التوترات متزايدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين
مخاوف من تصعيد كبير في القدس القديمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: خارج متجره لبيع البقالة في البلدة القديمة بالقدس، يصرخ علاء زوربا في وجه شرطي إسرائيلي الذي يرد عليه بجفاء. لم تتطوّر المناوشة إلى أبعد من ذلك، إلّا أن هذا النوع من التوترات المتزايدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد يخرج عن السيطرة في أي وقت.
ويقول التاجر الفلسطيني فيما يُدخل المؤن إلى متجره الواقع في طريق الواد في البلدة القديمة في القدس، والذي يقف قربه ثلاثة شرطيين إسرائيليين، "إنّهم يصبون الزيت على النار". وطريق الواد هو الشريان الرئيسي للحي الإسلامي في البلدة القديمة.
وقبل ذلك بقليل، رأى الفلسطيني البالغ من العمر 45 عامًا أحد الشرطيين يطلب الأوراق الثبوتية من رجل كان يتّجه إلى باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة الى المسلمين في البلدة القديمة في القدس الشرقية، والتي يسميها اليهود جبل الهيكل.
وطُرد الرجل المُسلم كما تبين له من دون سبب واضح، فيما قال له الشرطي إن بإمكانه محاولة الدخول من مدخل آخر أبعد بكثير. بعد فترة وجيزة، تمنى الشرطي نفسه لأحد المارّة اليهود فصحًا يهوديا سعيدا، ما أثار غضب زوربا.
ويقول، بعد أن هدّأه فلسطينيون آخرون، "قلت لهم إنهم غير طبيعيين".
على مقربة من المكان، يسير شاب فلسطيني مكبّل اليدين خلف شرطييْن إسرائيليين. لا أحد في المكان يعرف سبب اعتقاله ولكن لا أحد يكترث أيضا لما يبدو مشهدا شائعًا.
ويقول علاء زوربا بلهجة يائسة "يزداد التوتر يومًا بعد يوم".
وتقسم البلدة القديمة في القدس إلى أربعة أحياء (اليهودي والإسلامي والمسيحي والأرمني)، وتعجّ بالمؤمنيين والسكان والسياح، تحت رقابة القوات الإسرائيلية المنتشرة عند كل تقاطع طرق.
غير أن البلدة القديمة تشهد توترات دائمًا. إذ يتّهم الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون منظمات قومية إسرائيلية بالسعي إلى تهويد البلدة القديمة الواقعة في القدس الشرقية والاستيطان فيها.
وتكثفت المواجهات في الأيام الأخيرة، فيما يحتفل المسلمون بشهر رمضان واليهود بالفصح، ما يثير تجمّعات كبيرة في البلدةالقديمة.
وتحوّل التوتر في 15 نيسان/أبريل إلى اشتباكات في الساحة بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، ما أسفر عن إصابة أكثر من 170 فلسطينيًا بجروح.
واندلعت صباح الجمعة اشتباكات جديدة.
ويقول فراس محمّد، صاحب متجر آخر كان يتواجد فيه عدد من الزبائن، في طريق الواد "الوضع صعب جدًا والجو جو حرب".
ويلوم فراس محمد اليهود الأرثوذكس المتطرفين والقوميين الذين يمرون أمام متجره، غالبًا برفقة حراس الأمن، باتجاه حائط المبكى أو باحة المسجد الأقصى.
ويقول إنهم لم يكونوا يمرّون في الحي الإسلامي عادةً، لكن باتوا اليوم "يأتون في مجموعات، حاملين أعلام، هاتفين +الموت للعرب، الموت للمسلمين+ ويفتعلون المشاكل". والشرطة الاسرائيلية "لا تفعل شيئًا"، بل تسمح لهم، بحسب قوله، بالوصول إلى باحة المسجد حيث يمكنهم الدخول وفق شروط معيّنة لكن دون إمكانية الصلاة.
وقصد أكثر من 3800 يهودي باحة المسجد هذا الأسبوع، في "رقم قياسي" من الحشود بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وفقًا للمنظمة الإسرائيلية المسؤولة عن الزيارات.
ولدى خروجهم من الموقع، يُردّد البعض أناشيد دينية وينحنون أرضا لتقبيله بحرارة، على بعد خطوات قليلة من السكان الفلسطينيين الذين يعتبرون هذه الزيارات استفزازا.
ويمرّ يهودي متشدد وهو يحمل وشاح الصلاة تحت مرفقه، قرب شرطيين إسرائيليين، متّجهًا إلى مخرج البلدة القديمة، ويتمنى لهم بدوره عيد فصح سعيد، شاكرًا إيّاهم في ما بعد، لأنهم "يحموننا"، بحسب قوله.
ويضيف لفرانس برس، دون أن يكشف عن هويته "لو لم يكونوا هنا، لم نكن لنتمكّن من التنقل سيرا بهذه السهولة".
في شارع مجاور يسوده الهدوء، يشعر نادر زارو، وهو صاحب مقهى فلسطيني بتزايد التوتر، ويقول "سينفجر الوضع يومًا ما".