أخبار

محاولة لتهدئة منتقدي بوتين لا أكثر

غارات روسيا على كييف لا تغير ميزان القوى في الميدان

رجال الدفاع المدني في كييف ينقلون جريحًا سقط نتيجة القصف الروسي العشوائي على العاصمة الأوكرانية في 10 أكتوبر 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: إن موجة الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها روسيا على كييف ومدن رئيسية أخرى في أوكرانيا في وقت ساعة الذروة الصباحية تمثل ردًا ساخرًا من الكرملين على قصف جسر مضيق كيرتش بين روسيا شبه جزيرة القرم. كانت الغالبية الساحقة من ضحاي هذه الموجة من المدنيين، فيما كانت الضربات الأولى على العاصمة منذ نهاية يونيو، حيث أصابت مبان وشوارع وحدائق وملاعب للأطفال. كما تأثرت إمدادات الطاقة في لفيف وخاركيف بالهجوم الذي أثار مخاوف لم تشهدها هذه المناطق منذ الأسابيع الستة الأولى من الحرب.

يبدو أن مواقع قليلة مما تم ضربه له أي أهمية عسكرية مباشرة، إن وجد، وكان قرار استهداف كييف والمدن الأخرى سياسيًا بشكل واضح، على الرغم مما قاله الرئيس الروسي صباح الاثنين: "تم تنفيذ ضربة مكثفة بأسلحة جوية وبحرية وبرية طويلة المدى عالية الدقة على منشآت الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا".

متعمد ومتهور

لكن لا ينبغي أن ننسى أن الاستهداف المتعمد أو المتهور للمدنيين والبنية التحتية المدنية هو ببساطة جرائم حرب خلفت 11 قتيلًا على الأقل، هدفه بث الخوف في قيادة أوكرانيا وسكانها المدنيين، على أمل أن تشعر كييف في النهاية بأنها مضطرة للتفاوض بينما لا تزال روسيا تحتل سدس أو أكثر قليلاً من أراضي أوكرانيا.

كانت أوكرانيا قلقة بشكل لا يمكن إنكاره يوم الإثنين، وسيستخدم رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، الهجمات للضغط من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، ولطلب المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي. لكن على الرغم من كل الفوضى التي أحدثتها الهجمات، فإن السؤال سيكون ما إذا كان هذا الهجوم على المدن سيستمر. في أوائل سبتمبر الماضي، استُهدفت خاركيف بموجة شرسة من الهجمات الصاروخية بعد نجاح أوكرانيا في ساحة المعركة بالقرب من ثاني مدينة في البلاد، مع انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه مؤقتًا.

مع ذلك، خفت حدة الهجمات في وقت لاحق، ولم يكن لها تأثير كبير على ساحة المعركة، حيث تواصل روسيا خسارة الأرض في القطاع الشمالي من الجبهة، وخسرت مدينة ليمان في الأيام الماضية. وليس واضحًا على الإطلاق أن روسيا يمكنها الاستمرار في تكثيف الضربات الصاروخية فترة طويلة، بالنظر إلى كمية الذخيرة التي استخدمتها في الحرب حتى الآن، ومدى الإدانة السياسية الدولية التي ستجذبها مثل هذه الهجمات.

لا تغيير في ميزان القوى

الواقع العسكري أيضًا هو أن الضربات الصاروخية الروسية لن تغير ميزان القوى على الأرض، ومهما كان الخوف الذي تثيره، فإنها لن تؤثر على رغبة أوكرانيا في المقاومة، على الأقل على المدى القصير. اليوم، تكتسب أوكرانيا أيضًا أرضية في الطريق إلى خيرسون في الجنوب وكذلك في شمال دونباس. يعرف الكرملين أن موقعه العسكري الحالي ضعيف، وهذا هو السبب في أن هجوم يوم الاثنين يخدم غرضًا ثانيًا، وهو محاولة تهدئة القوميين المتشددين.

لا عجب إذًا أن تبدو موسكو كأنها تحاول تقريب بيلاروسيا من الحرب، حيث وعد البلدان بنشر قوة عسكرية مشتركة. لكن جيش بيلاروسيا صغير، فقط 11700 جندي إضافة إلى 6150 من القوات الخاصة (معظم قواتها من الميليشيات لقمع المعارضة الداخلية). قد يعني هذا أن الأحداث المروعة ليوم الاثنين الماضي لها أهمية أقل على المدى الطويل مما قد تبدو عليه. لكن المشكلة تكمن في أنه مع خسارة القوات الروسية للأرض بشكل واضح، أصبح اتخاذ بوتين للقرار أكثر شراسة.

تعرف موسكو أنها بحاجة إلى التصعيد وقد حاولت بالفعل تجنيد السجناء من خلال التعبئة الجزئية، من دون نتائج فورية. الآن، لجأت إلى موجة من القصف الشامل على المدنيين، وربما تفعل ذلك مرة أخرى.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف