أخبار

كييف تدعو جنود موسكو إلى الاستسلام

مكاسب روسية في شرق أوكرانيا بعد سلسلة انتكاسات

رجال إطفاء أوكرانيون يخمدون حريقا بعد قصف في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا في 06 اكتوبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أرتيميفسك (أوكرانيا): أعلنت القوات الروسية تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا الجمعة بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، لكن يبدو أن كييف تحتفظ بزمام المبادرة ودعت الجنود الروس إلى اختيار الاستسلام.

في الوقت نفسه مُنحت في أوسلو جائزة نوبل للسلام للناشط البيلاروسي المسجون أليس بيالايتسكي والمنظمة غير الحكومية الروسية "ميموريال" والمركز الأوكراني للحريات المدنية، في خطوة تكتسي طابعاً رمزياً كبيراً في أجواء النزاع في أوكرانيا.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية أيلول/سبتمبر.

وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا الأسبوع وحده، حرر جنودنا 776 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في شرق بلدنا و29 بلدة ستّ منها في منطقة لوغانسك".

وأضاف "في المجموع، تم تحرير 2434 كيلومتراً مربعاً من أراضينا و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية".

وفي مؤشر إلى الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون بعد نجاح هجومهم المضاد، وعد وزير الدفاع أوليكسيتش ريزنيكوف بـ"ضمان الحياة والأمن والعدالة" للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام.

مكاسب موسكو

وقال "ما زال بإمكانكم إنقاذ روسيا من المأساة والجيش الروسي من الذل" بينما دفعت الهزائم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعبئة مئات الآلاف.

من جهتها أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى - ثلاث قرى في شرق أوكرانيا - بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة.

وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السيطرة على زايتسيف في اليوم السابق في تقريرها اليومي. وتقع هذه القرى الثلاث جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. يحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر لكن من دون جدوى.

قتال شوارع

سمع صحافيو وكالة فرانس برس الموجودون في باخموت الجمعة دوي قصف من مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ وسط هذه المدينة التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل الحرب.

كما سُمعت رشقات نارية متقطعة من مدفع رشاش. وقال ادوارد سكوريك (29 عاماً) وهو متطوع مدني من منظمة "فوستوك أس أو أس" للعمل الإنساني لفرانس برس إن "قتال شوارع" اندلع قرب منزله على الجانب الآخر من نهر باخموتا.

إلى الجنوب من المدينة باتجاه القرى التي استولى عليها الروس تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود بعد انفجار قذائف ما أدى إلى ترويع المدنيين وسقوط بعضهم أرضاً.

وتحدثت القوات الأوكرانية أيضاً عن تحقيق مكاسب الجمعة تتمثل بالسيطرة على قرية غريكيفكا في منطقة لوغانسك (شرق) حسب الحاكم سيرغي غايداي.

في منطقة خيرسون المحتلة (جنوب)، قتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون في غارة أوكرانية أصابت حافلة مدنيين كانوا في طريقهم إلى العمل خلال عبور جسر، بحسب المسؤول الموالي لروسيا كيريل ستريموسوف.

واستهدفت كييف جسوراً في هذه المنطقة مراراً من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية.

وتحدثت الرئاسة الأوكرانية عن هجوم روسي جديد على منطقة زابوريجيا (جنوب) لليوم الثاني على التوالي، أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح. وقالت إن "البنية التحتية دمرت في منطقتين. المحتل استخدم طائرات مسيرة للمرة الأولى".

في اليوم السابق قتل أحد عشر شخصاً في ضربات روسية على زابوريجيا، حسب إدارة الطوارئ الأوكرانية.

خطر حرب "نهاية العالم"

أشار زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك (شرق) دينيس بوشلين إلى أن الوضع "أصعب" بالقرب من ليمان التي تعد محورًا لتقاطع سكك حديد سيطرت عليه القوات الأوكرانية مؤخرًا بينما نجت القوات الروسية بصعوبة من الحصار.

وقال إن القوات الروسية تعزز خط دفاع جديدًا بالقرب من كريمينا "تهاجمه القوات الأوكرانية ليلاً ونهاراً". وأضاف "أعتقد أن لدينا كل الفرص لحشد قوات وبدء تحرير مناطق باحتياطات جديدة"، معلناً عن إرسال تعزيزات.

أعلنت روسيا الأسبوع الماضي ضم أربع مناطق تسيطر عليها على الأقل جزئيًا في أوكرانيا، في أعقاب "عمليات استفتاء" دانتها الأمم المتحدة وكييف وحلفاؤها الغربيون.

أما التهديد النووي، فهو في تصاعد.

فبعد تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي التي يعتبرها الكرملين روسية، تحدث زيلينسكي الخميس عن "ضربات وقائية" ضد روسيا.

وتراجعت الرئاسة الأوكرانية بسرعة مؤكدة أن زيلينسكي كان يتحدث عن "عقوبات" وقائية وليس ضربات، لكن المسؤولين الروس انتقدوا تصريحاته.

ودان الكرملين "الدعوة إلى بدء حرب عالمية جديدة" بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريحات من هذا النوع تبرر الغزو الروسي.

وقد حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من خطر حرب "نهاية العالم" للمرة الأولى منذ الحرب الباردة.

مساعدات عسكرية

من جهته أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة إنشاء "صندوق خاص" لتمكين اوكرانيا "من أن تشتري مباشرة من الجهات الصناعية لدينا العتاد الذي تحتاج اليه دعما لجهدها الحربي".

وقال ماكرون للصحافيين في براغ إثر قمة للاتحاد الاوروبي "سنزود هذا الصندوق الخاص مئة مليون يورو كبداية".

وأضاف أن المناقشات جارية، خصوصًا مع الدنمارك، لتقديم مزيد من مدافع قيصر العالية الدقة المحمولة على شاحنات إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى 18 مدفعًا سبق أن قدمتها فرنسا.

وسط هذه التطورات يعمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وفرقه "بشكل مكثف" على تمديد الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب من أوكرانيا والذي ساعد على خفض أسعار المواد الغذائية العالمية، وفق ما أفاد الجمعة المتحدث باسمه.

وقال ستيفان دوجاريك إن "فِرق الأمين العام تجري اتصالات مكثفة حول هذه القضايا. يعمل غوتيريش وفريقه جاهدين لتمديد وتوسيع مدى مبادرة البحر الأسود للحبوب".

وأكد دوجاريك أن "الأمين العام يقضي الكثير من الوقت على الهاتف لحلّ العقبات مع إدارات عدة تعطل تسهيل تجارة الأسمدة والحبوب الروسية".

مساعدة طارئة

توازياً أعلن صندوق النقد الدولي في بيان الجمعة أنه سيصرف مساعدة طارئة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار من خلال أداة المساعدة الجديدة لمواجهة الصدمات الغذائية.

وأوضحت المؤسسة أن حزمة المساعدة الجديدة تهدف إلى "دعم أوكرانيا في مواجهة احتياجاتها الملحة من حيث ميزان المدفوعات" ولكن أيضاً "لتحفيز تقديم دعم مالي مُستقبَلاً من الجهات المانحة والدائنة لأوكرانيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف