أخبار

بعد فراق دام أكثر من 70 عامًا

مستخدمًا يوتيوب.. باكستاني يجمع أسرًا فرقها انفصال الهند وباكستان

Courtesy Nasir Dhillon كان لقاء سيكا خان وشقيقه صادق خان بعد 74 عاما مؤثرا للغاية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
BBC يقول ناصر ديلون إن قناة "بنجابي ليهار" ساعدت في لم شمل مئات من أفراد

جذبت قناة على يوتيوب، تهدف إلى لم شمل هنود وباكستانيين انفصلوا بسبب التقسيم الحدودي عام 1947، مئات الآلاف من المتابعين من كلا البلدين.

بدأ ناصر ديلون، 38 عاما، قناته التي أطلق عليها "بنجابي ليهار" في عام 2016 بالتعاون مع صديق له، ويقول إن قناته ساعدت، منذ ذلك الوقت، في لم شمل مئات الأشخاص بأحبائهم عبر الحدود.

عندما غادر البريطانيون الهند عام 1947، قسموا المنطقة إلى دولتين مستقلتين، الهند وباكستان، وكان التقسيم خطوة مؤلمة للغاية أدت إلى اندلاع موجة من العنف الطائفي، مما أدى إلى لجوء نحو 12 مليون شخص فضلا عن مقتل ما بين 500 ألف إلى مليون شخص.

وتتسم العلاقات بين دول الجوار بالتوتر، مما يجعل من الصعب على الهنود والباكستانيين السفر عبر الحدود.

ويقول ديلون، وهو مسلم، إنه استلهم فكرة إطلاق قناة "بنجابي ليهار" من تجربة عائلته التي عانت من التقسيم الحدودي، بعد أن انتقل جده ووالده إلى باكستان من أمريتسار في ولاية البنجاب الهندية.

ويقول: "عاش الاثنان حياة طيبة في باكستان، لكنهما كانا يحدوهما الأمل دوما في العودة إلى قريتهما في أمريتسار".

بيد أنهما توفيا قبل أن تتحقق رغبتهما، وهو أمر ما زال يشعر ديلون بالذنب تجاهه.

تصدرت "بنجابي ليهار" عناوين الصحف الهندية في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما انتشر مقطع فيديو عن لقاء مؤثر جمع بين شقيقين بعد 74 عاما، كان أحد الأخوين، سيكا خان، قد بقي في الهند مع والدتهما، بينما انتقل الشقيق الآخر، صادق خان، إلى باكستان مع والدهما بعد التقسيم.

واجتمع الشقيقان بعد أن شاهد رجل من قرية سيكا خان نداء أطلقه شقيقه صادق من خلال مقطع فيديو نُشر على قناة "بنجابي ليهار".

ويقول ديلون: "ما من فضيلة أعظم من فضيلة لم شمل الأحباء".

كان ديلون، قبل إطلاق قناته على يوتيوب، يزور نانكانا صاهب، مسقط رأس جورو ناناك، مؤسس السيخية، وتعرف هناك على بهوبيندر سينغ لفلي، وهو باكستاني سيخي، شاركه في وقت لاحق في إطلاق قناة "بنجابي ليهار".

التقى ديلون وصديقه لفلي، في نانكانا صاهب، العديد من الأشخاص الذين فقدوا عددا من أفراد العائلة بسبب التقسيم الحدودي.

لاجئون سوريون في بريطانيا: طموحات وحكايات نجاحأطفال عراقيون ولدوا في الموصل دون هويات

ويقول: "لم تكن لدينا في البداية استراتيجية فعلية، كنا نسجل تفاصيل الأشخاص الذين يبحثون عن أفراد العائلة وننشر تلك التفاصيل على حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأثمرت الخطوة في ذلك الوقت على لقاءات ناجحة، كما حظيت مقاطع فيديو بالثناء والاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت هذه الطريقة هي الباعث لقرار إنشاء قناة على يوتيوب، لاسيما لم شمل الأشخاص الذين فصلهم التقسيم الحدودي.

Courtesy Nasir Dhillon تعاون ديلون وصديقه بهوبيندر سينغ لفلي(يسار) في إطلاق القناة

ويتابع القناة حاليا ما يربو على 600 ألف متابع، ويقول ديلون إن طلبات من أناس في الهند وباكستان تنهال على القناة بحثا عن أفراد أسرة مفقودين.

ويقول: "يتواصل معنا الناس أيضا للعثور على منازل أجدادهم".

ولا تضم قناة "بنجابي ليهار" فريق عمل خاص بها، بيد أن ديلون ولفلي استطاعا إنشاء شبكة من العلاقات والنشطاء في كلا البلدين، الأمر الذي يساعدهما في الوصول إلى الأشخاص.

وعلى الرغم من أن لم الشمل عن طريق الإنترنت لا يزال أسهل، فقد تمكنت القناة من تنظيم عدد من اللقاءات الفعلية بعد افتتاح ممر كارتاربور صاهب على جانبي الحدود في عام 2019، والممر عبارة عن معبر بدون تأشيرة يسمح للزائرين الهنود بزيارة كارتاربور صاهب جوردوارا، مزار جورو ناناك، في باكستان.

ويعتقد ديلون أن افتتاح الممر أفضل شيء حدث بالنسبة لأولئك الذين انفصلوا عن أحبائهم بسبب التقسيم الحدودي.

ويقول: "كثير من الأشخاص الذين يبحثون عن أفراد عائلة انفصلوا في التقسيم، أعمارهم حاليا في السبعينيات، وكانوا قد فقدوا الأمل في لم الشمل، بيد أن ممر كارتاربور جعل الأمر ممكنا"، وكان الشقيقان خان قد التقيا هناك أيضا في يناير/كانون الثاني.

Courtesy Nasir Dhillon ينشر ديلون مقاطع فيديو عن لم الشمل على قناته

ويقول ديلون إن لم شمل الناس تجربة ثرية وتبعث الرضاء.

ويضيف: "سمعت من كبار السن أن الناس تذكرهم بفضل ما تركوه وراءهم من إرث، وأنا أفعل ذلك من أجل كبار السن".

بيد أن ديلون نفسه لديه رغبة واحدة ينتظر تحقيقها، وهي زيارة قرية أمريتسار التي أحبها جده كثيرا، لاسيما بعد أن تقدم بطلب للحصول على تأشيرة مرة واحدة، لكن طلبه رُفض.

ويقول: "لم أستسلم. يحدوني الأمل أن أذهب إلى هناك يوما ما".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف