السوداني: نرفض جعلنا ساحة نزاعات للجوار ومعارضيه
الأمم المتحدة تُعرّي النظام السياسي في العراق وتتوقع احتجاجات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: حذّرت الأمم المتحدة من المشاكل السياسية في العراق متوقعة أن الوضع سيقود لتفجر احتجاجات جديدة، فيما رفض السوداني جرّ بلاده الى صراعات بين دول الجوار ومعارضيها.
وفي كلمة لها نوهت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت الى انها كانت قد حذرت عام 2019 من أن الغضب الشديد يغلي بسهولة، وأن الفشل في التصرف سيؤدي حتما إلى حلقة جديدة من العنف وهو امر ادى فعلا الى المظاهرات الجماهيرية في أكتوبر من ذلك العام حين نزل الكثير من العراقيين - من جميع مناحي الحياة - إلى الشوارع ، احتجاجًا على الافتقار إلى الآفاق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومن عبث الفساد والمصالح الحزبية.
خسائر فادحة
واشارت بلاسخارت في كلمة استلمت "ايلاف" نصها الى ان الخسائر الفادحة في الأرواح فضلاً عن الإصابات العديدة إلى جانب الافتقار إلى المساءلة واختطاف الاحتجاجات السلمية بكل أنواع ديناميكيات القوة ادت إلى التوسع السريع في أزمة ثقة ضخمة بالفعل.
واشارت الى انه بينما تم الاعتراف على نطاق واسع بأن الانتخابات المبكرة عام 2021 كانت شفافة وذات مصداقية - وهو ليس بالأمر الهين لديمقراطية فتية &- لكن بعد فترة وجيزة وجد العراق نفسه في بيئة متقلبة للغاية ومشحونة سياسياً بعد الانتخابات اذ ذهبت الدعوات إلى الأحزاب لتجاوز خلافاتهم أدراج الرياح وهو وضع أدى إلى اشتباكات مسلحة في قلب العاصمة وأماكن اخرى وصولا الى انبثاق حكومة محمد شياع السوداني الجديدة.
وشددت بلاسخارت على أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والبيئية والمؤسسية - إلى حد كبير - ظلت ثابتة وهو ما يعني أن العديد من التطلعات والمطالب - التي برزت في أكتوبر 2019 - لا تزال حية وهذا يعني أن حلول الإسعافات الأولية لا تعمل كما يعني أنه يجب التخلي عن التقاعس السياسي كما يعني ذلك استمرار اختبار صبر وصمود العراقيين.
أزمات متكررة
وقالت "الآن فإن هذه الأحداث التي وقعت على مدار العشرين عامًا الماضية لم تؤدي فقط إلى مضاعفة نقاط الضعف الموجودة الموروثة من العقود السابقة ، ولكنها كشفت أيضًا عن نقاط ضعف جديدة. بعبارة أخرى: بينما اجتاز العراق عبر تاريخه ، بعض الأوقات المظلمة والصعبة للغاية ، فإن دوافع عدم الاستقرار في الماضي القريب للبلاد تظل إلى حد كبير على حالها - مما أدى إلى نمط من الأزمات المتكررة وتشمل هذه ، من بين أمور أخرى ، الفساد النظامي ، والحوكمة الضعيفة وسوء تقديم الخدمات ، والبطالة ، والاعتماد المفرط على النفط وكل ذلك يؤثر بدوره على المواطن العراقي العادي ، ويغذي المظالم العامة ، ويؤدي إلى تفاقم التوترات داخل المجتمعات وفيما بينها.
وبينت ان الحكومة العراقية الحالية أبدت عزمها على معالجة عدد من القضايا الملحة لذلك فأن أي حكومة تحتاج إلى وقت لإنجاز الأمور ووضع المصلحة الوطنية فوق كل شئ.
الحاجة الى العدالة والمساواة
وشددت بلاسخارت على الحاجة الى ضمان العدالة والمساءلة للجميع - بغض النظر عن الانتماء أو الخلفية وعليهم أن يروا أن إنشاء بيئة مواتية و "شاملة" هو جوهر أي سياسة أو تشريع.
وحذرت من أن أسعار النفط المرتفعة لا يمكنها أن تبقي البلاد واقفة على قدميها كما ان خلق الوظائف بشكل مستدام لا يمكن تحقيقه من خلال زيادة تضخم القطاع العام .. مشددة على الحاجة الماسة الى إصلاحات اقتصادية ومالية يجب أن تتجاوز جهود مكافحة الفساد المنهجي في العراق الأفراد أو الأحداث
وشددت المبعوثة الاممية على ان النظام الذي تم إنشاؤه بعد عام 2003 لا يمكن الدفاع عنه وإذا ترك كما هو فسوف يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى وبالإضافة إلى ذلك ، فإن العديد من القضايا العالقة بين بغداد وأربيل تتطلب علاقات مؤسسية.
ممارسات المليشيات والقوى الفاعلة
واوضحت بلاسخارت انها كانت قد صورت عام 2019 مشهدًا تشوبه سياسات الفصائل المسلحة والجهات الفاعلة غير الحكومية وتشويه موارد الدولة وسوء الخدمات ونقص الوظائف والآن ، بعد أربع سنوات ، لا يزال العديد من هذه القضايا حادًا بشكل مؤلم و من المؤكد أن التحديات التي تنتظرنا كثيرة وسيكون من السذاجة الاعتقاد بأن إرث المصاعب الماضية والتهديدات الناشئة حديثًا لن يستمر في اختبار مرونة البلاد .
وحذرت بلاسخارت من انه اذا لم تتخذ اجراءات لمعالجة ذلك فإن العراق سوف يفشل في هذا الاختبار وبالتالي من المهم تثبيت البلد في الاستقرار الذي يحتاجه لتحمل الصدمات المستقبلية ولكي يحدث ذلك يجب أن نتعلم بشكل جماعي من التاريخ الحديث .
مغادرة الهشاشة وعدم الاستقرار
وختمت المبعوثة الاممية كلمتها بالتأكيد على "إننا نأمل مخلصين بالاعتماد على ثروات العراق الهائلة وتنوعه وفرصه وإمكانياته أن يتمكن الآن وبالتالي يتم تمكينه من المضي قدمًا بنجاح فبعد 20 عامًا تستحق البلاد أن ترتفع فوق دورات لا نهاية لها من عدم الاستقرار والهشاشة فالعراقيون على دراية تامة بالحياة التي وعدوا بها بعد صدام وبعد عقدين من الزمن ، فإنهم يستحقون ما هو أفضل .
رفض جر العراق لصراعات مع الجوار
ومن جهته شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمة خلال افتتاح الملتقى على عدم القبول أبداً أن تكون أرض العراق منطلقاً لتهديد أمن الجوار وقال ان "دستورنا يُلزمنا بعدم التدخل في شؤون الآخرين، مثلما لا نقبل بأن تمس كرامة أرضنا وسيادتنا انطلاقاً من الجوار أو من غيره" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
زعزعة الاستقرار
وبين ان حكومته أولت، مبكراً، أهمّية خاصة لتدعيم قوات حرس الحدود، وزادت من جهود ضبطها ومنع التسلل، والقضاء على أي قوّة تسعى لزعزعة الاستقرار، سواء في إقليم كردستان أم في أي مكان آخر من أرض العراق.
ونوه الى ان تاريخ العراق وموقعه الجغرافي وإمكانياته وقدراته الاقتصادية وما ويمتلكه من موارد بشرية، تؤهله للعب دور محوري في منطقة الشرق الأوسط والعالم؛ كي يصبح مرتكزاً إقليميا.
واشار الى ان انعقاد مثل هذه المؤتمرات بحضور هذا الجمع الكبير من الباحثين والمهتمّين بالشأن العراقي، دليل على حرية التعبير وممارسة الحياة الديمقراطية في عراق اليوم.
التدخل الايراني مبالغة
واعتبر السوداني ان هناك مبالغة بالحديث عن التدخل الإيراني في الشأن العراقي وقال "إيران دولة جارة ولدينا شراكات معها". ونوه الى ان الحكومة هي المسؤولة عن التعامل مع قوات التحالف الدولي التس تقودها الولايات المتحدة في بلاده.
واكد رئيس الوزراء العراقي تطلعه إلى شراكات اقتصادية عميقة ومستدامة، تجمع بلاده "بالشعوب الشقيقة والصديقة مع تبادل الحرص على الأمن معهم، بالتعاون الاقتصادي الفعّال والمثمر وحيث يمكن فقط التأسيس لأمن مستدام".
عدم تنفيذ الدستور سببب أزمات العراق
ومن جانبه اعتبر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني غياب الحوار البناء بين الأطراف السياسية العراقية وعدم تنفيذ الدستور هو سبب الأزمات.. مشيرا الى ان كثرة مراكز القرار واستخدام سلاح الدولة في الخلافات السياسية الداخلية، ألحق الكثير من الضرر بالعملية السياسية وبمؤسسات الدولة.
واشارفي كلمة له بثها الاعلام الكردي وتابعتها "ايلاف" الى ان "غياب الحوار البنّاء بين الأطراف وعدم تنفيذ الدستور هو سبب الأزمات، حلم العراقيين في بناء عراق ديمقراطي تعددي مدني ومستقر، واجه فشلاً ذريعاً، وان تراجع مشاركة الشعب في العملية الديمقراطية له تأثير خطير للغاية على مستقبل العملية".
وأعتبران كثرة مراكز القرار واستخدام سلاح الدولة في الخلافات السياسية الداخلية قد ألحق الكثير من الضرر بالعملية السياسية وبمؤسسات العراق.
ملتقى السليمانية
وملتقى السليمانية هو مؤتمر سياسي يركز على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويستضيفه معهد الدراسات الإقليمية والدولية (IRIS) في الجامعة الأميركية في السليمانية حيث سيناقش مواضيع سياسية واقتصادية وبيئية وقانونية وقضايا حقوق الإنسان والصحة والطاقة والعديد من القضايا الهامة الأخرى.
وخلال يومي الملتقى يناقش مفكرون وخبراء وصناع قرار من المنطقة والعالم أبرز القضايا الإقليمية في العالم وعرض وجهات النظر الحالية ونقاط الخلاف.