أخبار

العالم يقف على حافة الحرب النووية

خبير إيطالي: أجبروا أوكرانيا على التنازل لروسيا!

آليات عسكرية أوكرانية في منطقة خاركيف التي حررتها كييف في منتصف سبتمبر الماضي من القوات الروسية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: في اللحظة الأكثر دراماتيكية في الصراع الروسي - الأوكراني، ومع التهديدات الصريحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية، يتشدد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في خياراتهما الميدانية التي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى تفاقم الحرب. في الواقع، إذا أعلن جوزيب بوريل صراحة أن "الحرب قد وصلت إلى لحظة خطيرة"، فإن ألمانيا توضح أنها سترسل دباباتها المخيفة "ليوبارد" إلى أوكرانيا وأن الناتو يفكر في مضاعفة إمداد صواريخ "هيمارس"، التي شكلت تحولًا في المعركة.

يقول الخبير الأمني الإيطالي فينتشنزو جيالونجو لموقع "إيل سوسيداريو" الإيطالي إن الناتو، أي الولايات المتحدة، هو من يملي القواعد، "لكن في مواجهة الوضع الحالي، ضروري بذل الجهود غير المسبوقة لإقناع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي بتقديم بعض التنازلات لبوتين، وإلا فإننا سنواجه تدهورًا في الوضع على المستوى العالمي".

عدنا إلى الحرب الباردة

بحسب الخبير الإيطالي، يواجه بوتين صعوبات داخلية كبيرة، فقد اضطر إلى إعلان التعبئة الجزئية، ويواجه احتجاجات تتخذ أبعادًا لم يعد من الممكن إخفاؤها، "لأنه لم يتوقع رد فعل عسكري مثل انتصار الهجوم المضاد الأوكراني. الآن، في مواجهة حقيقة أنه استولى على مساحة من الأرض أقل مما خطط له، فإن تصريحاته تشير إلى رغبته في الوصول إلى حل وسط. لا يمكن بوتين العودة إلى روسيا من دون انتصار ما، وإلا فسيتعين عليه التعامل مع الرأي العام الداخلي".

يضيف جيالونجو: "عدنا إلى الحرب الباردة، على الأقل ما دام بوتين في السلطة. لن نعود إلى المستويات التي كانت عليها قبل سقوط جدار برلين، لأنه لم يكن هناك سوى قوتين عظميين في ذلك الوقت. اليوم، ظهرت دول أخرى، من الصين إلى الهند، وكانت الأخيرة تخطو خطوات كبيرة في مجال التسلح. يحلم بوتين بالعودة للتوسع كما كان قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، لكنها أحلام لا أكثر. رأينا ذلك في هذه الحرب: لو كان الاتحاد السوفياتي هو من هاجم أوكرانيا لكان انتصر في أسبوع. ستكون هناك فترة باردة دولية كبيرة ترتبط بالسلوك الروسي. وعلينا أن نرى ما يريد الأميركيون أن يفعلوه".

أوروبا.. والناتو

يشدد الخبير الأوروبي على حقيقة مهمة: "أوروبا شيء، والناتو شيء آخر... نحن نواصل إرسال الأسلحة، وكذلك ألمانيا. موقفنا لم يتغير، ولا موقف حلف شمال الأطلسي. وعندما قال بوتين: ’هذه ليست خدعة‘، علينا طبعًا أن نجيبه: ’نحن لا نمزح أيضًا‘.نعلم أن أميركا تدير الناتو، وهذا هو الهدف. علينا أن نرى ما يريدون القيام به، وما إذا كان يجب إقناع أوكرانيا أنه في مواجهة نزاع نووي، مهما كان محدودًا، من الأفضل التفاوض والتوصل إلى حلول وسط. يجب إقناع زيلينسكي بذلك. إن شكاواه بشأن وحدة الأراضي الأوكرانية صحيحة، لكن الواقع يختلف عن المشاعر والقومية".

ويختم جيالونجو حديثه للموقع الإيطالي بالقول: "علينا التعامل مع روسيا. لا يمكن محوها عن وجه الأرض. لا يمكن أي دولة أن تتمتع بالاكتفاء الذاتي تمامًا من الطاقة. لا يمكننا التفكير في حذف روسيا عن خريطة العالم. الآن ونحن نقترب من فصل البرد، أعتقد أننا سنصل إلى نتيجة ما. ففي المناطق حيث تنخفض درجة الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر، وتتجمد الطرق، ولا تتحرك المركبات، ويعجز الجنود عن المقاومة، يصبح القتال غير وارد. لم يفكر أحد، ولا سيما بوتين، في الوصول إلى عتبة الشتاء مع استمرار الحرب. يحاول الرئيس الروسي العودة إلى الوطن بانتصار ما، وواقعيًا، يجب أن يكون في وضع يسمح له بذلك".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "إيل سوسيداريو" الإيطالي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف