منذ أن شن مسلحون الشهر الماضي أول هجوم دام
تنامي التهديد الجهادي على الحدود بين النيجر وبنين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غايا (النيجر): يثير التهديد الجهادي الخوف بين سكان المنطقة الحدودية بين النيجر وبنين التي كانت حتى الآن بمنأى من أعمال العنف، منذ أن شن مسلحون الشهر الماضي أول هجوم دام في مدينة مالانفيل الحدودية، شمال شرق بنين.
يقول النيجيري ماماني ساني هارونا، وهو يرمي شبكة صيد ضخمة في مياه نهر النيجر الحدودي مع بنين "نحن نعيش مع الخوف!".
كانت هذه المنطقة بمنأى عن العنف الجهادي الذي تشهده النيجر منذ سنوات. لكن في أيلول/سبتمبر، شن مسلحون أول هجوم على نقطة جمركية في مالانفيل، أقرب مدينة في بنين من النيجر، مما أسفر عن مقتل شخصين.
وأضاف ماماني ساني هارونا الذي يعيش على ضفاف النهر "الإرهابيون موجودون على حدود البلدين وإذا تم تعقبهم في بنين، فسوف يتراجعون إلى النيجر".
على الضفة المقابلة، تنعكس أشعة الشمس على أسطح المنازل في بنين.
وأوضح الصياد الذي يكده العرق "هذه هي المياه التي يجب مراقبتها، إنها تساعد على تسلل الإرهابيين، وهناك يوجد الكثير من المناطق المشجرة" التي من المحتمل أن تؤمن مخابئ لهم.
التهديد حقيقي
ويقر أسيمو أبارشي، حاكم كايا، وهي دائرة في منطقة دوسو النيجرية الحدودية مع بنين بأن "التحدي الأمني موجود، والتهديد حقيقي".
وقال لوكالة فرانس برس "لكن، والحمد لله، حتى الآن ننام ونستيقظ بشكل جيد".
تقول مارياما التي تعبر سيراً جسر نهر النيجر لبيع الحليب في بنين "في الوقت الحالي، يسود الهدوء، هناك فقط قطاع طرق يسرقون حيواناتنا لبيعها للجزارين".
بقيت دوسو حتى الآن بمنأى عن أعمال العنف المنسوبة إلى الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية والتي خلفت مئات القتلى في المنطقتين المجاورتين تيلابيري وتاهوا في الغرب، بالقرب من مالي وبوركينا فاسو.
دفعت الهجمات الجهادية المشغلين النيجريين إلى تجنب الطرق المؤدية إلى ميناء أبيدجان أو لومي عبر بوركينا فاسو، وعبور ممر دوسو لتحميل البضائع من ميناء كوتونو في بنين، وفقًا للنقابات.
أكد وزير مالية النيجر أحمد جدود أنه "بسبب الأزمة الأمنية، أصبح أحد الممرات الواصلة بين لومي وبوركينا ونيامي شبه خال من الشاحنات، وهذا يشكل عقبة أمام جمع الإيرادات".
احتمال تدهور الأمن
في زيارة إلى كايا في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعرب رئيس النيجر محمد بازوم عن قلقه من احتمال تدهور الأمن في هذه المنطقة.
وكإجراء وقائي، وعد بإنشاء كتيبة عسكرية في كايا "مجهزة بكل الوسائل" لمراقبة 266 كلم من الحدود بين النيجر وبنين.
وأكد أن "بنين شريك استراتيجي للنيجر".
وأضاف الرئيس أمام قادة قوات الدفاع والأمن في دوسو "عندما نعرف أفعال هذه القوات (الجهاديين) ورغبتهم في فتح جبهات على الجانب الآخر (بنين)، فإننا مدعوون للتأهب" وبالتالي "الانتشار" على هذه الحدود.
شراكة مع الصين
يأتي ذلك فيما تقوم نيامي، بالشراكة مع الصين، ببناء خط أنابيب عملاق، هو الأكبر في أفريقيا، لتصدير نفطها الخام اعتبارًا من تموز/يوليو 2023 عبر بنين، من أجل تعويض خسارة الإيرادات الناجمة عن انخفاض أسعار اليورانيوم التي تعد من أهم منتجيه.
وقعت نيامي وكوتونو، العاصمة الاقتصادية في بنين، "اتفاقية" منتصف تموز/يوليو لمحاربة "الإرهاب" تنص بشكل خاص على تبادل المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة.
أعرب محمد بازوم عن أسفه لاستخدام منطقة دوسو كممر "للإمداد اللوجيستي وبالوقود للارهابيين" المتمركزين في مالي باستخدام الدراجات النارية والزوارق، وحث القوات النظامية على "إيجاد استجابة فعالة" ممن أجل "قطع" هذا المصدر.
وصرّح مسؤول في كايا لوكالة فرانس برس أن "راكبي الدراجات النارية يتسللون من نيجيريا الى شمال مالي والقوارب المنخرطة في التهريب مجهزة بمحركات قوية".
وتملك دوسو كتيبة تدخل خاصة تضم أكثر من 500 عنصر تم تدريبهم من قبل القوات الفرنسية كما قامت باريس بتجهيزها بمركبات صغيرة وأسلحة ثقيلة.