العراق والسعودية: شركة مشتركة للاستثمار ومنطقة اقتصادية حدودية

ايلاف من لندن: اتفق العراق مع مؤسسة أرامكو السعودية على تطويرها لحقل غاز عراقي عملاق، فيما انفق البلدان على انشاء شركة استثمار مشتركة وتشييد منطقة اقتصادية على حدودهما.

واشار بيان عراقي مشترك في ختام اجتماعات الدورة الخامسة للمجلس التنسيقي العراقي السعودي في مدينة جدة اليوم وتابعته "ايلاف" الى انه نظرا لاهمية العمل الثنائي والرغبة في توطيد أواصر التعاون المثمر بين البلدين في جميع في المجالات وانطلاقاً من الروابط الأخوية الراسخة والتاريخية التي تجمعهما انعقدت أعمال هذه الدورة حيث أكد الجانبان "على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في المجالات المختلفة ولا سيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية والسياحية والطاقة والبناء على ما تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الماضية.
وشدد البلدان على ضرورة استمرار التعاون بين دول مجموعة أوبك بلس، في تعزيز استقرار سوق البترول العالمية والتزام جميع الدول المشاركة باتفاقيتها بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الالقتصاد العالمي.

الربط الكهربائي
كما ثمّن الجانبان التقدم في عمل الفريق المشترك لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي بقدرة 1000ميغاوات وفق مبادئ الاتفاق الموقعة بين الجانبين وأكدا حرصهما وتطلعهما إلى سرعة إنجاز
إجراءات الطرح والترسية لتنفيذ المشروع بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما، كما أكد الجانبان على أهمية توفير المتطلبات اللازمة لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة 1000ميغاوات واستمرار المشاورات واللقاءات لتنفيذ مشروع نبراس الشرق للبتروكيماويات.

رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري
واكد الجانبان عزمهما على رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري للرقي بالعلاقات الاستثمارية لمستوى ما يمتلكه البلدان من فرص ومشاريع استثمارية واعدة وذلك من خلال تضافر الجهود لخلق بيئة استثمارية خصبة ومحفزة وتهيئة الظروف الاستثمارية المناسبة وتكثيف زيارات الوفود المتبادلة وعقد فعاليات استثمارية مشتركة بشكل دوري لبحث واستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة وتحفيز القطاعين الحكومي والخاص للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية تحق من طموحات الشعبين عبر إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة ودعم الشركات للدخول في المنافسات ّ الحكومية كما جدد العراق دعوته للشركات السعودية للاستثمار في الفرص الواعدة في العراق وفي مختلف المجاالت.

شركة عراقية سعودية للاستثمار
وشهد الاجتماع مناقشة تأسيس الشركة السعودية العراقية للاستثمار المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة وفرص بناء شراكات استثمارية في العراق ومناقشة مختلف الفرص الاستثمارية في عدد من القطاعات.
وأشاد الجانبان بنمو حجم التجارة البينية بين البلدين حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.5 مليار دولار لعام 2022 بنسبة ارتفاع %50
مقارنة بعام 2021م وبشكل يعكس عمق واستدامة العلاقات الاقتصادية بين البلدين اللذين اتفقا على مواصلة تعزيز التبادل التجاري بينهما والاستفادة من افتتاح منفذ جديدة عرعر البري بينهما والاسراع بافتتاح منفذ جميمة الحدودي .
وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون االقتصادي المشترك الذي يهدف لتحقيق االستقرار والرخاء الاقتصادي لشعبيهما ويعزز من قدرتهما على تجاوز التحديات التي فرضتها الازمات الدولية الاخيرة.
واشارا الى اهمية تمكين الشركات السعودية من فتح فروع لها في العراق وتسهيل الوصول لفرص ومشاريع استثمارية.
وتم الاتفاق على التعاون بين البنكين المركزيين في البلدين في مجال التقنيات المالية بالاضافة الى التنسيق القائم بين الجهات المالية الاخرى كوزارات المالية وهيئات الاسواق المالية.

منطقة اقتصادية على حدود البلدين
أكد الجانبان على أهمية بحث آفاق التعاون وفرص التكامل والسعي إلى بناء شراكات استراتيجية في المناطق الاقتصادية الخاصة بين السعودية والعراق من خلال العمل على إنشاء منطقة اقتصادية خاصة على حدود البلدين.
وناقش الجانبان ما يقوم به مجلس العمال السعودي العراقي من دور فاعل في تنمية العالقات الاقتصادية والتعاون بين قطاعي الاعمال في البلدين ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشدد على أهمية مواصلة تلك الجهود بالتنسيق مع الجهات الحكومية في الجانبين لتذليل أي تحديات تواجه مجتمع الاعمال.

شراكات أكاديمية
واتفقا على تكثيف التعاون العلمي والمعرفي والتعليمي بين البلدين وتعظيم الاستفادة من البرامج والمبادرات السابقة، وإقامة الشراكات
الاكاديمية والبحثية بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلدين، وكذلك تشيد 20 مبنى تعليمي في العراق مع استعداد الجانب العراقي لتذليل كل العقبات المباشرة بتنفيذ المشروع. وتم تكليف أمانة المجلس من الجانبين بمتابعة التنفيذ بالتنسيق مع الجهات ذات العالقة.
واتفق الطرفان على وضع تصور والية للتعاون وتشجيع الاستثمار في مجال السياحة بين البلدين وعلى خطة العمل المشتركة لعامي 2024-2023 كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الجانبين في مجالات السياحة، والثقافة والاعلام والاخبار.

مواجهة التطرف والارهاب
واتفق البلدان على تعزيز التعاون المشترك في مواجهة خطر التطرف والارهاب بوصفهما تهديدا وجودياً واستمرار دعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للارهاب والتطرف، كما أكد الجانبان على أهمية التعاون في تأمين الحدود بين البلدين.
كما أكد الجانبان على استمرار التعاون في مجال النقل والخدمات اللوجستية بين البلدين، وتسهيل حركة المنافذ البرية والجوية
والبحرية وإجراءات السفر ونقل البضائع بين البلدين حيث تم استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين .
وشدد البلدان على عزمهما على تكثيف التعاون وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الاقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الامن واالستقرار في المنطقة والعالم وضرورة إبعاد المنطقة عن التوترات والسعي لارساء الامن والاستقرار في المنطقة والعالم.. اضافة الى تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية المتعددة األطراف والسيما للمناصب والوظائف في المنظمات الدولية.

أرامكو ستطور حقلا غازيا عراقيا عملاقا
وعلى هامش انعقاد المجلس التنسيقي فقد اعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني عن اتفاق مع أرامكو السعودية لتطوير حقل لإنتاج الغاز في العراق البالغة طاقته الإنتاجية الحالية 60 مليون قدم مكعب غاز فيما سيكون بعد التطوير 400 مليون قدم مكعب.
وأشار الوزير إلى أن التطوير سيزود الشبكة الوطنية بالغاز اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية منوها بإطلاق جولات من التراخيص لاستثمار وتطوير عدد من الحقول والرقع الاستكشافية في العراق.
وأشار الى أن الحقول المستهدفة تقع في المناطق الشرقية والغربية من البلاد وتنقسم إلى حقول نفطية وغازية، فيما تتضمن كميات كبيرة من الغاز.
وعبّر الوزير عن الامل في مشاركة الشركات السعودية بتطوير الحقول وإنتاج الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية إذ نستهدف سد الحاجة المحلية من الطاقة الكهربائية بعد التطوير.
وأضاف أنه تم الاتفاق مع الجانب السعودي على تحويل 1000 ميجاواط من الطاقة الكهربائية إلى العراق فيما ستنشئ الشركات السعودية محطة لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وستكون المحطة هي الأكبر في العراق لاستخدام الطاقة الشمسية بطاقة 1000 ميجاواط.

وأكد الوزير العراقي الاتفاق على إنشاء بعض المدن الصناعية في الحدود المشتركة بين البلدين التي تسهم في تطوير التجارة والصناعة في البلدين. واوضح انه تم ايضا مناقشة مشروع النبراس للبتروكيماويات الذي يعد من أكبر المشاريع البتروكيماوية في المنطقة إذ يستخدم كميات كبيرة من الغاز تصل إلى 170 مليون قدم مكعب.