إسرائيل: التصدّع الكبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اهتمت الأسبوعية الفرنسية "لوبس" ذات التوجه اليساري في عددها الصادر في الأسبوع الثاني من شهر مارس-آذار الماضي بالأحداث السياسية في إسرائيل لتكون هذه الأحداث على غلافها تحت عنوان :"إسرائيل: التصدّع الكبير".
وترى المجلة أن هذا التصدع الذي لم يسبق له مثيل ناتج عن السياسية المتطرفة التي ينتهجها اليمين بجميع مكوناته على المستوى الداخلي بالخصوص، والتي تهدد الديمقراطية التي بها يعتز الزعماء الإسرائيليون منذ قيام دولتهم في نهاية الاربعينات منذ القرن الماضي، والتي يؤكدون بجميع أطيافهم أنها منعدمة تماما في منطقة الشرق الأوسط.
وأكبر دليل على هذا التهديد، هو المظاهرات الضخمة التي شهدتها تل أبيب على مدى أسابيع.
وكانت الجماهير الغفيرة التي شاركت فيها تهتف بصوت واحد دفاعا عن الديمقراطية المهددة، غير مبالية بالبعض من انصار بنيامين نتنياهو الذين ضاعت صرخاتهم وسط صخب المتظاهرين وهم يرددون:" ليس هناك سوى بيبي...بيبي هو الملك".
وترى "لوبس" أنه يوجد الآن في إسرائيل كتلتان تتنازعان السلطة: غلاة المحافظين من جهة، والديمقراطيون بجميع أطيافهم من جانب آخر.
وكانت إسرائيل قد قامت منذ نشأتها على مبدأ التعايش السلمي بين اليهود باختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم، ولا فرق في كل هذا بين يهود الشرق، ويهود الغرب، ولا بين من يصلون على حائط المبكى، ومن يجاهرون بأفكارهم العلمانية والاشتراكية.
أما الآن فإن هذا التعايش يشهد شروخا تشي باقتراب تصدعه وانقراضه.
وتقول سيدة تنتمي إلى منظمة للدفاع عن حقوق المرأة بإن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يخشون أن يستيقظوا ذات يوم ليجدوا أنفسهم خاضعين لديكتاتورية متخلفة تغرق البلاد في الفوضى والعنف، وربما في الاقتتال الأهلي.
وتضيف هذه السيدة قائلة:" أنا أخشى على بناتي. ووالديّ فرا من نظام ديكتاتوري في روسيا في نهاية الثمانينات من القرن الماضي لإنقاذي من ظلمات الأيديولوجيات الشمولية. وبدوري، سأناضل من أجل انقاذ بناتي من أي سياسة تهدف إلى الانغلاق والتحجر".
ويقول الكاتب ايشاي صاريد صاحب رواية :"المعبد الثالث" التي ترجمت إلى عدة لغات عالمية بإن سياسة اليمين أغرقت البلاد في التزمت الديني" معتبرا أن اغتيال إسحاق رابين في عام1995 ،كان منعرجا خطيرا في تاريخ إسرائيل، بل لعله مهد للانقسامات والشروخات الخطيرة التي تشهدها إسرائيل راهنا.
ويقول ايشاي صاريد إن وزير الوزير الحالي للأمن القومي، ايتامار بن غفير، كان وهو في سن التاسعة عشرة من عمره أحد المحرضين على قتل رابين بحكم انتمائه إلى منظمة يمينية متطرفة.
وتشير "لوبس" إلى أن غضب الديمقراطيين الإسرائيليين تسرب إلى المؤسسة العسكرية، وانسحب على الحركة الاقتصادية التي أصبحت تعاني من أزمات متتالية.