بعد توقيف 3486 شخصًا شاركوا بعميلت التخريب
ماكرون يستقبل رؤساء البلديات المتضررة من أعمال الشغب في فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء "حذراً شديداً" حيال العودة إلى الهدوء بعدما شهدت فرنسا سبع ليال متتالية من أعمال شغب أوقعت أضرارا كبرى، لكنه اعتبر ان "ذروة" هذه الأعمال قد مرت وذلك عند استقباله رؤساء بلديات مدن بين الاشد تضررا.
وقال الرئيس الفرنسي، بحسب أحد المشاركين، "هل ان العودة الى الهدوء دائمة؟ اتوخى الحذر حيال ذلك لكن الذروة التي شهدناها في الأيام الماضية قد مرت".
وأضاف "إنه النظام الجمهوري الدائم الذي نريده جميعا والذي سنتمسك به. انه الأولوية المطلقة"، وشكر في الوقت نفسه المسؤولين البلديين وكل الشرطيين وعناصر الدرك والشرطيين البلديين ورجال الاطفاء.
وبعد أسبوع على اندلاع أعمال الشغب بعدما قتل شرطي بالرصاص الفتى نائل م. البالغ 17 عاما خلال عملية تدقيق مروري، شهدت الليلة الماضية عددا محدودا من التوقيفات بلغ 72 بينهم 24 في باريس وضاحيتها القريبة في مقابل مئات الاشخاص في أوج أعمال العنف.
وحصلت عمليات تخريب جديدة وتعرّضت مقار شرطة ودرك لهجمات. ومساء الثلاثاء سيتوقف النقل بالترامواي والحافلات في ضواحي باريس عن العمل اعتبارا من الساعة 22,00 (20,00 ت غ).
وهذا الإجراء الهادف للحفاظ على أمن المسافرين تم تأخيره ساعة مقارنة مع الايام السابقة.
وبحسب الارقام التي نقلتها وزارة الداخلية الفرنسية الثلاثاء لوكالة فرانس برس فإنّ 3486 شخصا اوقفوا واحرقت 12,202 سيارة و1105 مبنى تعرض للحرق او التخريب و209 مركز للشرطة الوطنية والدرك او الشرطة البلدية منذ ليل 27 الى 28 حزيران/يونيو.
وتعرضت حوالى ستين مدرسة لاضرار كبرى.
وقال وزير الاقتصاد برونو لومير الثلاثاء ان "اكثر من ألف متجر تعرض للنهب او لهجمات او احرق"، معلناً عن مساعدة "لكل حالة" للاكثر تضررا الى جانب دعم وعدت به شركات التأمين.
وفيما بدأ جزء كبير من الشباب الفرنسي عطلة صيفية طويلة، تبقي الحكومة على إمكانات هائلة لحفظ الأمن منذ أسبوع.
وحُشد حوالى 45 ألف من عناصر الشرطة والدرك مساء الاثنين لليلة الثالثة على التوالي في محاولة لوقف العنف الذي بلغ ذروته الأحد مع هجوم بسيارة على منزل رئيس بلدية لاي-لي-روز فنسان جانبران في ضاحية باريس الجنوبية حيث اضطرت عائلته إلى الفرار.
ومن خلال التشاور مع المسؤولين البلديين المنتخبين، أراد ماكرون "بدء عمل دقيق وطويل الأمد لفهم الأسباب التي أدت إلى هذه الأحداث بعمق" بحسب ما أعلن مكتبه.
وعلى غرار ما حصل العام 2005، يعبّر مثيرو أعمال الشغب عن "كراهية" حيال الشرطة وعن شعور قوي بأنّهم منبوذون، لا سيّما الشباب المتحدّرون من أصول اجنبية ومن الديانة المسلمة، على ما أكد عالم الاجتماع الفرنسي أوليفييه غالان الباحث لدى المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا CNRS.
وقال زميله دوني ميركلن الأستاذ في جامعة السوربون الجديدة والمتخصص بشؤون اميركا اللاتينية إنّ مثيري أعمال الشغب يهاجمون رموز الدولة لأنها موجودة على نطاق واسع في الأحياء الفقيرة خلافاً لمناطق أخرى في العالم هجرتها الدولة.
وأضاف "الجميع يكرر ذلك، هناك مشكلة كبرى في علاقة الشرطة بمثل هذا النوع من السكان" وخصوصا "حين يكون الأمر مستمراً منذ 40 عاما".
واندلعت أعمال الشغب مساء 27 حزيران/يونيو بعدما قتل شرطي بالرصاص في اليوم نفسه الفتى نائل م. البالغ 17 عاما خلال عملية تدقيق مروري في نانتير قرب باريس، وتم تصوير الواقعة في شريط فيديو.
والأحد دعت جدة الشاب الى الهدوء ووقف أعمال التخريب. وبحسب حصيلة لوزارة التعليم الوطني فان "حوالى 60 مدرسة تعرضت لأضرار كبرى بينها حوالى عشر مؤسسات دمرت أو دمرت جزئيا".
قضائيا، جاءت الاستجابة سريعة على أعمال النهب والتخريب حيث تجري محاكمة 374 شخصا يمثلون امام المحاكم منذ الجمعة بحسب وزارة العدل.
وأعاد الرئيس ماكرون وحكومته طرح الفكرة التي تحدث عنها اليمين تكرارا وهي معاقبة الاهالي ماليا.
وقال ماكرون خلال زيارة الى ثكنة للشرطة في العاصمة مساء الاثنين "يجب عند حصول أول مخالفة التمكن من معاقبة العائلات ماليا وبسهولة، نوع من رسم بالحد الادنى فور ارتكاب اول هفوة".