طهران تكرّرت نفيها تصدير أسلحة إلى روسيا
الجيش الروسي سيُجلي مدنيين من خيرسون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف (أوكرانيا): أكد الجيش الروسي الثلاثاء أن الوضع الميداني في أوكرانيا "متوتر" بالنسبة لقواته أمام هجوم مضاد تشنه كييف، وخاصة في خيرسون التي يستعد لإجلاء سكانها، إثر انتكاسات في الشرق والجنوب.
وقال الجنرال سيرغي سوروفكين الذي كُلف إدارة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ عشرة أيام، إن "الجيش الروسي سيضمن قبل كل شيء الإجلاء الآمن للسكان" من خيرسون، وهي واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا مؤخرًا ضمها. كما أنها أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيد القوات الروسية منذ اندلاع النزاع في 24 شباط/فبراير.
هجوم مضاد
لكن القوات الأوكرانية شنت هجوما مضادا في الجنوب قرب نهاية الصيف وتقترب بشكل متزايد من المدينة.
وقال الجنرال سوروفكين لقناة روسيا 24 التلفزيونية "يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر. العدو لا يتخلى عن محاولاته لمهاجمة مواقع القوات الروسية".
واوضح أن "النظام الأوكراني يسعى لاختراق دفاعاتنا" من خلال حشد "جميع احتياطييه" في الهجوم المضاد.
واعتبر الجنرال سوروفيكين أن الوضع "صعب للغاية" وخاصة في خيرسون، نظراً للضربات الأوكرانية التي استهدفت "البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية" في المدينة.
وألحقت الضربات أضراراً بعدة مواقع بينها سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر وبقية منطقة خيرسون، بحسب المصدر نفسه.
ويُخشى أن يؤدي تدمير سد محطة كاخوفكا للطاقة إلى فيضان هائل.
واوضح الجنرال سوروفكين أن هذه الضربات أدت إلى حدوث اضطرابات بتزويد خيرسون بالكهرباء والمياه والغذاء، مستنكراً "التهديد المباشر لأرواح السكان".
واشار الجنرال الروسي إلى أن "الاجراءات اللاحقة المتعلقة بمدينة خيرسون نفسها ستعتمد على الوضع العسكري" داعياً إلى "ضرورة المحافظة على أكبر عدد من أرواح السكان المدنيين والعسكريين الروس". واضاف "نحن لا نستبعد اتخاذ قرار بغاية الصعوبة".
أعلنت القوات الروسية في وقت سابق الثلاثاء أنها استعادت أراضي من القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف في الشرق. وهذه أول مرة تعلن فيها موسكو السيطرة على قرية في المنطقة التي أخرجت منها بالكامل تقريبا الشهر الماضي.
وضع خطير
حذرت أوكرانيا الثلاثاء من وضع "خطير" بالنسبة لشبكة الكهرباء بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية "دمّرت 30% من محطات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب بأعطال هائلة في كل أنحاء البلاد"، مع اقتراب الشتاء.
استهدفت الهجمات الروسية منشآت الطاقة في كييف ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل إمدادات المياه ، بعد يوم من قصف العاصمة بسرب من الطائرات المسيرة الانتحارية.
وصرح المسؤول الرئاسي كيريلو تيموشنكو للتلفزيون الأوكراني "الوضع خطير الآن في كل أنحاء البلاد... من الضروري أن تستعد البلاد بأكملها لاحتمال انقطاع في الكهرباء والمياه والتدفئة".
في هذا الصدد أكدت خدمة الطوارئ الأوكرانية الثلاثاء "في الوقت الحالي، لا تزال 1162 بلدة (...) بدون كهرباء".
استهدفت الضربات الأولى الثلاثاء كييف وخاركيف في الشرق وميكولايف في الجنوب وفي الوسط دنيبرو وزيتومير، حيث قال مسؤولون إن المستشفيات تعمل بمولدات احتياطية.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن ثلاثة أشخاص قتلوا في ضربات يوم الثلاثاء.
نفي من الكرملين وايران -
وقال مسؤولون أوكرانيون إن طائرات بدون طيار قصفت كييف الاثنين، لليوم الثاني، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، فيما وصفته الرئاسة بأنه هجوم يائس.
واتهمت كييف موسكو باستخدام مسيرات إيرانية في هجماتها. وتحدثت هيئة الأركان الاوكرانية عن إرسال الجيش الروسي 43 مسيّرة "شاهد-136 ايرانية الصنع... أسقط الجنود الأوكرانيون 38 منها".
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء أن "طلب روسيا المساعدة من إيران يشكل اعترافا من قبل الكرملين بإفلاسه العسكري والسياسي".
لكنّ طهران كرّرت نفيها، تصدير أسلحة إلى أي من الطرفين المتحاربين وأبدت الثلاثاء استعدادها لإجراء مباحثات مع كييف لتوضيح "مزاعم" بشأن تزويدها روسيا أسلحة وطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب.
وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تستخدم طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء "ليس لدينا مثل هذه المعلومات". وأضاف أنه "يتم استخدام التكنولوجيا الروسية، تحت أسماء روسية".
لكن وزارة الدفاع الروسية أكدت شن ضربات على منشآت للطاقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، قائلة إنها استخدمت أسلحة بعيدة المدى ودقيقة.
وقال مسؤولون غربيون إنه "يتضح بشكل متزايد أن روسيا تنتهج استراتيجية متعمدة لمحاولة تدمير شبكات التدفئة والكهرباء" وأن الطائرات بدون طيار "الإيرانية تلعب دورًا مهمًا بشكل متزايد" في النزاع.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن روسيا "لا ترى أي جدوى" للإبقاء على نفس الوجود الدبلوماسي في الغرب، معلنا أن موسكو ستركز الآن على آسيا وأفريقيا.
أعلنت السلطات الروسية الثلاثاء أنّ 15 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا في سقوط مقاتلة روسية من طراز سوخوي-34 وتحطّمها بمبنى سكني في جنوب روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا. وبلغ عدد الجرحى 43 بينهم تسعة أطفال.
من جهة ثانية، اتهمت كييف الثلاثاء منظمة الصليب الأحمر "بالتقاعس" بشأن سجنائها المحتجزين لدى روسيا، قائلة إن قلة الزيارات للجنود والمدنيين المحتجزين تعني أنهم عرضة للتعذيب.