اقتصاد

إضراب القطارات يدشن سلسلة من التحركات الاجتماعية

بريطانيا: تحركات تاريخية بمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار

صورة تُظهر الزحمة في المترو بتاريخ 10 تشرين الثاني\نوفمبر2022
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: وجد العديد من البريطانيين صعوبة كبرى للوصول إلى مراكز عملهم الثلاثاء، في اليوم الأول من إضراب في السكك الحديد في المملكة المتحدة وسط تحركات اجتماعية تاريخية بمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار.

ذكر الاتحاد الوطني لعمال السكك الحديد والبحرية والنقل (آر إم تي) أن 40 ألفا من أعضائه العاملين في شبكة السكك الحديد و14 شركة قطارات يشاركون في التحرك الذي بدأ الثلاثاء ويستمر حتى 31 كانون الأول/ديسمبر.

ومن المتوقع تسيير 20% فقط من القطارات.

وتتحدث وسائل الإعلام البريطانية منذ الآن عن "شتاء السخط" في إشارة إلى الإضرابات الحاشدة التي هزت البلاد في أواخر السبعينات وألحقت خسائر توازي عشرات ملايين أيام العمل بالاقتصاد البريطاني.

وأفاد مكتب الإحصاءات الوطني الثلاثاء عن خسارة 417 الف يوم عمل في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده بسبب الاضطرابات الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه المستوى "الأعلى منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011".

ولا يقتصر التحرك على موظفي السكك الحديد بل يشمل عناصر الأمن في قطارات يوروستار التي تسير رحلات إلى أوروبا وعناصر حرس الحدود الذين يدققون في جوازات السفر في المطارات، ما ارغم الحكومة على التخطيط لنشر عسكريين للقيام بهذه المهام.

كما تطال التحركات قطاع الصحة مع لزوم الممرضات إضرابا غير مسبوق الخميس على أن تنضم إليه في 20 كانون الأول/ديسمبر طواقم سيارات الإسعاف.

وستشمل الإضرابات أيضا عدة قطاعات إدارية.

ولم يبق القطاع الخاص بمنأى عن هذه التحركات إذ لوحت نقابة "يونايت" بإضراب في شركة "غرين كينغ" للبيرة التي تملك سلسلة من الحانات والمطاعم، وبأزمة بيرة في الأعياد.

وتتركز كل المطالب على زيادة الأجور في مواجهة تضخم تخطى 11%، مدفوعا بالارتفاع الحاد في أسعار الطاقة ولا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكد وزير النقل مارك هاربر عبر إذاعة تايمز راديو صباح الثلاثاء أن "الأولوية الاقتصادية الأعلى للحكومة هي ضبط التضخم ... حتى يتمكن الناس من مواجهة كلفة المعيشة"، مذكرا بأن الحكومة "قدمت دعما كبيرا" للأسر للتعويض عن زيادة أسعار الطاقة.

وفقًا لاستطلاع أجراه معهد "يوغوف" نُشر في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، يعارض 47% من البريطانيين الإضراب في وسائل النقل و41% يؤيدونه.

وتحدثت وكالة فرانس برس مع مسافرين الثلاثاء في لندن في محطة كينغز كروس الهادئة بشكل غير عادي.

وقال مطوّر المواقع الالكترونية آلان سميث (28 عامًا) الذي كان يحاول إيجاد بديل عن القطار الذي كان ينتظره للذهاب إلى هيثرو "أتفّهمهم تمامًا ... الوضع صعب على الناس في الوقت الحالي".

أمّا رجل الإطفاء السابق كريس ماكبرايد (74 عامًا)، فاعتبر أن الحكومة "غير كفوءة" في دعم الأسر، قائلًا "أنا متقاعد، وعلي التريث بالإنفاق لتأمين التدفئة لنفسي، الأمر صعب".

عشية التحرك في السكك الحديد البريطانية، وفيما زاد تساقط الثلوج وتشكل الجليد من البلبلة في المواصلات الأحد والإثنين، رفضت نقابة آر إم تي آخر اقتراحات قدمتها إدارة شبكة "نيتوورك رايل" للسكك الحديد.

وأكد الأمين العام للنقابة ميك لينش عبر البي بي سي "ليس بنيتي إفساد عيد الميلاد على الناس، الحكومة هي التي تساهم في إفساد عيد الميلاد لأنها تسببت بهذه الإضرابات بمنعها الشركات من تقديم اقتراحات مناسبة".

وتمسّك رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك الذي تراجعت شعبية حكومته في استطلاعات الرأي، بموقف حازم متوعدا بفرض "قوانين جديدة قاسية" للتصدي لعواقب هذه الإضرابات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف