اقتصاد

مخيمات قاحلة بعيدة عن الطرق وخطوط الكهرباء والبث التلفزيوني

الجمال للوصول إلى مناطق نائية في إطار إحصاء سكاني في باكستان

ضباط التعداد الباكستاني في منطقة كوهلو . 23 آذار\مارس 2023
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كولو (باكستان): في غرب باكستان، يكتشف مسؤولون على جمال مجموعة معزولة من المنازل الخشبية ويباشرون إحصاء أعضاء القبيلة في إطار إحصاء سكاني على مستوى البلاد.

هذا المخيم القاحل البعيد عن الطرق وخطوط الكهرباء والبث التلفزيوني، ويضم خمسة أكواخ يقع في إقليم بلوشستان. وهو لا يحمل اي اسم ويستقبل بالكاد 15 شخصا هم أفراد ثلاث عائلات ترعى الماعز والخراف.

ويقول المشرف المحلي عن التعداد فراز أحمد "نتنقل على ظهور الجمال لساعات". واضاف "يتوجب علينا حتى أن نعيش أيامًا في الجبال بين الأشخاص الذين نحصيهم".

في البلدات والقرى تتنقل الفرق من باب إلى باب على دراجات نارية.

لكن في المناطق الريفية في بلوشستان لا طرق معبدة بل مسارات متعرجة تختفي تدريجيا بين الصخور.

ولتنفيذ المهمة، يبدو أن قافلة الجمال هو الخيار الوحيد.

وقال محمد جنيد المري (30 عاما) أحد العاملين في التعداد لوكالة فرانس برس في منطقة كولو الريفية (210 كيلومترات شرق عاصمة الولاية كويتا) وعلى بعد ساعة بالجمال عن أقرب طريق سالك، "يستغرق إقناعهم وقتا للحصول على معلومات عنهم وعن عائلاتهم".

وأضاف الرجل بينما انحنى جمله ليتمكن من النزول عنه "في بعض الحالات يكون الأمر مضحكًا جدا. بما أن كل فريق تعداد تواكبه حراسة أمنية يهرب الناس أحيانا".

ويعيش بين خمسة وعشرة بالمئة من سكان كوهلو في مناطق يصعب الوصول إليها لدرجة أن الإبل هي وسيلة النقل الوحيدة بحسب تقديرات أحمد (34 عامًا).

ويتم تأجير هذه الجمال مقابل ألف روبية (3,20 يورو) في اليوم مع الجمّال.

في أمة مقسمة وفق خطوط اتنية، يكتسي إحصاء السكان البالغ عددهم 207 ملايين عند إجراء الإحصاء السابق ويقدر بنحو 220 مليونا اليوم، اهمية سياسية كبيرة ويمكن أن يؤثر على مطالب تتعلق بالحكم أو بالموارد الشحيحة.

وتستخدم البيانات لترسيم حدود الدوائر الانتخابية في الانتخابات القادمة.


عمال التعداد (باللون الأخضر) يتحدثون مع رجل من قبيلة المري في إقليم بلوشستان، باكستان في 23 آذار\ مارس 2023

بلوشستان

وبلوشستان هي أكبر ولاية باكستانية وأقلها كثافة سكانية. وهي غنية بالموارد الطبيعية ولكنها فقيرة على كل المستويات.

وتشهد المنطقة تمردا انفصاليا منذ فترة طويلة ويحمل البعض إسلام أباد مسؤوليته لعدم تقاسم غنائم الثروة المستخرجة من بلوشستان.

وبينما كان مري وأحمد يقتربان من القرية الصغيرة على ظهر جمل يليهما جمل آخر يمتطيه حارس مسلح بمسدس رشاش، يراقبهما مراهق بمنظار بينما يتجمع حولهما أطفال يرتدون ملابس تقليدية مزينة بأزهار حمراء.

ويقول أحمد إن "الناس ليسوا على دراية كافية بالتعداد - فهم لا يفهمون الإيجابيات والسلبيات. ... إنهم لا يثقون بنا ويخشون أن نخونهم".

بالإضافة إلى ذلك، قتلت حركة طالبان الباكستانية رجال شرطة يحرسون فرق الإحصاء في المناطق النائية والمضطربة شمال غرب البلاد.

على الرغم من طريقة النقل التي لا تتسم بتكنولوجيا متقدمة هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع الإحصاء السكاني في باكستان رقميًا، على ألواح بدلا من رزم من الورق.

ومع ذلك، ما زالت شكاوى قديمة قائمة.

وتساءل مير خان (53 عاما) في منطقة أخرى عند سفح الجبال "كيف نستفيد من التعداد؟". واضاف "لن نحصل على أي شيء ... أصحاب النفوذ يستحوذون على كل ما تريد الحكومة توزيعه على الفقراء".

واكد ابن عمه باندو خان (58 عاما) "لم نتلق قط أي دعم من الحكومة ... نرى أشخاصًا يطلبون منا التصويت لهم ثم لا يعودون أبدًا".

مع ذلك بعد أن تبادلوا الحديث مع العائلات حسب العادات القبلية المحلية بشأن معلوماتهم الشخصية، أقنعهم أحمد ومري بالإجابة على 25 سؤالاً لإعطاء صورة أوضح عن باكستان اليوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف