منها ما يحصل بحسن نية!
زلزال تركيا: المنشورات الزائفة تعرقل جهود الإغاثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تستغل المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت تجارب الضحايا المؤلمة، ويحتاج مدققو الحقائق إلى الدعم أثناء عملهم على فضحها.
إيلاف من بيروت: يُظهر مقطع فيديو تمت مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي عمودًا من الدخان الكثيف يتصاعد من مبنى بجانب مرفأ قبل انفجار كارثي. يقول الإيضاح المرافق للفيديو إنه يعرض لقطات لمحطة طاقة نووية في تركيا تنفجر بعد الزلزال. لكن، تركيا لا تملك محطات طاقة نووية ناشطة. وعند البحث عن اصل الفيديو، تبيّن أن ما يظهر فيه هو منشأة لتخزين الأسمدة في ميناء بيروت الذي انفجر في عام 2020، وهو واحد من منشورات لا حصر لها تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعي زوراً أنها تصور أحداثاً كارثية في تركيا.
معلومات مغلوطة
يحاول مدققو الحقائق في جميع أنحاء العالم التحقق من الأحداث الحقيقية، للحد من انتشار المعلومات المضللة والخطيرة. وهؤلاء مرهقون. يقول عباس بنجواني، عباس بنجواني، المحرر المساعد في مؤسسة Full Fact الخيرية المستقلة لمدققي الحقائق والناشطين: "أخبرنا مدققو الحقائق السوريون، Verify-sy، أنهم اضطروا إلى التوقف عن عملهم بسبب الأضرار التي لحقت بمنازلهم. فمع ارتفاع عدد القتلى الآن إلى أكثر من 33000 شخص، من الأهمية بمكان أن يتمكن أولئك الذين يعملون في جهود الإغاثة من الوصول إلى معلومات جيدة عبر الإنترنت".
يمكن المعلومات الخاطئة أن تعرقل بشكل مباشر المساعدات والإغاثة في حالات الكوارث. قد يستخدم الأشخاص والمنظمات اللقطات التي يرونها على الإنترنت للمساعدة في تحديد المتضررين، أو لم شمل الأشخاص المفقودين من أفراد الأسرة. منذ عام 2017، كان الصليب الأحمر الكندي يحاول تثقيف الناس على اعتماد ضحايا الكارثة على أي معلومات يمكنهم العثور عليها. يمكن أن يمنع المحتوى المضلل عبر الإنترنت أولئك الذين يحاولون مساعدة الأشخاص في الحصول على المعلومات والدعم الصحيحين. وبالنسبة للأشخاص المتضررين من هذه المأساة، فإن آخر شيء يحتاجون إلى رؤيته هو أن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم مليئة بالمعلومات الخاطئة. لا يستحق الضحايا استغلال تجاربهم المؤلمة فقط من أجل المشاركة، سواء بحسن النية أم لا.
لا تتبرعوا فورًا
إضافة إلى ذلك، يطلب بعض هذه الحسابات مباشرة من المشاهدين التبرع بالأموال، بزعم جهود الإغاثة. نظرًا إلى عدم أصالة المحتوى الذي يتم نشره، محتمل أنتستغل هذه الحسابات الأحداث عمدًا لتحقيق مكاسب مالية شخصية. جمعت عمليات جمع التبرعات المشروعة مثل لجنة طوارئ الكوارث الآن أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني، ومهم منع الجهات الفاعلة السيئة من محاولة الاستفادة من حقيقة أن الكثير من الناس يريدون المساعدة. ومفهوم أن الناس يريدون مشاركة لقطات المأساة، وفي أغلب الأحيان، يتم ذلك بحسن نية. لكن عندما نرى قصصًا إخبارية عاجلة شديدة الانفعالات تستحوذ على خلاصاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها تخلق فرصة لتزدهر المعلومات المضللة.
يقول بنجواني: "عندما غزت روسيا أوكرانيا في العام الماضي، رأينا قصة مماثلة تظهر. لم يمض وقت طويل قبل أن يتم مشاركة مقاطع من الحروب السابقة، والبلدان المختلفة وحتى ألعاب الفيديو عبر الإنترنت تستخدم لتوضيح الحرب بشكل خاطئ. حتى أننا اضطررنا إلى التحقق من تقرير نشرته بي بي سي بعد أن استخدمت لقطات لعرض عسكري روسي قديم كنا قد فضحهنا في اليوم السابق".
اهتمام واسع
عندما يحدث هذا النوع من الأحداث المأساوية، يريد بعض الناس للأسف إيجاد طرق يمكنهم من خلالها الاستفادة من الاهتمام الواسع بالموضوع. فثمة حسابات تم إنشاؤها لاكتساب التأثير من خلال نشر مقاطع مزيفة عن المأساة. ويصعب منع الأشخاص الذين يبدو أنهم يشاركون هذا النوع من المعلومات المضللة من أجل المال أو الشهرة. لكننا نعلم أن معظمهم ليسوا خبيثين وسيئين يسعون لاستغلال مأساة. إنهم ببساطة أشخاص يتطلعون إلى العثور على المعلومات ومشاركتها في أعقاب حدث مزعج. وفي مثل هذه المواقف، لدينا جميعًا دور نلعبه.
عندما تشاهد مقطع فيديو يتعلق بالزلزال، أول شيء يجب أن تسأله لنفسك هو: هل يبدو هذا معقولاً؟ يمكن فضح الفيديو الذي يزعم أنه أظهر انفجار محطة للطاقة النووية من خلال بحث سريع على غوغل. يقول بنجواني: "اسأل نفسك إذا بدا أي شيء في اللقطات في غير محله؟ شاهدنا مقطع فيديو يدعي إظهار هزة أرضية في تركيا كان في الواقع من نيبال. كيف لنا أن نعرف هذا؟ السيارات التي تظهر في الصورة تحمل لوحات أرقام نيبالية وليست تركية". مع وجود الكثير من العمل الذي يقوم به مدققو الحقائق في جميع أنحاء العالم، مفيد أيضًا التحقق مما إذا كان الفيديو الذي تشاهده قد تم فضحه بالفعل. وإذا كنت لا تزال غير متأكد، فلدينا مجموعة أدوات لاكتشاف المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت والتي يمكن لأي شخص الوصول إليها.
يختم بنجواني: "في المأساة، يمكننا أن نؤدي دورنا بتوخي الحذر الشديد بشأن ما نشاركه عبر الإنترنت. عندما تنتشر المعلومات السيئة، يمكن أن تدمر الأرواح، وفي هذه الحالة، يمكن أن تعرقل جهود الإغاثة المستمرة".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها عباس بنجواني ونشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية