يبدأ تنفيذه في 2024 وينجز في 2028
موالو إيران اعتبروه وصمة عار.. قطار ربط الشرق بالغرب ينطلق من بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: شكل مؤتمر لجيران العراق ودول الخليج في ختام أعماله ببغداد لجاناً فنية لوضع تصوّر عن طبيعة وحجم مشاركة هذه الدول بهذا المشروع الاستراتيجي الذي هاجمته قوى موالية لايران.
وقد انتهى المؤتمر مساء السبت بعد ان استغرق عدة ساعات بمشاركة 10 دول بتشكيل لجان فنية تعد تصورات عن حجم ومشاركة هذه الدول في المشروع الذي يبدأ تنفيذه عام 2024 وينتهي عام 2028 .
وصمة عار
وقد هاجم محمد الشمري النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي مشروع التنمية، قائلاً أنه "لن يخدم العراق وانما السعودية التي ستكون المستفيد الأكبر منه" بحسب قوله.
وأشار الى أن "تنفيذ مشروع طريق التنمية الحالي لا يصب في صالح العراق "لانه سيكون عبارة عن ترانزيت وسيجعل من السعودية هي الممر الرئيسي للمشروع" على حد قوله.
واعتبر أن فائدة طريق التنمية الحالي الاقتصادية لن تكون بحجم انشاء مشروع طريق الحرير الذي يجعل العراق هو الممر العالمي للتجارة العالمية".. وقال في تصريح اطلعت عليه "ايلاف" اليوم أن "ضعف السياسية الدولية للعراق أدت الى بقائه بهذا الضعف وعدم الوصول الى تنفيذ طريق الحرير ضمن المشروع الصيني".
ومن جانبها اتهمت حركة حقوق المرتبطة بمليشيا كتائب حزب الله العراقية ما أسمتها بجهات سياسية فاسدة بعرقلة تنفيذ مشروع طريق الحرير لحساب مشروع طريق التنمية الحالي داعية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى الاهتمام بمبادرة الحزام والطريق الصينية المدعومة إيرانياً والعمل على إنجاز ميناء الفاو الجنوبي الكبير.
ومن جهتها وصفت كتلة الصادقون البرلمانية الممثلة لمليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي المشروع بأنه "وصمة عار في تأريخ ساسة العراق".
وقال النائب عن الصادقون حسن سالم في تغريدة له على "تويتر" تابعتها "ايلاف" إن "مشروع القناة الجافة او ما يسمى بطريق التنمية (زورا) فاتورة اخرى يدفعها الشعب العراقي بسبب فشل الطبقة السياسية التي تشبعت بفيروس الفساد الذي جعلهم لا يميزون بين الضار والنافع وأصبحوا أسارى وأذلة لاعدائهم ظناً منهم سيخلدون في مناصبهم وامتيازاتهم وتناسوا أن الله يمهل ولا يهمل والتاريخ لن يرحمهم والأجيال ستحاسبهم عن سرقة حقوقهم ومستقبلهم".. معتبراً أن "القناة الجافة وصمة عار في تاريخ ساسة العراق".
يشار الى ان هذه القوى العراقية الموالية لإيران تؤيد انخراط العراق في مشروع طريق الحرير الجديد المعروف باسم "الحزام والطريق" نظراً لانخراط ايران فيه وتعتبر تبني الصين له عمل يأتي بالضد من السياسات الاميركية في المنطقة. وهو يهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر استثمار مليارات الدولارات في البنى التحتية على طول الطريق الذي يربطها بالقارة الأوروبية حيث تسعى من خلاله الى تسريع وصول منتجاتها إلى الأسواق العالمية وخاصة آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طريق التنمية في بغداد السبت 27 مايو 2023 (رسمي)
مواجهة التحديات الاقتصادية
واحتضنت العاصمة العراقية أمس مؤتمر "طريق التنمية" بمشاركة 10 دول من الجوار والخليج هي: السعودية والأردن وقطر والكويت والإمارات وعُمان وسوريا وتركيا وإيران مع العراق بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
وأصدر المؤتمر بياناً ختامياً تابعته "ايلاف" أشار فيه الى ان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي ترأس المؤتمر قد أكد أن هذا المشروع يعتبرركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهاماً في جلب جهود التكامل الاقتصادي".
وأشار البيان الى أن "الوفود المشاركة ناقشت عملية الشروع في الخطوات التنفيذية وتحويل التفاهمات بين قادة وزعماء الدول إلى خارطة طريق تشهد البدء بالمشاريع التنموية المتعلقة بطريق التنمية".. اضافة الى "بحث في أهمية المشروع لدول المنطقة والشراكات الإقليمية وسبل توطيدها والوصول إلى التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة وتأسيس منصّات تنموية اقتصادية تعزز من قدرة شعوب المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية".
وبين أن "المؤتمر شهد نقاشاً شاملاً لما سيتيحه المشروع من استثمارات في المطارات والقطارات السريعة والطرق البرية".. والمسار الذي سيسلكه من ميناء الفاو العراقي الجنوبي وتكامله مع موانئ المنطقة وصولاً إلى الحدود التركية والعوائد المالية التي يوفّرها".
وأضاف البيان الختامي أن "المؤتمر انتهى بتشكيل لجان فنية لوضع التصوّر الكامل عن طبيعة وحجم مشاركة الدول الشقيقة والصديقة في هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي".
المشروع يستغرق أربع سنوات
وكشف المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي باسم العوادي ان طريق التنمية سيتحول لشريان اقتصادي ومدن سكنية ومجمعات صناعية كبرى كما سيشهد عبور آلاف الشاحنات المقبلة من 25 دولة.
وأوضح أن "طريق التنمية مشروع استراتيجي وليس طريقاً محلياً يربط بين مدينة وأخرى وإنما هو طريق عراقي يربط المنطقة وينقل بضائع جميع دولها والهدف الأساسي منه هو ربط أوروبا بدول الخليج".
وأشار إلى أن "الخط الاستراتيجي الأساسي سيكون طريق السكة الحديدية بمسافة 1175 كم بالإضافة إلى الطريق البري بطول 1190 كم لهما مساران مختلفان في الجنوب لكن يلتقيان في شمال محافظة كربلاء العراقية (110 كم جنوب بغداد) ويسيران جنباً إلى جنب لحين وصولهما إلى فيشخابورعلى الحدود العراقية التركية ".
ونوه إلى أن "مدة انجاز المشروع ستبدأ من السنة المقبلة 2024 وتنتهي عام 2028 بمدة إنجاز قياسية خلال أربع سنوات".
وعن سبب عدم مرور المشروع طريق بإقليم كردستان الشمالي، أوضح العوادي إن "الشركة المصممة عندما قامت بتخطيط مسار الطريق كانت راغبة بان يمر الطريق على الاقليم لكنها اصطدمت بالوعورة الجغرافية هناك ووقوع المنطقة على سلاسل جبلية ووديان كبيرة وهو أمر يزيد العمل ست سنوات بدلاً عن اربع ويكلف اضافة اجمالية تصل الى20 مليار دولار بدلاً عن 17 مليار دولار.
مراحل إعداد ألمشروع
ومن جانبها أشارت الشركة الايطالية المصممة لمخططات المشروع BEG" الى انها قد بدأت العمل حوله قبل عام ونصف العام وانهت دراسة الجدوى أواخر عام 2022 باختيار أفضل مسار لسكك الحديد والطرق البرية السريعة لنقل البضائع من ميناء الفاو الى حدود تركيا.
وأوضح نائب رئيس الشركة برونو تريغتا في مؤتمر صحافي في بغداد السبت أن "المشروع يشكل فرصة رئيسة لجميع العراقيين لأنه "سيقوم بتنويع اقتصاد بلدهم كما سيطور قطاعات اقتصادية عدة ومنها التجارية والاقتصادية والخدمية والزراعية والطاقة المجددة كما سيكون رديفاً لقطاع الغاز والبترول".. مؤكداً أن المشروع لا يخدم العراق وحده إنما يخدم جميع دول المنطقة.
يشار الى أن العراق يطمح عبر المشروع بالتحول خطاً أساسياً لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا .
وسيكون المشروع استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء منه. وهو يهدف إلى بناء 15 محطة قطار للبضائع والركاب على طول الخط تنطلق من البصرة جنوباً مروراً ببغداد وصولاً إلى الحدود مع تركيا.