكرانيون السيطرة على قرية مالا روغان الصغيرة في الريف على بعد أربعة كيلومترات شرق خاركيف، بحسب فريق وكالة فرانس برس الذي رأى جثتين لجنود روس في ممرّ، وعدّة مدرّعات روسية مدمّرة.
في ميكولايف، استعاد السكان القليل من الأمل بعد أسابيع مروعة حاول خلالها الجيش الروسي دون جدوى السيطرة على المدينة الواقعة على الطريق المؤدي إلى أوديسا أكبر مدن أوكرانيا الساحلية.
وتراجعت الجبهة بشكل كبير مع هجوم مضاد أوكراني على خيرسون، المدينة الرئيسية الوحيدة التي أعلن الجيش الروسي السيطرة الكاملة عليها، وهي تقع على بعد حوالي 80 كيلومترا جنوب شرق ميكولايف.
وعلى المستوى الدبلوماسي، وصل المفاوضون الروس الاثنين إلى اسطنبول لإجراء جولة مفاوضات جديدة مع الأوكرانيين من المقرر أن تبدأ الثلاثاء، بحسب صور بثتها قناة "ان تي في" التركية.
وكانت محادثات سابقة قد جرت في العاشر من آذار/مارس في مدينة أنطاليا التركية بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا من دون أن تؤدي الى تقدم ملموس. وتواصلت المفاوضات مذاك عبر الفيديو ووصفها الجانبان بأنها "صعبة".
وقدّرت الحكومة الأوكرانية الاثنين الخسائر الاقتصادية التي سببتها الحرب مع روسيا بأكثر من 560 مليار دولار، حسبما أعلنت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدنكو الاثنين عبر فيسبوك.
وأرغم النزاع حتى الآن أكثر من 3,9 ملايين أوكراني على الفرار من بلادهم.
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد في مقابلة عبر الإنترنت مع وسائل إعلام روسية نقلتها قناة الإدارة الرئاسية الأوكرانية على تلغرام أن من النقاط الرئيسية في المفاوضات "الضمانات الأمنية والحياد والوضع الخالي من الأسلحة النووية لدولتنا".
وتابع أن "هذا البند في المفاوضات يمكن فهمه برأيي وهو قيد النقاش، يتم درسه بعمق"، لكنه حذر في المقابل بأن المسألة يجب طرحها في استفتاء وأن بلاده بحاجة إلى ضمانات، متهما بوتين ودائرته المقرّبة بـ"المماطلة".
لكن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قلل من نبرة التفاؤل الاثنين قائلا إن المفاوضات حتى الآن لم تسفر عن "تقدم كبير".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني، الذي دعا إليه الأخير، سيأتي في الوقت الراهن "بنتائج عكسية". واشترط تبني مطالب موسكو في المفاوضات: حماية سكان دونباس و"نزع الأسلحة" و"اجتثاث النازية" من أوكرانيا.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن السلطات تخلت عن فتح ممرات إنسانية الاثنين خشية "استفزازات" محتملة من جانب القوات الروسية.
تعد صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المستقلة، التي حصل رئيس تحريرها ديمتري موراتوف على جائزة نوبل للسلام في عام 2021، آخر جهة تعلن الاثنين تعليق منشوراتها الإلكترونية والمطبوعة حتى نهاية العملية العسكرية في أوكرانيا.
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن موسكو تحضّر مرسومًا لفرض قيود على دخول المتحدّرين من دول قامت بأفعال "غير صديقة" إلى الأراضي الروسية، وسط موجة من العقوبات على موسكو منذ بداية غزوها لأوكرانيا.
وقال لافروف "يجري إعداد مسودة مرسوم رئاسي لإدخال إجراءات انتقامية تتعلق بالتأشيرات، مرتبطة بالإجراءات غير الصديقة التي تقوم بها عدة حكومات أجنبية"، مضيفًا أن هذا المشروع قدم "سلسلة كاملة من القيود" لدخول روسيا، ولكن بدون تحديد الدول المُستهدفة.
وخصّصت الولايات المتحدة 6,9 مليارات دولار لمساعدة أوكرانيا على مواجهة الغزو الروسي ولدعم دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بحسب مشروع الموازنة الذي نشرته إدارة الرئيس جو بايدن الاثنين.
ويعد التمويل الأخير ضمن سلسلة مساعدات عسكرية أعلنت عنها واشنطن بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الشهر الماضي وستستخدم "لتعزيز إمكانيات وجهوزية القوات الأميركية وحلفاء الناتو والشركاء الإقليميين في مواجهة العدوان الروسي"، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وأعلنت شركة هاينكن الهولندية لانتاج الجعة الاثنين أنها ستنسحب من روسيا حيث توظف 1800 شخص، بسبب الحرب المستمرة و"المتصاعدة" في أوكرانيا.
أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابك أن دول مجموعة السبع اعتبرت الاثنين أن مطالبة روسيا بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل "غير مقبولة" وتُظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين "في مأزق".
ورحّب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بموقف دول مجموعة السبع، معتبرًا أن "ابتزاز" موسكو غير مقبول.