اختزال الدين إلى الحفاظ على التفوق
هآرتس: حكم اليهود للفلسطينيين أنشأ شكلًا جديدًا من اليهودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: في مقالة بعنوان "حكم إسرائيل على الفلسطينيين أنشأ شكلًا جديداً من اليهودية"، المنشور في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، يؤكد مناحيم كلاين أن هذا الشكل الجديد من اليهودية مرتبط بالشعورين القومي والعسكري.
ويقترح المؤلف أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل اليهودية من دين مركزه الإيمان والتقاليد والأخلاق "إلى فكر سياسي يركز على الحفاظ على الهيمنة اليهودية والتفوق على العرب والفلسطينيين".
يشير كلاين في سياق المقالة إلى أن هذا الشكل الجديد من اليهودية يظهر في شكل تنظيم المجتمع الإسرائيلي وطريقة عمله، "فالجيش الإسرائيلي يعتبر مؤسسة مقدسة على عاتقها حماية الشعب اليهودي ووطنه. وقد أدت عسكرة اليهودية إلى تمجيد الحرب وتعزيز العنف وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية".
شعور جماعي بالذنب
علاوة على ذلك، يقول المؤلف إن احتلال إسرائيل لفلسطين أثار بين اليهود هنا شعورًا جماعيًا بالذنب، وهذا الشعور نفسه أدى إلى تبرير استخدام القوة والعنف ضد الفلسطينيين الذين يُنظر إليهم من منظار واحد: إنهم تهديد للشعب اليهودي والوطن القومي اليهودي. وهذا متأتٍ من الشعور بالتفوق.
يكتب كلاين: "استناداً إلى مفهوم التفوق، فإن اليهودية المسيحانية تعني إنشاء نظام عالمي جديد، يظهر فيه اليهود بشكل واسع تفوقهم الروحي والسياسي على الشعوب الأخرى. كان ثمة توقع بأن المسيحية ستخلق واقعًا جديدًا بقيادة نسل الملك داوود. وتقول التقاليد اليهودية إن الله سينشئ هذا النظام الجديد في وقت ما في المستقبل. وبالنسبة للحاخامات الحسيديين، فقد نقلوا فكرة النظام الجديد من واقع تاريخي يُسعى إليه إلى شكل من الوعي العقلي. وكان النتيجة ظهور تجسيد ملموس للمسيحية، منفصل عن الواقع التاريخي".
يقول المؤلف أيضا إن هذا الشكل الجديد من اليهودية أدى إلى تهميش الأصوات الليبرالية والتقدمية داخل المجتمع الإسرائيلي، "فالذين يتحدثون ضد الاحتلال ويدعون إلى حل سلمي للصراع غالبًا ما يتم تسميتهم بالخونة واستبعادهم من المجتمع اليهودي الرئيسي". وقد أدى هذا إلى نشوء حالة لا تتسامح مع الرأي المعارض، ولا تسمح بمساحة للحوار أو النقاش حول الاحتلال وتأثيراته على الإسرائيليين والفلسطينيين.
أبعد من الهيكل
وبحسب كلاين، تغيرت اليهودية الأرثوذكسية، وتراجع التعامل مع المسجد الأقصى بوصفه موقعاً تمنع زيارته حتى تكون الظروف مواتية لعودة المسيح. يقول: "على العكس من ذلك، يجب أن تمتد سيادة دولة إسرائيل أيضًا إلى المسجد".
المجموعات الساعية لإعادة بناء الهيكل يذهبون أبعد من ذلك. فهم يسعون إلى تحويل اليهودية من دين ما بعد الهيكل إلى إيمان ما قبل الهيكل. بالنسبة إلى هؤلاء، سيادة شعب يشبه جميع الشعوب ليست سيادة يهودية".
في الختام، تؤكد المقالة أن الشكل الجديد من اليهودية مميز بعسكريته وشعوره بالاضطهاد وتهميش الأصوات الليبرالية والتقدمية، زاعمًا أن هذا الانحراف عن القيم اليهودية التقليدية يشكل سببًا للقلق، فمن المهم الاعتراف بتأثيرات الاحتلال على المجتمع الإسرائيلي والهوية اليهودية.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها مناحيم كلاين ونشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية