أخبار

إسرائيل تواصل التحضير لهجومٍ بري

حماس تعلن مقتل "نحو 50" رهينة في غزة

لقطة من القصف الاسرائيلي المركز على قطاع غزة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: أعلنت حركة حماس الخميس مقتل "نحو 50" رهينة من الذين أسرتهم في هجومها على إسرائيل في القصف الإسرائيلي على غزة، في وقت واصلت الدولة العبرية قصفها المركّز على القطاع المحاصر حيث ارتفع عدد القتلى، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة للحركة الفلسطينية، لأكثر من سبعة آلاف.

ونفّذ الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عملية توغل استخدم فيها الدبابات في قطاع غزة في اتجاه "أهداف محددة" قبل أن ينسحب، في إطار عمليات تحضيرية لهجوم بري رغم التحذيرات الدولية.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن 7028 شخصا قتلوا بينهم 2913 طفلا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

قصف عنيف
وتردّ إسرائيل بقصف مركز وعنيف لقطاع غزة بعد الهجوم الأعنف في تاريخها الذي تسلّل خلاله عناصر من حماس إلى مناطق إسرائيلية وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز حماس 224 شخصا بينهم أجانب اقتادتهم معها بعد الهجوم، بحسب آخر رقم نشره الجيش الإسرائيلي الخميس.

وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن "كتائب القسام تقدر بأن عدد الأسرى الصهاينة الذين قتلوا في قطاع غزة نتيجة القصف والمجازر الصهيونية بلغ ما يقرب من 50 قتيلاً".

ولا تملك وكالة فرانس برس إمكانية التحقق من هذا الرقم من مصدر مستقل.

وكان المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري أكد في وقت سابق "إبلاغ عائلات 224 رهينة" باحتجاز أفراد منها، موضحا أن الرقم قابل للتغير.

وفي اليوم العشرين للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن تنفيذ "عملية محددة الأهداف" في شمال قطاع غزة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأربعاء "نحن نتحضّر لهجوم بري".

وقال المتحدث العسكري إنه تم ضرب "عدد من الخلايا الإرهابية والبنى التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات".

وأضاف أن العملية تندرج "في إطار التحضيرات للمراحل المقبلة من القتال"، مضيفا أن "الجنود خرجوا بعدها من المنطقة وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية".

ونشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو بالأبيض والأسود تظهر فيها آليات مدرعة وجرافات تتجه نحو ما يبدو أنه سياج حدودي وتخترقه. وتحققت وكالة فرانس برس من الموقع على أنه جنوب مدينة عسقلان الإسرائيلية، وكان الرتل يتجه غربا، لكن لم يكن في الإمكان التأكد من تاريخ مقطع الفيديو وتوقيته.

وأظهر مقطع فيديو آخر ضربة جوية وبعدها إصابة مبان وتطاير حطام في الهواء مع تصاعد دخان كثيف.

وقال نتانياهو الثلاثاء في خطاب موجّه إلى الإسرائيليين نقله التلفزيون "إننا في وسط حملة من أجل وجودنا".

وإذ أكد أن الاستعدادات جارية لعملية برية، وأضاف "لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار" قبل هذه الخطوة، في وقت يحشد الجيش الإسرائيلي 360 ألفا من جنود الاحتياط خصوصا على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان.

ويواصل الجيش قصفه المركز على مناطق عدة في قطاع غزة البالغة مساحته 362 كلم مربع والخاضع لـ"حصار مطبق" منذ بدء الحرب يحرم سكانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.

ووصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الخميس القصف الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب انتقامية"، داعيا إلى وقف لإطلاق النار.

وأكد المالكي من لاهاي التي يزورها أن حلّ الدولتين "أكثر أهمية من أي وقت مضى".

في موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ممثلين لحماس وإيران الداعمة لها موجودون في روسيا لإجراء مباحثات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.

وأكد مصدر دبلوماسي روسي لوكالات أنباء محلية أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق المقيم في قطر يترأس وفد حماس، وأن البحث تمحور حول الرهائن.

وأشار الى أن موسكو أكدت لوفد الحركة ضرورة "الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة"، وتطرقت إلى "المسائل المرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع".

في قطاع غزة، تعرضت مناطق عدة للقصف اليوم، وتم انتشال فتاة ظلت محاصرة تحت الأنقاض قرابة 35 ساعة ونقلها إلى مستشفى في خانيونس في جنوب القطاع.

وتصاعد الدخان فوق شمال قطاع غزة بعد غارة جوية إسرائيلية تم رصدها من بلدة سديروت الإسرائيلية الحدودية.

في المقابل، انطلقت من قطاع غزة دفعة من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية عدة بينها تل أبيب.

ويحذّر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول/أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه إلى الجنوب، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، بحسب الأمم المتحدة.

لكن الضربات تطال أيضا جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين.

وقالت أستاذة لغة إنكليزية لجأت إلى منزل شقيقها في مخيم دير البلح في وسط القطاع "نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد، لكن مع هذه الحرب، يتهيّأ لي أنّ كلّ ما أفعله هو انتظار دوري لكي أموت".

وقالت رجمة ساق الله التي عادت مع ابنتها من منطقة خان يونس التي نزحت اليها في وقت سابق الى مدينة غزة بعدما قتل زوجها وثلاثة من أولادها في قصف إسرائيلي في الجنوب، "لا يوجد مكان آمن.. حيثما نذهب سنموت".

وحذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز أيضا من أن "لا مكان آمنا في غزة".

وأكدت في بيان أن "الإنذارات المسبقة" التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء مناطق في شمال القطاع يستهدفها "لا تحدث أي فرق".

ودخلت غزة بضع عشرات من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، عبر معبر رفح مع مصر. ولا تزال هناك حاجة إلى ما لا يقل عن مئة شاحنة يوميا، وفق الأمم المتحدة.

وتدعو الأمم المتحدة إلى إدخال الوقود بشكل عاجل لتشغيل المولّدات الكهربائية في المستشفيات التي يتدفق اليها آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها.

لكنّ إسرائيل ترفض قائلة إنّ ذلك سيفيد حماس.

وتعتبر واشنطن أنّ وقف إطلاق النار "في هذه المرحلة لن يفيد سوى حماس". واقترح البيت الأبيض بدلاً من ذلك "هدنات إنسانية محدودة" لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وهو موقف من المتوقع أن تتبناه دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع الخميس والجمعة في بروكسل، وفق مصادر دبلوماسية.

وأكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لدى وصوله للمشاركة في الاجتماع "طريقة الرد على هجوم حماس الإرهابي ضد إسرائيل هي موضع خلاف"، مضيفاً أنّه "يؤيد بشدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

من جهته، جدّد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز دعمه "لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية... لتوصيل كلّ المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون"، مشدّداً على أنّ "المعاناة التي نراها في غزة غير مقبولة".

وهناك مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي على خلفية هذه الحرب.

ويتصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وكذلك على حدود إسرائيل مع لبنان، حيث يتم تبادل إطلاق النار يوميا بين القوات الإسرائيلية وحزب الله اللبناني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف